أحرجتهم يا أسامة الملولي..!

عبد العزيز الغيامة

TT

إنه رياضي يساوي رياضيين، وربما اتحادات رياضية.. ولا أبالغ إن قلت إنه يساوي لجانا أولمبية؛ اثنتين أو ثلاثا أو أربعا.. إنه السباح التونسي الشهير، أسامة الملولي!

من لا يعرف هذا السباح أشير إلى أنه من أبرز سباحي العالم وأفريقيا والعرب.. في دورة الألعاب العربية الـ12 التي تختتم بنجاح باهر وتنظيم لا مثيل له في الدوحة اليوم حقق هذا السباح 15 ميدالية ذهبية!

نعم هو بنفسه تحصل على 15 ميدالية، وكان قريبا من تحقيق الميدالية الـ16 لولا أن المنظمين «العادلين» أبعدوه عن السباق، بحجة أنه غطس لنحو 15 مترا في عمق المسبح الأولمبي، وبالتالي أبعد، لأن ذلك فيه خرق لقوانين اللعبة!

اذهبوا يا عرب إلى لائحة ترتيب جدول المنافسات العربية!! ستجدون أن 7 لجان أولمبية وطنية لم تحقق سوى 11 ميدالية ذهبية فقط في هذه الدورة، بينما البطل التونسي حقق 15 ميدالية ذهبية.. وبالإمكان أن نقول إن هذا اللاعب البطل عادل نتاج 21 اتحادا رياضيا سعوديا. إنه رجل وهم رجال، لا مجال للمقارنة بألعاب نسائية كما يطالب المسؤولون السعوديون بأن لا يقارنونهم بغيرهم، حينما يتأخرون في لائحة الترتيب.

تصوروا هذا التونسي العريق والموهوب والبطل عادل كل أبطال الجزائر الأولمبيين في شتى ألعابهم، حينما لم يحققوا سوى 15 ميدالية ذهبية.. وهذا النجم بمفرده تفوق على اللجان الأولمبية في الإمارات والبحرين والعراق ولبنان والكويت!

يا أسامة الملولي، حينما تنتصر، وحينما تتألق.. وحينما ترتقي منصات التتويج.. أفرح لك لفرحة بلادك.. لكنني في ذات الوقت أحزن، لأنك تحرجنا بروحك وبموهبتك المكتشفة، بينما نملك أبطالا مثلك وأجزم بذلك لكنهم في غياهب «الظلام» لا اكتشاف ولا غيره في ظل انهماك المسؤولين في ملاحقة الإعلام بحثا عن صورة ولقطة تلفزيونية وحوارات لا نافع منها، بل تضر على المدى البعيد لما فيها من وعود زائفة لا تتحقق مع الوقت حتى وإن طال الزمن.

إنهم يتركون العمل ويحاولون خلق تبريرات الفشل من مال وغيرها، يا ترى هل اللجنة الأولمبية التونسية أفضل من السعودية؟ لا، لكنه التخطيط والتنظيم والعمل الجاد. إنها الرؤية البعيدة لخلق أبطال أولمبيين.. يا «حسافة علينا»!

يا أسامة الملولي، رفقا بنا فقد أعيت ميدالياتك الذهبية الـ15 أكثر من 16 اتحادا رياضيا سعوديا؛ شارك ولم يحقق شيئا، ليس لأنهم لا يخططون، ولكن لأنهم لا يملكون أدوات التخطيط؛ لا مال، ولا برامج، ولا شيء. إنما هو «صقر» غريب يعطيك حينما تنجح وحينما لا تنجح أو حتى لا تفشل لا يبحث عنك، لأنه ليس أداة للتطوير والمتابعة والاكتشاف وإنما تحفيز ومشروط بالنجاح فقط!

يا أسامة الملولي، ربما نشعر بقليل من الرضا فقط لأن اتحادا استثنائيا اسمه «الرماية والقوس والسهم» منحنا الفرحة قليلا لما حققه أبطاله، مثل آل سعيد صاحب الميداليات السبع التي جاءت ثمرة جهده المدعوم من ميدان الأمن واتحاده فقط.. فقط!

[email protected]