16 تفجيرا تهز بغداد وتعيد شبح الاقتتال إليها

تسببت في مقتل 65 عراقيا وإصابة نحو 200 في ساعتين

TT

شهدت العاصمة العراقية يوما داميا أمس عكس التوتر السياسي والأمني في البلاد، إذ أسفر 16 تفجيرا عن مقتل 65 عراقيا وإصابة 194 آخرين في مناطق مختلفة من بغداد. وكانت هجمات يوم أمس هي أولى الهجمات التي تستهدف العاصمة العراقية منذ اندلاع أزمة داخل الحكومة، وبعد أيام فقط من انسحاب القوات الأميركية.

وكانت هذه التفجيرات المنسقة على ما يبدو أول علامة على رد فعل عنيف على تحرك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتهميش أعضاء بارزين من قائمة العراقية، مما يثير مخاطر العودة مرة أخرى إلى العنف الطائفي الذي دفع العراق إلى حافة الحرب الأهلية قبل سنوات قليلة.

وفي أكبر تفجير، قال مسؤولون في الشرطة والصحة إن 18 شخصا على الأقل قتلوا عندما فجر انتحاري سيارة إسعاف قرب مكتب حكومي في حي الكرادة المستقر عادة، مما أدى إلى تصاعد سحابة غبار وتناثر أجزاء من السيارة على روضة أطفال مجاورة. وقالت ميسون كمال التي تعيش في الكرادة «سمعنا صوت سيارة، ثم مكابح سيارة، ثم سمعنا انفجارا هائلا.. كل نوافذنا وأبوابنا تحطمت.. ملأ الدخان الأسود شقتنا».

وقال مصادر في الأمن والشرطة إن 65 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 194 في أكثر من عشرة تفجيرات في أنحاء بغداد، وهي مناطق مختلطة بعضها في أغلبية شيعية وأخرى سنية. وشهدت شوارع بغداد ازدحاما بعد وقوع الهجمات وقطع الطرق، وبعدها أصبحت فارغة على عكس الحركة المكتظة التي اعتاد عليها أهالي بغداد أيام الخميس خلال الأشهر الماضية.

وسارع مسؤولون عراقيون إلى وصف الهجمات بأنها رسالة سياسية وجهت أثناء الأزمة الحالية بين المالكي وأنصاره ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي اتهمه المالكي بالإرهاب. وقال المالكي في بيان «إن توقيت هذه الجرائم واختيار أماكنها يؤكد مرة أخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها». وقالت الشرطة إن قنبلتين مزروعتين على الطريق انفجرتا في حي العامل جنوب غربي بغداد، مما أسفر عن مقتل سبعة على الأقل وإصابة 21 آخرين، في حين انفجرت سيارة ملغومة في منطقة شيعية بحي الدورة في الجنوب، مما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة ستة.

وقالت الشرطة إن تفجيرات أخرى وقعت في مناطق العلاوي والشعب والشعلة في الشمال، وكلها مناطق تسكنها أغلبية شيعية، كما انفجرت قنبلة زرعت على الطريق فقتلت شخصا وأصابت خمسة قرب حي الأعظمية الذي تسكنه أغلبية سنية.

وانحسر العنف في العراق بعد أن بلغت أعمال القتل الطائفي ذروتها عامي 2006 و2007، حيث كان مهاجمون انتحاريون وعصابات يستهدفون المناطق السنية والشيعية في هجمات متواصلة أسفرت عن مقتل الآلاف.

وقال الناطق باسم العمليات الأمنية في بغداد قاسم الموسوي إن العراق يعيش أوضاعا معقدة، وحذر من أن هناك «مؤامرة على العراق من داخله».

ولا يزال العراق يخوض حربا ضد جماعات مسلحة عنيدة من المتشددين السنة المرتبطين بتنظيم القاعدة وميليشيات شيعية يقول مسؤولون أميركيون إنها مدعومة من إيران، والذين يشنون هجمات يومية. وتأتي هذه التفجيرات في وقت تجد فيه القوات الأمنية العراقية نفسها مسؤولة كليا عن الأمن في البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية أخيرا من العراق قبل 5 أيام. وهناك مخاوف عراقية من العودة إلى العنف الطائفي دون وجود قوات أميركية عازلة.

وكانت هجمات أمس هي أول هجوم كبير في بغداد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عندما انفجرت ثلاث قنابل في منطقة تجارية. ووقع انفجار آخر عند المشارف الغربية للمدينة يوم السبت الماضي مما أسفر عن سقوط 13 قتيلا على الأقل.