السوريون دعوا لإرسال الأسد إلى مستشفى المجانين.. وتوعدوا بقطع لسان نصر الله

أكدوا في جمعة «إضراب الكرامة» على وحدتهم الوطنية

أهالي عندان بريف حلب يتظاهرون أمس
TT

بعد أسبوع دام في حمص شهد أعمال عنف أنذرت باشتعال حرب طائفية، انتبه المحتجون السوريون إلى خطورة المنعطف الذي تذهب إليه الثورة الشعبية السورية التي قالوا منذ انطلاقتها إنها ثورة سلمية، وهذا ما جعل الدعوات إلى الإضراب العام تتزايد لتصويب مسار الثورة، وتم التعبير عن ذلك بإطلاق اسم «إضراب الكرامة» على مظاهرات أمس (الجمعة)، للدعوة إلى إضراب عام ومن ثم عصيان مدني لإسقاط النظام، وأكد المتظاهرون في دير الزور في لافتات رفعوها يوم أمس على أن «سلاح الوعي هو العصيان المدني» وفي مدينة حمص أعلنوا أن «ثلاثة أيام فقط ويبدأ العصيان» المنتظر أن يبدأ يوم غد (الأحد).

أربعة عناوين رئيسية طغت على الهتافات واللافتات التي ارتفعت في مظاهرات يوم أمس: المخاوف من حرب طائفية، ومماطلة الجامعة العربية والمجتمع الدولي حيال النظام السوري، والموقف من خطاب حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله الأخير. إلا أن الأبرز كان التعليق على مقابلة الرئيس بشار الأسد مع قناة «إيه بي سي» الأميركية.

وأجمع المتظاهرون الذين خرجوا أمس على رفض خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وفي حوران غيروا اسمه ليكون «حسن نصر الشيطان..»، وتوعدوا بـ«قطع لسانه».

ونحت غالبية تعليقات المتظاهرين إلى السخرية مما قاله الأسد، باعتباره دليلا على جنونه. ففي مدينة حمص، نبه المتظاهرون إلى أن الحماصنة هم من تسببوا بالجنون للرئيس الأسد، وقد سبق وهتفوا: «نحن الحمصية ودينا الأسد عا لعصفورية»، وأن «الدليل القاطع جاء في المقابلة مع (إيه بي سي)». ورفع المتظاهرون في باب السباع يوم أمس لافتة «يا بشار حاج تكذب وتدور دمك بحمص مهدور»، وهم يهتفون: «يا بشار صبرك صبرك باب السباع يحفر قبرك».

وفي كفرومة في إدلب، تساءلوا في لافتات حملها الأطفال: «الأسد فقد العقل.. فكيف نقبل برئيس مجنون». أما في حوران فنبه المتظاهرون الضباط على أن الأسد قد تخلى عنهم، في تنصله من المسؤولية عن القتل. وفي بلدة عتمان في ريف درعا، وتعليقا على مقابلة الأسد، اعتذروا لوزير الخارجية وليد المعلم عما سبق أن قالوه بحقه؛ بأنه كاذب وغبي، وكتبوا على لافتة «بعد خطاب بشار يا محلاك يا وليد كنا فاكرين إنك حمار لا تؤاخذنا..ظلمناك فعلا ما بعرف خيره حتى تجرب غيره». وفي إدلب، وجهوا كلامهم للأسد «إن لم تستح فتكلم ما شئت يا أبو نص لسان لأنك مجنون».

أما في عربين، فجاءت السخرية والاستياء من كلام الأسد في صيغة أسئلة المسابقات «اختر إحدى الإجابتين: بشار الأسد؛ غير مسؤول أو مجنون»، لتكون الإجابة الحاسمة في داعل بريف درعا «إذا كنت مجنون أو لا تدري.. ارحل»، مع التذكير بالمثل الشعبي «مجنون رمى حجر بالبئر مائة عاقل ما بيطالعوه». واكتفى متظاهرون في عتمان بكلمة وحرف للمطالبة بإرسال الرئيس إلى مستشفى المجانين وكتبوا على اللافتات «ع العصفورية».

أما في ريف دمشق، فاستخدموا الأسماء الكاملة لجملة المناصب التي يتقلدها الرئيس، في لافتات تستغرب عدم مسؤوليته عما يحصل، وكتبوا «القائد العام للجيش والأمين القطري للحزب، حمار ليس مسؤولا عن شيء.. عفوا بالخطأ صار رئيس جمهورية»، و«الدكتور بشار الأسد الفريق القائد العام للجيش والقوات المسلحة والأمين القطري للحزب يتخلى عن المهام الموكلة إليه بعد 12 عاما من القتل والإجرام».

من جانب آخر، رد المتظاهرون يوم أمس على المخاوف من اشتعال حرف طائفية بعد أحداث عنف؛ قتل واختطاف، جرت في حمص الأسبوع الماضي، برفع لافتات «سوريا للجميع»، وقد رسم عليها كف ممدودة وكل إصبع فيها يعبر عن طيف من أطياف سوريا «إسلام مسيحية دروز علوية أكراد» وأنهم يد واحدة.

وفي عربين التي خرجت فيها مظاهرة صباحية قبل انتشار الحواجز والأمن، بحسب المتظاهرين، أكدوا على «الحظر الجوي هو الذي سيوقف القتل»، ونعتوا الرئيس بالحمار وقالوا له «الدبابة تبقى دبابة ولو لونتها أزرق» كتعليق على قيام النظام بصباغ المدرعات باللون الأزرق للقول إنها تابعة لوزارة الداخلية وقوى حفظ النظام، وليس للأجهزة الأمنية أو الجيش، داعين إلى تنفيذ «إضراب الكرامة لإسقاط النظام». وانتقدوا بألم المواقف العربية والدولية، وكتبوا «الشعب السوري يقتل بدم بارد.. والعالم العربي والغربي يشاهد».

وفي درعا أقسم المتظاهرون للحكام العرب بأن الشعب السوري يذبح «يا حكام العرب والله إننا نذبح».

وتساءل المتظاهرون في إدلب عن «أمة المليار ونصف كيف تترك الشعب السوري يقتل»، وقالوا «لا نطلبها إلا من الله الشعب يريد إعدامك يا بشار» دون أن يغفلوا عن الإشارة إلى أن «عدو الشعب السوري هو إيران».