طهران تطالب واشنطن بالاعتذار لانتهاكها مجالها الجوي.. وتحتج لدى السفير الأفغاني

تصور سقوط الطائرة الأميركية من دون طيار على أنه إنجاز هائل.. ومسؤول أميركي: أصابها عطل فني

امرأة بحرينية تسير في المنامة أمس بجانب حائط تابع لمكتب حزب الدعوة مكتوب عليه «تسقط إيران» (رويترز)
TT

ا زال سقوط الطائرة الأميركية من دون طيار، التي أعلنت الجمهورية الإسلامية عن حيازتها بعد السيطرة عليها وإنزالها إلى أرض بالقرب من الحدود مع أفغانستان مؤخرا، الشغل الشاغل للسياسيين الإيرانيين وأجهزة الإعلام الحكومية التي أفردت مساحات واسعة لتغطية الحدث. ووسط إشادات كبيرة من قبل رجال الدين بالحدث وتصويره على أنه إنجاز هائل للقوات المسلحة الإيرانية طالب مسؤول عسكري إيراني كبير الولايات المتحدة بالاعتذار عن انتهاك طائرة التجسس المجال الجوي لبلاده. لكن الأمر ليس كذلك في واشنطن إذ يتجه مجلس النواب الأميركي، الأسبوع الحالي، للتصويت على مشروع قانون يفرض عقوبات على إيران لحملها على التخلي عن برنامجها النووي. ووسط حرج أميركي كبير من وقوع الطائرة بيد الإيرانيين، تثار تساؤلات حول أسباب سقوط الطائرة، وإن كان ذلك بسبب حيازة طهران أجهزة متطورة جدا لها القدرة على السيطرة على الطائرات من دون طيار أم أن سقوطها جاء بعد عطل فني أصاب الطائرة.

ودعا رئيس لجنة الإعلام العسكري ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، أمس، الإدارة الأميركية بالإسراع في تقديم اعتذار لطهران بسبب انتهاك الطائرة الأميركية المجال الجوي لبلاده.

وقال جزائري إن «الإجراءات الدفاعية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقتصر على داخل الحدود الجغرافية الإيرانية»، وأضاف نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بأن تصرفات الحكومة الأميركية المرفوضة ستكلفها غاليا.

وزعم أن الولايات المتحدة جعلت الأمن الدولي يواجه تحديات، داعيا إلى مواجهة السياسات الأميركية من خلال استخدام أدوات هادفة وأكثر صرامة.

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، السفير الأفغاني في طهران، عبيد الله عبيد، وسلمته مذكرة احتجاج رسمي باعتبار أن الطائرة الأميركية انطلقت من أفغانستان.

وأدانت الجمهورية الإسلامية «انتهاك حرمة أجوائها ولفتت انتباه الحكومة الأفغانية إلى مسؤولياتها ف احترام حسن الجوار»، كما طالبت «بتوضيح عاجل من الحكومة الأفغانية بهذا الخصوص وباستخدام كافة جهودها للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث».

وفي واشنطن، يصوت مجلس النواب الأميركي الأسبوع الحالي على مشروع قانون يفرض عقوبات على إيران لحمل الجمهورية الإسلامية على التخلي عن برنامجها النووي. وينص مشروع القانون على الطلب إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فرض عقوبات على أشخاص أو شركات تقوم بعمليات تجارية مع إيران في مجال الطاقة.

وبموازاة ذلك، من المقرر أن يصوت مجلس النواب أيضا على مشروع قانون ثان يفرض عقوبات على الشركات أو الحكومات التي تساعد إيران وكوريا الشمالية وسوريا في جهودها للحصول على أسلحة نووية أو بيولوجية أو كيميائية. وتشمل العقوبات خصوصا تجميد أرصدة الأشخاص أو الكيانات المعنية ومنعم من السفر إلى الولايات المتحدة.

ووسط حرج كبير التزمت الولايات المتحدة الصمت حيال سؤال كبير وهو: «كيف سقطت الطائرة؟» تسعى إيران إلى استعراض قدراتها التكنولوجيا الفائقة مستدلة بذلك على إسقاط الطائرة التي عرضتها أمام شاشات التلفزيون يوم الخميس الماضي، مؤكدة أنها نجحت في السيطرة عليها وإنزالها إلى الأرض. وبدت الطائرة غير مدمرة في التسجيل المصور الذي عرضه التلفزيون الإيراني على الرغم من أن الجزء السفلي منها لم يكن ظاهرا فيه.

وقدم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز أبادي، أمس، تقريرا إل أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام «حول كيفية سيطرة القوات المسلحة الإيرانية عل طائرة التجسس الأميركية من دون طيار المتطورة جدا».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن مصدر عسكري إيراني مطلع أن «القوات المسلحة الإيرانية ومن خلال الرصد المناسب لأجواء البلاد والمراقبة الاستخباراتية ووحدات الحرب الإلكترونية والدفاع الجو، نجحت بإجراءاتها العملية من اكتشاف طائرة التجسس الأميركية من دون طيار الت اخترقت المناطق الحدودية ف شرق البلاد، وإخراجها من سيطرة المعتدين، ومن ثم السيطرة عليها والتحكم بها وإنزالها إلى الأرض».

وكانت إيران قد قالت في البداية إن نيرانها أسقطت الطائرة لكنها عادت لتغير الرواية. وقال قائد قوات الفضاء في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زادة، في تصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية إنه «بمجرد أن دخلت الطائرة المجال الجوي الإيراني وقعت في الفخ الذي نصبته لها وحدة القتال الإلكتروني التابعة لنا، التي تمكنت في ما بعد من أن تجعلها تهبط بأقل خسائر».

وإذا كانت الروايات الإيرانية صادقة بأي شكل من الأشكال فإن ذلك سيعني أن الحرس الثوري الإيراني باتت بحوزته تكنولوجيا قادرة على تحييد الطائرة من دون طيار التي يملكها العدو، الأمر الذي قد يكون له تداعيات على أي مهام تجسس أميركية في المستقبل.

وفي واشنطن، امتنع متحدثان باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة المخابرات المركزية التعليق على ما إذا كانت الطائرة التي عرضتها طهران هي الطائرة الأميركية من طراز «آر كيو-170 سنتينال» التي أعلنت الولايات المتحدة أنها «مفقودة». لكن مسؤولا أميركيا، رفض نشر اسمه، عبر عن اعتقاده بأن الطائرة تحطمت نتيجة عطل ولم يسقطها الإيرانيون ولم يتسللوا للكومبيوتر الخاص بها.