إسرائيل تقتل فلسطينيا ثالثا في غزة.. وحماس تبدأ اتصالات لوقف التصعيد

مصادر إسرائيلية: اغتيال البطش بعد معلومات عن تخطيطه لعملية شبيهة بالهجوم على إيلات

فلسطيني يرشق جنودا إسرائيليين بالحجارة خلال مواجهات اندلعت في قرية شمال الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأت حماس اتصالات مع مصر ودول عربية وغربية، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد يومين متوترين شهدهما القطاع، إثر شن إسرائيل سلسلة غارات أدت إلى مقتل 3 فلسطينيين، بينهم مدني أعزل قتل في غارة، أمس.

وقال إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، إن حكومته تجري اتصالات مكثفة مع الكثير من الأطراف العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأضاف، بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد فلسطين: «هذا التصعيد الصهيوني سبقه تهديدات من الكثير من القيادات الإسرائيلية الأمنية والسياسية، وتجري ترجمته من خلال هذا القصف العشوائي وهذا القتل المتعمد والاغتيالات المباشرة، يدل على نوايا إسرائيلية مبيته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص».

وتابع أن «هذا العدوان سيفشل، مثل كل محطات العدوان السابقة على صخرة صمود هذا الشعب، وعلى قدرة المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني». وتدخلت مصر مباشرة لتثبيت التهدئة الهشة في غزة، بعدما نجحت سابقا في التوصل إلى اتفاق بوقف التصعيد المتبادل، وتحاول القاهرة الآن الوصول إلى اتفاق آخر.

وجاء حديث هنية بعد ساعات من هجوم إسرائيلي استهدف، على ما قال الجيش الإسرائيلي، مواقع تدريب تابعه لكتائب القسام شمال غربي غزة، لكن النتيجة كانت مقتل أحد المدنيين وإصابة أطفاله، وآخرين. وذكر أحد شهود العيان أن طائرات «إف 16» إسرائيلية أطلقت صاروخين على الأقل على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس غرب مدينة غزة، مما أدى إلى انهيار منزل مجاور له ومقتل رجل مدني فيه، وإصابة عدد كبير من أفراد العائلة.

وأكدت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي حصول غارتين قائلة إنهما تأتيان ردا على عمليات إطلاق صواريخ، مساء الخميس، على الأراضي الإسرائيلية. وأشارت الناطقة إلى أن الغارتين «استهدفتا مراكز أنشطة إرهابية» في قطاع غزة.

وقال أدهم أبو سلمية، الناطق الإعلامي باسم الإسعاف والطوارئ، في قطاع غزة، إن القصف الذي استهدف موقعا خلف أبراج المقدوسي أدى إلى استشهاد بهجت الزعلان (38 عاما)، وإصابة 12 آخرين بينهم سبعة أطفال، اثنان منهم في حالة خطر شديد.

وشيعت غزة جثمان الزعلان وسط هتافات تنادي بالانتقام، في وقت عبر فيه الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن أسفه لإصابة الأبرياء في الغارات التي شنها سلاح الجو على غزة. وادعى الناطق أن الغارة التي أودت بحياة الزعلان، «أسفرت عن إصابة هدفها المحدد، وهو قاعدة تابعة لحركة حماس بدقة، غير أن الانفجارات الأخرى التي تلت القصف نتجت عن تخزين متفجرات في المكان، وبالتالي فإن حماس هي المسؤولة عن إصابة غير الضالعين في الأعمال الإرهابية، كون عناصرها ينشطون في مناطق مأهولة».

وواصل الطيران الإسرائيلي أمس، ضرب غزة، ونفذ سلسلة من الغارات على المدنية وفي رفح وفي حي الزيتون، بعد يوم من قتله اثنين من ناشطي كتائب الأقصى التابعة لفتح والقسام التابعة لحماس (عصام البطش وابن شقيقه صبحي البطش)، وردت فصائل فلسطينية بقصف تجمعات إسرائيلية في محيط غزة بصواريخ وقذائف الهاون، لكن دون إصابات.

وكانت كتائب شهداء الأقصى قد أعلنت «استشهاد عصام البطش في غارة صهيونية استهدفته في سيارة»، في حين أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، انتماء الناشط الآخر «صبحي البطش (21 عاما) الذي ارتقى إلى العلا شهيدا إثر قصف صهيوني غادر استهدف سيارة كان يستقلها برفقة عمه».

وأدانت القيادة الفلسطينية الغارات الجوية الإسرائيلية، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن نتائجها وتبعاتها. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن إسرائيل تسعى لضرب التهدئة وجهود المصالحة الفلسطينية.

واتهم عريقات الحكومة الإسرائيلية بالعمل على إسقاط التهدئة وتصعيد العدوان، استغلالا لانشغال العالم بقضايا المنطقة، داعيا الفصائل إلى التنبه لمخططات الاحتلال، وعدم الانجرار وراء تلك المخططات. وبينما حملت جامعة الدول العربية إسرائيل مسؤولية التصعيد في غزة، حيث أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، السفير محمد صبيح، أمس، أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي واتفاقات جنيف باستخدامها القوة المفرطة، وإعدام المواطنين خارج إطار القانون، ودون محاكمة، أعلنت مصادر في المخابرات الإسرائيلية أن اغتيال عصام البطش لم يكن مبادرة من إسرائيل للتصعيد، وأن «هذه عملية دفاعية». وادعت أنها تلقت معلومات مؤكدة تقول إن البطش، الذي نفذت حركته (كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة) عدة عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، كان في المراحل الأخيرة لتنفيذ عملية تفجير كبيرة من سيناء المصرية ضد القوات الإسرائيلية. وأضافت إن المعلومات الاستخباراتية التي بحوزتها تقول إن البطش خطط لاستنساخ العملية التي نفذتها «لجان المقاومة الشعبية» في الثامن عشر من شهر أغسطس (آب) الماضي بالقرب من إيلات، حيث دخل ثمانية مسلحين من سيناء وقتلوا ثمانية إسرائيليين، قبل أن تتم تصفيتهم، (وقتل في الحادث أيضا خمسة جنود مصريين).

وفي غضون ذلك، توقعت مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل أن تتمكن مصر من التوصل من جديد إلى تهدئة تمنع تفاقم التدهور الأمني مع قطاع غزة، على الرغم من القصف الصاروخي نحو بلدات إسرائيلية، والغارات التي ردت بها قوات سلاح الجو. وقالت إن من أسباب هذا التفاؤل الأساسية هو اقتراب موعد تنفيذ الجزء الثاني من صفقة شاليط، التي سيتم فيها إطلاق سراح 550 أسيرا فلسطينيا، في الثامن عشر من الشهر الحالي.

وأكدت هذه المصادر إن حركة حماس لم تشارك في قصف البلدات الإسرائيلية، بعد اغتيال عصام البطش وابن شقيقه صبحي، وفي هذا إشارة ثانية على أنها غير معنية بالتصعيد، علما بأن مصر، وبطلب من الطرفين، بدأت تحركا سريعا لتطويق الأحداث ومنع تدهورها.

وكشفت هذه المصادر أنه «وصلت المعلومات، مؤكدة أن عملية البطش ستنفذ في هذا الأسبوع، حتى أعلن الجيش الإسرائيلي حالة استنفار في المنطقة الجنوبية كلها.