مصر: الدعاية الانتخابية بالمحافظات تداعب الأعراف الاجتماعية

افتتاح المساجد وتقديم العزاء في الصعيد.. ومؤتمرات شعبية وجماهيرية بالإسماعيلية

TT

مع اقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات المصرية 14 و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، استعدت مختلف الأحزاب والقوى السياسية لهذه الجولة بتكثيف الدعاية الانتخابية لمرشحيها، واختلفت هذه الدعاية من محافظة إلى أخرى، بل تنوعت في مناطق بعينها داخل المحافظة نفسها، حيث تتوقف طرق جذب الناخبين تبعا لتوجهاتهم والتي تختلف باختلاف ثقافتهم وأساليبهم المعيشية. ففي صعيد مصر تعتمد أساليب الدعاية الانتخابية الأساسية لدى المرشحين على حضور الأفراح والمناسبات السعيدة، التي تعتبر بمثابة مؤتمرات جماهيرية مجانية، فمدن وقرى الصعيد مشهورة بمجاملة الأهالي بعضهم بعضا في الأفراح سواء في القرى أو المدن وهو ما يتيح فرصة للمرشحين للوجود بين أهالي الدائرة والتحاور معهم والتعرف على عدد كبير من مشكلاتهم، ووجود الناخب وسط الناس والتعرف عليه وجها لوجه بالصعيد يدعو الناخبين للثقة به أكثر من توزيع الدعاية الانتخابية، ولا تقتصر الدعاية على المناسبات السعيدة من الأفراح أو عودة الحجاج، ولكنها تمتد إلى التبرع لبناء المساجد والمشاركة في الأحزان وتقديم واجب العزاء لأسر وعائلات المتوفين حيث تقوم العلاقة هناك على التفاعل بين الناس بعيدا عن تعقيدات البرامج السياسية للأحزاب.

وغالبا ما ينتمي الأفراد الموجودون في هذه المناسبات للأغلبية الصامتة العازفة عن المشاركة السياسية وحضور المؤتمرات الانتخابية والندوات التثقيفية مما يصعب عملية الوصول إليهم، أما سرادقات العزاء فهي واجب مقدس لدى أهالي الصعيد لا بد من حضور الجنازة والوجود في سرادقات العزاء لمواساة أهل المتوفى والوقوف معهم خلال أيام العزاء الثلاثة لاستقبال المعزين والمواسين لأهل المتوفى، مما يجعل منها فرصة مناسبة للوجود بين هذه الفئات، ويثبت من خلالها المرشحون وجودهم في الدائرة الانتخابية ومشاركتهم الشعبية للأهالي.

أما في محافظة الإسماعيلية فتقوم الدعاية الانتخابية على عقد الأحزاب والمرشحين لمؤتمرات انتخابية جماهيرية لتعريف الناخبين بالبرامج والأهداف المختلفة للأحزاب والحديث عن السياسة وأحوال البلاد وآفاق المستقبل، وقد تمتد هذه المؤتمرات إلى انتقاد لاذع لأسلوب إدارة البلاد، وتشمل ندوات وعروضا ثقافية.

وعقد أمس حزب العمل ذو التوجه الإسلامي مؤتمرا بالإسماعيلية أكد فيه مجدي حسين، رئيس الحزب، أن البلاد ما زالت تحكم بسياسة مبارك وأعوانه، مستنكرا استمرار تبعية البلاد للكيان الأميركي الصهيوني رغم قيام الشعب المصري بثورة عظيمة وتنفيذ المجلس لتعليمات صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن السلع على حد قوله، وهو الأمر الذي يرفضه الحزب ويحاول من خلال مؤتمراته الجماهيرية التأكيد على أهمية دعم السلع الغذائية، وتعلن الأحزاب المختلفة عن نفسها للناخبين من خلال هذه المؤتمرات خاصة تلك التيارات التي لم يكن مسموحا لها بالوجود في الشارع إبان النظام السابق.