باراك لليبرمان: بريطانيا ليست موريتانيا.. وواشنطن لأوروبا: الصراخ في مجلس الأمن لا يفيد

بعد انتقاد وزارته دولا أوروبية نددت بالاستيطان

إيهود باراك
TT

وبخ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، زميله وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بعد الموقف الحاد الذي اتخذته وزارته ضد المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن الدولي بعد تنديدها بالاستيطان واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. وقال باراك في حديث إذاعي «من المهم أن توضح إسرائيل لرؤساء الدول الأوروبية الصديقة الأخطاء التي ارتكبوها لكن بدون مجابهة، بل يجب الاستمرار في التعاون معهم». ووجه باراك حديثه لليبرمان، قائلا «إن بريطانيا ليست موريتانيا ويتوجب عليك أن تكون حكيما وليس فقط على صواب». وأضاف «الدول الكبيرة التي نتحدث عنها لها دور مهم على الصعيد الدولي وكذلك في فرض الحصار الاقتصادي على إيران، يجب أن تبقى هذه الدول صديقة لإسرائيل ولا يجب دفعها لتتحول إلى دول معادية، وما أعلنته الخارجية الإسرائيلية ليس انتقادا لهذه الدول، بقدر ما كان موقفا ينم عن عدم حكمة ولسنا بحاجة له».

وانضمت زعيمة المعارضة تسيفي ليفني، إلى باراك، واعتبرت أن موقف الخارجية الإسرائيلية، يساهم في تعميق الأزمة والخلاف مع الدول الأوروبية. واستغربت ليفني من المس بمن وصفتهم بـ«حلفاء إسرائيل». ووصفت بيان الخارجية بأنه بمثابة «إعلان إسرائيل الحرب على أكبر أصدقائها في أوروبا». وأضافت «الدول الأوروبية أدانت إسرائيل بدون أن يعلم أحد هنا بذلك، وأن ما يحصل، بسبب سياسة الحكومة، هو مس بأمن إسرائيل».

وأكدت ليفني على أهمية علاقات إسرائيل مع أوروبا، وقالت إنه «بدون الشرعية من العالم لا يمكن لإسرائيل العمل ضد الإرهاب كما فعلت في السابق». وأردفت مستغلة الموقف «لا يوجد ثقة برئيس الحكومة، وإن الوضع من الممكن أن يصل إلى حد يمس بنظرة أصدقاء إسرائيل إليها».

وكانت الخارجية الإسرائيلية، قد هاجمت بشدة المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، واعتبرت إدانة هذه الدول للبناء في المستوطنات وعنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين، «تصرفا غير مقبول» و«تجاوزا للخط الأحمر».

وكانت الخارجية الإسرائيلية ترد على الموقف الأوروبي في مجلس الأمن الدولي الذي أدان عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وطالب إسرائيل بوقف ممارسات اليمين المتطرف والمستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وجاء موقف الدول الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال)، في إفادة قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو، معتبرا أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يقوض المحاولات الرامية لاستئناف محادثات السلام. ودعت الدول الـ4 إلى وقف فوري للنشاط الاستيطاني، معبرة عن أملها أن تنفذ الحكومة الإسرائيلية وعودها لتقديم المستوطنين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين إلى العدالة.

وردت الخارجية الإسرائيلية في بيانها «بدلا من المساهمة في استقرار الشرق الأوسط، فإن هذه الدول تكثف جهودها في الاتجاه غير المناسب، ومع الدولة التي تحترم القانون وتعرف كيف تواجه من يخل بالقانون، لذلك فإن هذه الدولة تفقد مصداقيتها وتجعل نفسها خارجة عن الموضوع، وغير مؤثرة».

واقترحت الخارجية الإسرائيلية، على هذه الدول تركيز الجهود على استتباب السلام في دول مثل سوريا، وعلى التعامل مع أزمة الملف النووي الإيراني. وأضافت «التفسير الخاطئ الذي ذهبت إليه الدول الأربع لا يؤدي إلا إلى وضع مزيد من العراقيل في طريق محادثات سلام جديدة». وتابعت أنه «يتعين على تلك الدول ألا تعطي خطة الرباعية تفسيرات تتناقض مع نص وروح الخطة». وفي مفارقة مرتبطة بالأمر، وفي حين انتقد باراك ومعه ليفني الهجوم الإسرائيلي على الدول الأوروبية الكبيرة، واعتبروا أنه لا يجب انتقاد هذه الدول، فإن وزارة الخارجية الأميركية انبرت للدفاع عن إسرائيل وهاجمت بيان الدول الأوروبية، واصفة إياه بأنه «لا يساهم في عملية السلام في الشرق الأوسط». وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية في واشنطن فيكتوريا نولاند «إن الصراخ من على سطح مجلس الأمن لن يجدي نفعا ولن يغير الأمور على أرض الواقع»، مشيرة إلى أن استئناف المفاوضات هو الطريق لتحقيق سلام ثابت.

وأضافت نولاند «إن الولايات المتحدة ترفض الانضمام إلى البيان الأوروبي للأسباب العادية». وتابعت «إن سياسة الولايات المتحدة لا تزال كما هي، فهي لا تعترف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية، ولكنها لا تعتقد أن بيان مجلس الأمن سوف يجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات». وعبرت الخارجية الأميركية عن اعتقادها بأن «الطريق الوحيد لمواجهة قضية المستوطنات هو أن يجلس الطرفان للمحادثات بشأن الحدود، وتكون هناك دولتان إلى جانب بعضهما البعض مع حدود متفق عليها».