المظاهرات تعم سوريا في جمعة «إضراب الكرامة».. والقتل يتصاعد

حي الميدان في دمشق يشتعل بالاحتجاجات وتفريق للمتظاهرين بالرصاص

مظاهرة واسعة في التمانعة بإدلب أمس
TT

شهدت سوريا أمس يوما دمويا جديدا، إذ قتل أمس 36 مدنيا حسب تقارير المعارضة، في جمعة «إضراب الكرامة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إنه «في عاصمة شهداء الثورة السورية، حمص، استشهد 10 مواطنين بينهم طفلان، وفي قرية عقرب بريف حمص استشهد طفل يبلغ من العمر 14 عاما». وأضاف: «وفي ريف دمشق استشهد مواطن في مدينة دوما، وآخر في بلدة سقبا وثلاثة ببلدة كفربطنا، كما استشهدت طفلة وسيدة بريف درعا وفي مدينة حماه استشهد أربعة مواطنين واستشهد مواطنان اثنان في مدينة معرة النعمان بينهم طفل في 15 من عمره».

وخرجت مظاهرات يوم أمس الجمعة الذي كرس للدعوة إلى بدء إضراب عام يوم غد الأحد، للوصول إلى العصيان المدني العام، اعتبر ناشطون أنه وسيلة السوريين الوحيدة لإسقاط النظام، بعد المماطلة العربية والدولية، وخرجت المظاهرات يوم أمس كالعادة في أيام الجمع طيلة تسعة أشهر من عمر (الثورة) في سوريا.

وفي حمص خرجت المظاهرات في غالبية الأحياء البياضة والخالدية وباب السباع وبابا عمرو وباب هود والشماس وباب الدريب والإنشاءات والوعر وجورة الشياح والغوطة وتير معلة ودير بعلبه غيرها، وذلك رغم نشر القناصة وعناصر الأمن والشبيحة وتجول المدرعات في شوارع المدينة. وأظهر فيديو بثه ناشطون إطلاق نار على متظاهرين خرجوا في أزقة ضيقة في حي باب السباع ليحموا أنفسهم من إطلاق النار المباشر. واستمرت المظاهرة بالهتاف رغم إطلاق النار الكثيف وإلقاء القنابل الصوتية في محيط مكان المظاهرة.

كما جرى إطلاق نار كثيف وقصف على حي الإنشاءات وكذلك حي كرم الزيتون، وفي البياضة جرى قصف عنيف استهدف بعض المنازل، وقالت مصادر محلية إن القصف استمر لساعات وهشم أحد أسوار المساجد أسفرت عن إصابات عديدة بينها حالات خطيرة.

وفي ريف حمص خرجت المظاهرات في تلبيسة والحولة والقصير وتدمر والسخنة، وفي تدمر من غالبية الجوامع وتجمعت في ساحة الحرية وفي مدينة القصير أسفر إطلاق النار على المتظاهرين عن إصابة تسعة أشخاص بينهم حالتان خطيرتان.

وفي مدينة تلكلخ القريبة من حدود شمال لبنان، تم إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية غير مسبوقة للحواجز الأمنية. وقال ناشطون إن في قرية المشيرفة القريبة من تلكلخ قامت المخابرات الجوية باعتقال كل من الناشطين ميخائيل رياض إلياس ونمر ميشيل اليوسف لوقوفهما إلى جانب الثورة علنا بعد مداهمة مكان وجودهما وإطلاق نار كثيف في المنطقة.

وفي مدينة حماه وريفها خرجت عدة مظاهرات تنتصر لحمص، وتدعو للإضراب العام، وقامت قوات الأمن بالتصدي للمظاهرات بالرصاص الحي والقنابل الصوتية. وسمع السكان دوي انفجار يترافق بإطلاق نار متفرق بعد خروج مظاهرات من معظم مساجد المدينة ظهر يوم أمس للمطالبة بإسقاط النظام. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المصلين المتظاهرين في طريق حلب.

