بزنس المقاهي

علي المزيد

TT

حينما نتحدث عن الأعمال التجارية مع الشباب تحاصرني مع الآخرين أسئلة شبابية كثيرة، منها: أين رأس المال؟ هل يكفي رأس المال القليل لأداء عمل تجاري؟ نحتاج لخبرة في العمل.. إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة الملحة والمشروعة أحيانا وغير المشروعة في أحيان أخرى؛ لأنها تعتبر سدودا منيعة ضد أداء أي عمل تجاري، مما يحبط عزيمة الشاب عن أداء أي عمل.

هل يمكننا كسب المال دون رأسمال؟ نعم يمكننا ذلك.. كيف؟

نكسب المال إذا كنا نمتلك مهنة أو مهارة، لن أُكثر في التنظير عليكم معشر الشباب!! ولكن دعوني أحكِ لكم حكاية، أراد عدد من الشباب السعوديين، وعددهم ستة، تطوير لغتهم الإنجليزية، ولأن الحاجة أم الاختراع بدأوا يبحثون عمَّن يطور لغتهم، التقى الشباب السعوديون شابين أحدهما كندي والآخر بريطاني، عرض الشباب السعوديون عليهما الموضوع، قال الشابان، الكندي والبريطاني: نحن نقوم بتطوير لغة الشباب السعوديين، لكن ليس عن طريق المعاهد، وإنما بطريقتنا الخاصة، وهي كالتالي: نلتقي 3 مرات في الأسبوع ولمدة ساعتين في المرة الواحدة ليصبح عدد ساعات اللقاء في الأسبوع ست ساعات في مقهى، وعلى كل شاب سعودي أن يدفع 500 ريال شهريا (133 دولارا)، إضافة إلى حساب طلبات المقهى، ونتحدث طبعا باللغة الإنجليزية، فبالتالي تلقائيا تتطور لغة من يريد تعلم اللغة الإنجليزية.

أتدرون ماذا باع الشابان الكندي والبريطاني للشباب السعوديين؟ باعا لهما المهارة، مقابل عدة أشياء، أولها: النقد، فـ6 شباب من 500 ريال سيكون إجماليهم 3000 ريال (800 دولار)، إضافة إلى ثمن طلبات المقهى، الذي سيكون على حساب الطلبة طبعا.

ولا يخفى على القارئ الكريم أنهم تلقائيا سيتعلمون العادات والتقاليد العربية أيا ما كانت حسنة أم سيئة، فقد يجدون الدفء في العلاقة، لكنهم قد لا يجدون الانضباط في المواعيد، على أي حال هذا بزنس مقاهٍ ومن دون رأسمال، ليعرف الشباب العربي أن من أراد أن يعمل ولم يكن لديه رأسمال فيمكنه أن يعمل في الوساطة أيا ما كانت عقارية أو غيرها.

* كاتب اقتصادي