مفاوضات عسيرة حول الحدود بين صربيا وكوسوفو

أوروبا تريد اتفاقا تدريجيا لإدارة المعابر وتضغط على بلغراد لتليين موقفها

مهاجرون مقيمون في اليونان خلال تظاهرهم احتجاجا على العنصرية ومشاركة اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي الجديد، في وسط أثينا أمس. وتدعو اللافتة المرفوعة إلى تسوية وضع المهاجرين (رويترز)
TT

تضاربت الأنباء حول توصل الجانبين الصربي والكوسوفي إلى اتفاق بشأن إدارة نقاطهما الحدودية. فقد نفى كبير المفاوضين الصرب بوريسلاف ستيفانوفيتش في المحادثات التي يجريها الجانبان في بروكسل التوصل إلى اتفاق، وقال في بروكسل بعد 3 أيام من المفاوضات، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الصربية الرسمية «تانيوغ»: «رغم كل جهودنا التي بذلناها لم نتوصل إلى اتفاق. مع أننا اقتربنا من بعضنا البعض بشكل كبير فإننا لا نزال بحاجة إلى وضع النقاط على الحروف».

وكان الاتحاد الأوروبي قد قال مساء أول من أمس إن صربيا وكوسوفو اتفقتا على إدارة مشتركة لنقاطهما الحدودية. وقال ستيفانوفيتش إن بلغراد «مستعدة لمواصلة المحادثات بنفس الإيمان والتفاؤل». غير أن وفد كوسوفو في المحادثات قال إنه جرى بالفعل التوصل إلى اتفاق، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. قالت إيديتا تاهيري رئيسة فريق التفاوض في المحادثات عن كوسوفو «لقد توصلنا في نهاية المطاف إلى اتفاق بشأن إدارة متكاملة للمعابر الحدودية. اتفق الجانبان على تنفيذ النموذج الأوروبي على جميع المعابر الستة». وأضافت أن من المنتظر أن يعود الجانب الكوسوفي إلى بريشتينا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قال في وقت سابق إن الجانبين اتفقا على قضية إدارة الحدود وهي من أصعب القضايا في المحادثات الذي يتوسط فيها الاتحاد بين الجانبين منذ مارس (آذار) الماضي. وقال الاتحاد في بيان له: إن صربيا وكوسوفو وافقتا على إدارة مشتركة للنقاط الحدودية بينهما، لكنه أشار إلى أن الاتفاق «سينفذ تدريجيا في أقرب وقت يكون ممكنا عمليا». وأضاف البيان أن بعثة الاتحاد الأوروبي للقانون والعدالة في كوسوفو (يوليكس) «ستكون موجودة تمشيا مع تفويضها».

ولم يتمكن الجانبان من تحقيق انفراجة حول قضايا أخرى كانت مطروحة على جدول أعمال المحادثات مثل تراجع صربيا عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشاركة كوسوفو في مبادرات إقليمية، ولكن «تم تحقيق تقدم جيد» حسبما ذكر الاتحاد الأوروبي. كما وافقت بلغراد وبريشتينا على التنفيذ الكامل لاتفاق سابق حول حرية التنقل وفقا للاتحاد الأوروبي. وتابع التكتل الأوروبي أن «من المتوقع أن يتم التنفيذ الكامل لاتفاق حرية التنقل اعتبارا من 26 ديسمبر (كانون الأول) 2011، بما يؤدي إلى تمكن الجميع من السفر بحرية».

وقد ضغط الاتحاد الأوروبي بشدة على صربيا للتوصل إلى تسوية وذلك بوضع شرطين لمنح بلغراد وضع مرشح للانضمام للتكتل وهما تحقيق تقدم في المحادثات وتحسين العلاقات مع كوسوفو. وتعرض موقف صربيا في دوائر الاتحاد الأوروبي للضرر الاثنين الماضي عندما أصيب 30 جنديا تابعا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على أيدي أفراد من العرقية الصربية. وهوجم الجنود في الوقت الذي أزالوا فيه حواجز الطرق التي وضعت للحيلولة دون سيطرة مسؤولي كوسوفو على النقاط الحدودية مع صربيا. وأدان الرئيس الصربي بوريس تاديتش أعمال العنف الأربعاء الماضي، لكن ألمانيا والنمسا اللتين أصيب جنودهما في الهجمات أشارتا إلى أن تاديتش لم يتخذ إجراءات كافية لمنع العنف.

وفي خطاب لها أمام البرلمان أول من أمس، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن صربيا «متهمة بالمساهمة في الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة حيث هوجم جنود حفظ السلام الألمان في شمال كوسوفو بالبنادق وأصيبوا. وأنا أقول هذا غير مقبول».