يهود تونس يرفضون دعوة شالوم للرحيل إلى إسرائيل والاستقرار فيها

المرشح اليهودي الوحيد لانتخابات المجلس التأسيسي: ساهمنا في الثورة.. ولن نرحل

TT

لم تجد دعوة سيلفان شالوم نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لليهود التونسيين للذهاب إلى إسرائيل والاستقرار فيها، صدى كبيرا بين اليهود من أصل تونسي، بل إن البعض منهم استغرب هذه الدعوة في مثل هذا التوقيت. وتعتبر دعوة شالوم من الدعوات النادرة ليهود تونس للسفر إلى إسرائيل، إذ إن أغلبهم متمسكون بالعيش في تونس خاصة أولئك الذين بقوا في تونس لعقود من الزمن بعد موجة من الهجرات تمت في عقد الستينات من القرن الماضي.

ولا تزال بعض العائلات اليهودية تعيش في منطقة حلق الوادي السياحية الواقعة بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، ولا تكاد تفرقهم من بين بقية التونسيين العاديين سواء من حيث اللهجة أو السلوكيات اليومية العادية. وكان شالوم وهو يهودي من أصل تونسي قال «أدعو اليهود الذين يعيشون في تونس للمجيء والإقامة في إسرائيل بأسرع وقت ممكن»، وكانت دعوته بمناسبة احتفال أقيم في القدس المحتلة لإحياء ذكرى اليهود التونسيين ضحايا «المحرقة» المزعومة. ولا يزيد عدد اليهود الذين يعيشون في تونس على 1500 يهودي يعيش معظمهم في جزيرة جربة السياحية، حيث يحج قرابة أربعة آلاف من يهود العالم سنويا إلى هناك للحج في مزار «الغريبة».

حول هذه الدعوة للسفر إلى إسرائيل، قال جاكوب لولوش اليهودي التونسي الوحيد الذي ترشح لانتخابات المجلس التأسيسي التي جرت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الأقلية اليهودية ساهمت بروح عالية في الثورة التونسية. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه يدعو على الدوام لاحترام حقوق الأقليات في تونس وينادي إلى مشاركة فاعلة للأقليات الأخرى على غرار المسيحيين والأمازيغ في مختلف المحطات السياسية المقبلة لأنهم أبناء تونس لهم نفس حقوق التونسيين في بلدهم.

واعتبر لولوش أن تونس وفرت لهم العيش الكريم وهو لا يشعر أبدا أنه غريب عن هذه الأرض الطيبة، على حد تعبيره، ولا طائل من إعادة موضوع هجرة اليهود التونسيين من بلدهم الذي قد لا يجدون في الدنيا أفضل منه.

وأضاف في تصريحه أن على الجميع أن يتذكروا أن الثورة التونسية لم يقم بها حزب سياسي بعينه أو اتجاه وحده بل كانت ثورة كل الناس دون استثناء ومن بينهم اليهود الذين لا يرون بلدا غير تونس. ودعا في تصريحه إلى ضمان الحقوق المدنية والحريات العامة وحقوق المرأة وإلى الإسراع في إيجاد حلول عاجلة للمشاكل الاجتماعية المتراكمة منذ 14 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وحول إمكانية ترشحه من جديد خلال المحطات السياسية المقبلة على غرار الانتخابات البلدية والانتخابات البرلمانية، قال لولوش إن ذلك وارد بعد ما لاحظه من قبول حسن لدى عامة التونسيين الذين عاملوه على أساس أنه تونسي ينتمي لأرض تونس قبل أن ينظر له على أساس عرقي أو أنه من أصول يهودية. وقال إن اليهود «توانسة» وقد مكنهم الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق من التمثيل في مجلس النواب (البرلمان) عن طريق التعيين ولكنهم اليوم يريدون الوصول عبر صناديق الاقتراع.

يذكر أن جاكوب لولوش (يعيش بمنطقة حلق الوادي بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة) قد ترشح ضمن قائمة الاتحاد الشعبي الجمهوري (حزب تأسس بعد الثورة)، ولم يتمكن الحزب ككل من الفوز بأي مقعد في المجلس التأسيسي، كما فشل لولوش في النجاح في تلك الانتخابات.