الكشافة والأطفال ينظفون حدائق «عروس البحر الأحمر»

في برنامج خميسي تنظمه «جمعية البيئة السعودية»

الجميع صغارا وكبارا في حملة تنظيف حدائق جدة («الشرق الأوسط»)
TT

ذرات غبار تتطاير في سماء الحدائق في مدينة جدة السعودية «عروس البحر الأحمر»، عصر يوم الخميس، ولكن السبب لا علاقة له إطلاقا بسوء الأحوال الجوية، بل هو ثمرة جهد مشكور يشارك فيه عناصر من «الجمعية السعودية للكشافة» بجانب عمال نظافة وأطفال يسكنون بجوار «حديقة اليمامة» العامة من أجل تنظيفها وإزالة النفايات والقاذورات عنها.

هذا الجهد تنسقه وتتولاه «جمعية البيئة السعودية» التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بالتعاون مع أمانة جدة وجمعية الكشافة العربية السعودية. وحول الحملة قالت منسقة الحملة، زينب عسيري، من «جمعية البيئة السعودية»، لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معها: «لقد بدأت الحملات من داخل مدارس البنات بواسطة التوعية والتوجيه عبر متخصصات يجبن 6 مدارس أسبوعيا، وسيصار إلى إضافة مدارس الأولاد خلال بضعة أسابيع عبر مجموعة متخصصين أيضا». وتابعت: «وعكفنا أخيرا، بالتعاون مع بلدية جدة التاريخية، على تنظيف المنطقة بمساعدة عدد كبير من عناصر الكشافة، وذلك من أجل المهرجان الذي أقيم فيها».

وعن طريقة اختيار الأماكن التي يتقرر تنظيفها، أجابت عسيري: «إن القرار على هذا الصعيد يأخذه الأهالي في معظم الأحيان، إذ يقومون بالاتصال بالجمعية ويطلبون منها المجيء ومباشرة أعمال التنظيف».

ومن ناحية ثانية، ذكرت منسقة الحملة أن أكثر النفايات الموجود في الحدائق العامة محصورة في مخلفات السجائر وأكياس المواد الغذائية والعلب الفارغة، وكذلك الفحم الذي يطفأ بعد استخدامه في عمليات الشواء، محذرة من أن هذا الأمر «قد يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة». وطالبت عسيري، من ثم، بـ«تأمين رجال أمن للحدائق، وذلك لمنع سرقة الحاويات التي حصلت مؤخرا في عدد من حدائق منطقة الكورنيش» بجدة.

إلى ذلك، أثناء عملية تنظيف «حديقة اليمامة» قابلت «الشرق الأوسط» محمد بايونس، القائد الكشفي، الذي أوضح أن «عناصر الكشافة، من طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة، يقومون بهذا النشاط في إطار المنهج الكشفي الذي يحوي خانة تتعلق بالخدمة العامة»، مبينا أن عدد العناصر العاملة «كان يمكن أن يكون أكثر بأضعاف مضاعفة لولا اختبار القدرات الذي وافق اليوم نفسه». وبين بايونس خلال المقابلة أن العمل مع «الجمعية» يأتي ضمن اتفاقية موقعة بين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ووزارة التربية والتعليم.

وأثناء الحملة دعا القائد بايونس عددا من الأطفال من سكان الحي للمشاركة، مذكرا إياهم بحديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم): «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، فما كان منهم إلا المشاركة بفاعلية وقوة.

الجدير بالذكر، أن أمانة محافظة جدة كانت قد طورت في الشأن البيئي برنامجا توعويا متكاملا لنظافة المدينة يعتمد على استراتيجية تسويقية متكاملة، وهو يهدف إلى جعل جدة أكثر نظافة. ويشمل البرنامج العمل على تنظيف الشوارع والبحر والشواطئ عن طريق العمل أولا على تغيير السلوك والآداب العامة للسكان تجاه مسألة على النظافة بشكل عام. وتاليا، تعريف السكان بفوائد جعل مدينتهم أكثر نظافة، ومن ثم المحافظة على النظافة عبر تطبيق قانون المخالفات على رمي المبعثرات والنفايات في غير الأماكن المخصصة لها.

وحقا، بادرت الأمانة إلى تصميم وإنتاج أكياس بأوصاف ومعايير صديقة للبيئة، يزود ركاب السيارات بها، وذلك لاستخدامها لوضع المبعثرات والنفايات وجمعها بداخلها، ومن ثم رميها في المرامي المخصصة لها. أضف إلى ذلك وضعها دراسة تتعلق بزيادة عدد سلال المهملات في أماكنها المخصصة، خصوصا في المناطق الأكثر ازدحاما في جدة. وتقول الأمانة إنها الآن بصدد تطوير حملات توعية ونظافة خاصة تستهدف مناطق معينة من جدة، وذلك بهدف توعية السكان وحثهم على الاتصال بالأمانة لرفع المخلفات مثل الأثاث القديم ومخلفات البناء أو القضاء على القوارض والحشرات. وتفيد، أيضا أنها فعلت حقا قرار إدارة المرور الخاص بمخالفات السيارات التي ترمي مخلفاتها.

والجانب المشجع جدا، كما يقول المتابعون، أن حملات النظافة التطوعية تحظى بتفاعل جد إيجابي من قبل الأطفال والشباب من الجنسين، وتحوز دعما غير مسبوق من بعض القطاعات الأهلية، كون الحملات تهدف إلى ترسيخ الوعي البيئي عند مختلف شرائح المجتمع من خلال تعزيز الممارسات الإيجابية التي تكفل حماية البيئة وإعداد آليات واضحة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، قبل طرح البرامج الفرعية مثل «إعادة التدوير».

كما يجري حاليا التنسيق بين «جمعية البيئة السعودية» وأمانة جدة لوضع خطة زمنية ومكانية على مدار السنة تعنى بمشاركة المتطوعين في نظافة الواجهة البحرية للمدينة والحدائق العامة، وصولا إلى منطقتي خليج سلمان وثول. وستوفر أمانة جدة، من جانبها، كل التسهيلات اللازمة والأدوات المساعدة من الأيدي العاملة والمعدات لتنظيف الواجهة البحرية بأيدي المتطوعين.