التفنن بالورد والباذنجان.. من المنازل إلى المعامل إلى مائدة المستهلك

السوريون يحولون الفاكهة والخضار إلى مربى

TT

لم تصدق (سوزي) الطالبة الفرنسية العشرينية التي جاءت لدمشق لتعلم اللغة العربية في مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة دمشق، نفسها وهي تتذوق نوعا من المربى اشترته ضمن «مرطبان» زجاجي من أحد المحلات القريبة من مكان سكنها.. إنها تتذوق الورد الدمشقي الجوري وتأكله على شكل مربى حلوة الطعم لذيذة المذاق، فاضطرت للعودة إلى صاحب المحل لتسأله بعربية ركيكة: «هل حقيقي هذا مربى من الورد؟» ليجيبها البائع مبتسما «نعم صحيح.. وهو من إنتاج مدينة حلب»، ولكن كيف حصل ذلك، فالورد يتحول إلى عطر.. فكيف حوله الحلبيون إلى مربى؟

سؤال منطقي والحق مع سوزي في استغرابها.. يعلق البائع الذي روى لنا الحكاية!.. فالمتعارف عليه ومنذ عشرات السنين تحويل معظم أنواع الفاكهة التي تجود بها الطبيعة في غوطة دمشق وبساتين حلب ومزارع ضفاف العاصي في حماه وحمص إلى مربيات حيث كانت النساء في منازلهن يعملن طيلة مواسم الفاكهة في الأسواق السورية على تحويلها إلى مربيات وتناولها في فصل الشتاء والفصول الأخرى على مائدة الفطور أو العشاء إلى جانب الزبدة والجبنة البلدي، أو دهنها على الخبز وتحويلها إلى ساندويتش يحمله التلميذ معه إلى المدرسة في حقيبته ليتناوله بين الحصص الدراسية.