أرسلان يزور الأسد على رأس وفد من مشايخ الدروز اللبنانيين للتضامن مع القيادة السورية

اللقاء تناول تشكيل تكتل دولي ممانع جديد «يبدأ بجنوب لبنان ويصل إلى الصين»

طلال أرسلان
TT

اصطحب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وفدا من مشايخ الطائفة الدرزية، يتقدّمهم الشيخ نصر الدين الغريب، «شيخ عقل» الطائفة الدرزية غير الرسمي والمدعوم من قبل الدروز المعارضين لوليد جنبلاط، في زيارة إلى العاصمة السورية دمشق. والتقى الوفد الرئيس السوري بشار الأسد للتعبير عن تضامنه مع القيادة السورية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها سوريا. وهذه هي الزيارة الثانية له إلى دمشق منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام السوري.

وبعد زيارته قصر المهاجرين، توجه الوفد الدرزي إلى مدينة السويداء في جبل العرب، محطته الثانية في سوريا، حيث أقيم له استقبال رسمي وشعبي حاشد شارك فيه وزراء ونواب وحشد من رجال الدين الدروز. وفي كلمة ألقاها في السويداء، أكد أرسلان أن «سوريا تتعرض لمؤامرة كبرى بسبب دفاعها عن فلسطين وكل القضايا العربية». وقال: «نحن موجودون في سوريا لنؤكد أننا سويا شعب واحد، وطن واحد، ونحن مع الرئيس بشار الأسد لأنه ضمانة الضمير الوطني العربي الصافي، لماذا سوريا تدفع الثمن أو يريدون من سوريا أن تدفع الثمن كما دفع الثمن قبلها لبنان؟»، معتبرا أن «هناك سببا واحدا وهو أن بشار الأسد لم يبع أرض فلسطين، ولا القدس الشريف ولا بلاد الرافدين ولا المقاومة في لبنان».

وسأل أرسلان: «ما هي البدائل تحت شعار ما يسمونه بالإصلاحات والديمقراطية؟ وأي ديمقراطية يريدون وينادون بها؟»، معتبرا أنهم «يريدون تزوير الواقع، همهم التضليل الإعلامي الكاذب، يريدون من سوريا أن لا تبقى قلعة صامدة في وجه المستعمرين». معتبرا أن «الشعب السوري واضح في خياره وفي انتمائه وطروحاته».

كما ألقى الشيخ الغريب، كلمة له في السويداء خلال زيارته مدينة السويداء السورية، قال فيها: «إننا نشعر اليوم باستعمار جديد يطل برأسه من وراء البحار، وكما هُزم في لبنان فهو مرشّح للهزيمة على كل أرض عربية»، مؤكدا «الاستعداد لمواجهة هذا الاستعمار مهما قست الظروف، فأرض العرب للعرب وليست لغيرهم ولو كره الكارهون، فمهما تجنّى الغرب وألقى التهم لن يستطيع إخضاعنا وتقسيمنا، وكلنا ملء الثقة بإخواننا في سوريا، فهم شعب حر يأبى الذل والهوان ولأية طائفة انتمى». وأضاف: «إن الدماء تمتزج بالدماء، والأرواح تتعانق في الأجواء وكلنا واحد في سبيل نصرة هذه الأمة، وستنقشع الغيوم وتطل شمس العروبة من وراء الأفق وتتحقق الأمنيات بقيادة حكيمة لطالما ناضلت من أجل شعبها وما زالت برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد». وعلّق المستشار الإعلامي لأرسلان، سليم حمادة، على أبعاد زيارة دمشق، فأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «للزيارة هدفين، الأول قومي عربي ينطلق من قناعة الأمير طلال بدور سوريا، والثاني ينطلق من موقف وموقع طائفة الموحدين الدروز». وقال: «لقد ذهبنا إلى دمشق لنستنكر الهجمة التي تتعرض لها سوريا، وهي هجمة إسرائيلية وليست غربية، هدفها النيل من وحدة الشعب السوري، وجرى حديث بين الرئيس الأسد والأمير طلال أرسلان عن تكتل ممانع جديد ينشأ في المنطقة، يبدأ من رأس الناقورة في جنوب لبنان، ويمرّ بروسيا وصولا إلى أقاصي الصين، وهذا التكتل لن يقبل بدعم العقوبات التي تفرضها على سوريا بدعم من قوى غربية». وأضاف: «لمسنا إصرارا أكيدا من الرئيس الأسد على إنجاز الإصلاحات في سوريا ليكون المواطن السوري عزيزا ويعيش بكرامة في بلده، لكن كل مطلب يخرج عن النطاق المحق يصبح أمرا غير محق». وأمل أن «لا يفهم أحد أن زيارة النائب أرسلان الثانية إلى دمشق، هي رسالة موجهة إلى أحد وخصوصا إلى الزعيم الوطني (رئيس جبهة النضال الوطني النائب) وليد جنبلاط، الذي نتفهّم موقفه المتمايز وحرصه على الأقليات في سوريا». وختم حمادة: «نحن من موقعنا الوطني نحمل أيضا هذه الأمانة، سيما وأن مصير الأقليات في هذا الشرق على كفّ عفريت إذا ما حلّت أنظمة متطرفة مكان الأنظمة القائمة حاليا».

ويدعو رئيس كتلة جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، دروز سوريا إلى عدم الانخراط في قمع المظاهرات ضد الأسد، على اعتبار أن زج الدروز في أعمال القتل «خطأ تاريخي».\\