ولفتوا إلى أن الاتصالات قطعت لمدة يومين عن مدينة حماه وتم إعادة الاتصالات الأرضية فقط يوم أمس الجمعة، مع العلم أن كل ليلة منذ عدة أشهر يسمع أهالي حماه إطلاق رصاص كثيف وأصوات قنابل صوتية.

وفي مدينة دمشق العاصمة التي شهد وسطها التجاري مساء أول من أمس مظاهرة في شارع 29 أيار مقابل المركز الثقافي الروسي وتم تفريقها بإطلاق النار، وصف ناشطون حي الميدان يوم أمس بأنه كان يشتعل، لكثرة المظاهرات التي خرجت في أحيائه يوم أمس رغم الوجود الأمني المكثف. وقال ناشطون إن الشيخ أحمد معاذ الخطيب، وهو رجل دين معروف في دمشق، إنه أعلن بدأه الصيام والإضراب عن الطعام اعتبارا من يوم غد الأحد «احتجاجا على أعمال القتل والاعتقال لأبناء وبنات سوريا.. الحرية لأبناء وبنات الشعب السوري جميعا».

وفي دمشق أيضا خرجت عدة مظاهرات في أحياء العسالي القدم الحجر الأسود والقابون، وفي القابون كان هناك انتشار أمني غير مسبوق وحصار لغالبية المساجد وانتشار مكثف داخل الحارات، وجرت حملة اعتقالات مكان خروج المظاهرة مع إهانة لأصحاب المحلات هناك.

وفي ريف دمشق تم اقتحام عدة مدن وبلدات منذ الصباح بعشرات من السيارات العسكرية المملوءة بالجنود بهدف قمع المظاهرات والتي خرجت في غالبية المناطق الساخنة في ريف دمشق، وجرى قمعها بعنف. ففي عربين قالت مصادر محلية إنه حصل انشقاق في الجيش في ساحة البلدة وجرى وتبادل كثيف لإطلاق النار وتم اعتقال أطفال ونساء من البيوت وسوقهم بباصات الشبيحة وذلك خلال ملاحقة الجنود المنشقين.

وفي درعا، أطلقت قوات الأمن النار الكثيف من الحواجز المتمركزة في محيط بلدة النعيمة. منذ الصباح الباكر، وخرجت المظاهرات في غالبية بلدات وقرى حوران على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف وقطع كافة أشكال الاتصالات، وقال ناشطون إن اشتباكات بين قوات الأمن والجيش السوري وجنود منشقين من الجيش الحر جرت في بلدة تسيل في ريف حوران، أسفرت عن مقتل عنصر من الأمن وجرح العديد من رفاقه، واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات. كما تم إغلاق مدينة الصنمين ومحاصرتها بالكامل ومنع الدخول إليها والخروج منها. حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، كما شنت حملة اعتقالات واسعة في مدينة جاسم، وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي.

وفي إدلب وريفها خرجت مظاهرات بمدينة إدلب وريفها في كل من مدينة معرة النعمان وأيضا في بلدات الهبيط وكفرسجنة وحيش رغم الجو البارد والأمطار. وفي الريف الشمالي انطلقت مظاهرات أيضا في كل من: زردنا وكفردريان وسرمدا وترمانيين وتلعادة واطمة وقاح. وفي بلدة الدانا اعتقلت قوات الأمن مصطفى أحمد النجار عاما من أمام منزله. وخرجت مظاهرة حاشدة بمدينة معرة النعمان تطالب بإسقاط النظام وتؤكد التزامها بالإضراب. هذا وخرجت مظاهرات في جمعة إضراب الكرامة في شمال شرقي البلاد وشرقها في القامشلي وبلداتها وفي ريف حلب وفي دير الزور والبوكمال وغيرها من المناطق التي تعد بين بؤر الاحتجاج السورية.