ما رأيك أن تغير ناديك؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

«قد تغير منزلك، سيارتك، زوجتك، جنسيتك، ديانتك، لكنك بالتأكيد لن تغير انتماءك لناديك ما دمت حيا».

هذه الكلمات قالها رئيس نادي برشلونة الإسباني، ساندرو روسيل، في جلسة مثيرة ومثمرة عقدت ضمن المؤتمر الرياضي الدولي السادس في دبي الأربعاء الماضي، وكان يتحدث رئيس أقوى فريق كرة قدم في العالم عن خطة برشلونة لزيادة موارده ومشجعيه في المستقبل، إذ يستهدف المسوقون في النادي الكاتلوني السوقين الصينية والهندية لاكتساب أكبر قدر من المشجعين وأكبر قدر من المال..!

يضيف روسيل قائلا في ذات الجلسة: أريد «يورو واحدا» من كل مشجع صيني وهندي.. إنها خطتنا المستقبلية لبناء نادينا ولمواجهة النفقات العالية التي ندفعها لنجومنا شهريا!

هذا يحدث في أوروبا، ولكن ماذا يحدث هنا في البلاد.. حيث الأندية السعودية التي لا تزال تبحث عن حالها في السوق المحلية؟!

ترى..! هل هناك محاولات لاكتساب المزيد من المشجعين غير تحقيق البطولات؟ هل يبحث كل ناد وخاصة الأندية الكبيرة عن تعميق الانتماء في قلوب وعقول الجماهير؟!

كيف تكسب الطفل الصغير؟ كيف تنجح في الدخول إلى قلبه وعقله واستمالته لتشجيع ناديك إذا كنت غير قادر على تحقيق بطولات كما يفعل الناجحون؟!

قال لي مسؤول كبير في «موبايلي» ذات مرة إنهم سعوا في يونيو (حزيران) الماضي إلى استخدام خدمة «ادعم ناديك» التي تخص جماهير الهلال، وخلال الـ6 أشهر منذ يونيو وحتى نهاية الشهر الماضي لم تقم الجماهير بدعم فريقها سوى بتقديم «نصف مليون ريال» فقط.. لقد حولوا 8 ملايين نقطة لحساب فريقهم.. عدد هؤلاء المشجعين ضعيف جدا ولا يمكن حتى قراءته مقارنة بعدد مشجعي «الهلال».. إن عددهم لا يتجاوز «1272 مشجعا هلاليا»!

لماذا يا ترى تغيب فكرة تعزيز الانتماء لدى الجماهير؟ لماذا تهمل الأندية «مشجعيها» الذين يقفون معها في السراء والضراء؟ ما البرامج التعزيزية التي قدمتها تلك الأندية لهم طيلة السنوات الماضية؟ أجزم أنها لم تقدم شيئا أبدا سوى مجرد حضور مباراة ومن ثم الانصراف بعد انتهائها، بينما يحدث في أوروبا أوسع أعمق مما يحدث هنا.

قبل شهر من الآن تقريبا اصطف مئات المشجعين من نادي يونيون برلين الألماني «درجة ثانية» لشراء حصة في استاد فورستيري الخاص بناديهم!

يقول الخبر الذي احتفظت به لأسباب في نفسي: «قرر النادي بيع الاستاد إلى مشجعيه، ويعرض النادي بيع 10 آلاف سهم بسعر 500 يورو للسهم الواحد، من أجل الحصول على 5 ملايين يورو لسداد بعض الديون، وإعادة بناء الاستاد الرئيسي»، ويضيف المسؤول عن النادي: «منذ الصباح والآلاف من المشجعين يصطفون طوابير وهم يتقدمون بطلبات الشراء!».

لست هنا أطالب الجماهير ببناء استادات لأنديتهم بقدر ما أطالب مسؤولي الأندية بضرورة خلق حالة من التواصل مع الجماهير وتعزيز حبهم وعشقهم لناديهم ببرامج أكثر حيوية.. إن تحقيق ذلك سيعني أنك لن تجد مقعدا شاغرا في ملعبك حينما تستضيف منافسك!

يا مسيري الأندية.. حتى الحاضرة في أندية الأولى والثانية والثالثة.. ازرعوا الانتماء في مشجعيكم.. حاولوا ولن تفشلوا.. أما الجماهير فأقول لها لا تغيروا أنديتكم.. لا تتحولوا.. شجعوا دون النظر إلى الخسارة ولو كانت قاسية.. هنا يحضر الانتماء الحقيقي منكم!

[email protected]