توثيق مقتل 421 سوريا سقطوا في النصف الثاني من نوفمبر.. أغلبهم في حمص

تقرير دوري لـ«لجان التنسيق المحلية»: لا يمضي يوم من دون «انتهاكات» جسيمة لحقوق الإنسان

صورتان من مظاهرة نسائية في الزبداني أمس
TT

أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال الفصل الثاني من الشهر الفائت، وتمكنت من توثيق أسمائهم، بلغ 421 قتيلا، بينهم 104 عسكريين قضوا في «اشتباكات بعد انشقاقهم، أو بعمليات إعدام ميداني لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين».

وأفادت، في التقرير الدوري الذي تصدره كل 15 يوما حول «انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في الفترة الممتدة بين 16 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، بأن من بين القتلى 34 طفلا (25 ذكرا و9 إناث)، إضافة إلى 26 قتيلا ماتوا تحت التعذيب»، ليرتفع بذلك العدد الكلي للقتلى منذ بداية التحركات الشعبية وحتى نهاية الشهر الفائت إلى 4722 شهيدا، وفق إحصاء لجان التنسيق المحلية، في وقت تقدر فيه الأمم المتحدة حصيلة الأحداث السورية بـ4000 قتيل سقطوا خلال قرابة 9 أشهر.

وأشار تقرير لجان التنسيق إلى أنه من بين 4722 قتيلا سقطوا منذ بدء الانتفاضة السورية، 841 عسكريا، و258 طفلا و59 طفلة، كما قضى 224 شخصا تحت التعذيب، مع الإشارة إلى أن الشهر الحالي يشهد منذ بدايته ارتفاعا في عدد القتلى الذين يسقطون يوميا، وتحديدا في مدينة حمص، التي تتخوف المعارضة السورية من تخطيط النظام السوري للقيام بعمل عسكري ضدها.

واعتبرت لجان التنسيق أنه «لا يمضي يوم من دون ارتكاب النظام السوري لشتى أنواع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مختلف مدن سوريا ومناطقها»، لافتة إلى أنه إذا كان النظام السوري لطالما عُرف بأنه من بين الأسوأ في سجلات حقوق الإنسان في العالم، فإن طبيعة تلك الانتهاكات من حيث الشدة والتكرار اتخذت منحى آخر منذ بداية الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي، مما دفع بمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى اعتبار ما يرتكبه بمثابة «جرائم بحق الإنسانية».

وتستند لجان التنسيق المحلية في تقاريرها هذه على ما تقوم به من توثيق لـ«الانتهاكات» في الفترة المرصودة، معتمدة في اختياراتها على «شدة الانتهاك وفداحة نتائجه من جهة، وعلى التنوع الجغرافي من جهة أخرى».

وفي إطار أبرز الانتهاكات في مدينة حمص، يورد التقرير مقتل الطفل معتصم عبد الكريم برغوث (5 سنوات) داخل منزله في حي باب عمرو نتيجة إصابته برصاصة قناص عبر النافذة، ووفاة فرزات يحيى جربان، المعروف بقيامه بتصوير المظاهرات منذ بداية الانتفاضة، تحت التعذيب في 20 نوفمبر؛ حيث اقتلعت عيناه وشوه وجهه، وذلك بعد يوم على اعتقاله، فضلا عن مقتل المواطن السعودي حسين الخالدي الذي كان بزيارة لأخواله منذ عيد الأضحى في حمص البياضة.

وبينما بلغ عدد الذين سقطوا في مدينة حمص وأريافها خلال هذه الفترة 204 قتلى، سقط 19 قتيلا في درعا، و69 قتيلا في مدينة حماه وأريافها، و53 قتيلا في مدينة إدلب وأريافها، بينما بلغ العدد الكلي للقتلى في مناطق دمشق وريفها خلال هذه الفترة 33 شهيدا، قضى أكثر من نصفهم في مدينة رنكوس وحدها. وفي دير الزور، سقط 18 شهيدا.

وتظهر مقاطع فيديو عدة مرفقة بالتقرير القصف العشوائي الذي تتعرض له الكثير من الأحياء في المدن السورية التي يخرج أبناؤها للتظاهر، فضلا عن صور تظهر جثثا لمتظاهرين وناشطين قُتلوا تحت التعذيب، وآثار الكدمات واضحة على أجسادهم.