مسؤول ألماني: اليورو ستكون له أسنان في العام الجديد

فيما دافعت ميركل عن محاسن العملة الأوروبية لاقتصاد بلادها

TT

بينما قال مسؤول برلماني ألماني إن اليورو ستكون له أسنان في العام الجديد، راسما بذلك صورة وردية للعملة الأوروبية في العام الجديد، دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) أمس وعن الانتقادات الموجهة إليها وذلك في رسالة متلفزة بمناسبة العام الجديد، قائلة إنها جعلت الاقتصاد الألماني أقوى. وذلك حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وأشارت إلى أن «الكثير منكم شعر بالقلق إزاء أمن العملة»، لكنها أضافت أنها سهلت الأمور خلال الـ10 أعوام التي تم خلالها تداول عملات اليورو المعدنية والورقية. وتابعت: «اليورو سهل الحياة اليومية للجميع منذ ذلك الحين وزاد اقتصادنا قوة». وأكدت ميركل: «في الأزمة المالية والاقتصادية عام 2008 حمانا (اليورو) من أمور أسوأ كان من الممكن أن تحدث. اليوم، تأكدوا أنني أفعل كل ما بوسعي لتعزيز اليورو ولكن هذا لن ينجح إلا إذا تعلمت أوروبا من دروس الماضي». وأردفت: «وأحد هذه (الدروس) هو أن العملة الموحدة لن تكون ناجحة حقا إلا عندما نتعاون في أوروبا أكثر مما كنا نفعل». وقالت المستشارة الألمانية في الرسالة المسجلة مسبقا إن هذا التعاون يتم الآن. وأضافت: «لقد اقتربت أوروبا من بعضها البعض في الأزمة. طريق التغلب على (الأزمة) طويل ولن يتم تجاوزه من دون انتكاسات، ولكن في نهاية هذا الطريق، ستخرج أوروبا من الأزمة أقوى مما كانت عليه عندما دخلتها». وفي ذات الصعيد توقع رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الحر بمجلس النواب الألماني أن يشهد العام الجديد تحولا كبيرا في خطة إنقاذ العملة الأوروبية. وقال راينر بريدرله رئيس كتلة الأحرار الديمقراطيين بمجلس النواب الألماني «بوندستاج» إن أوروبا وصلت أخيرا إلى طريق يوصلها لأن تكون اتحادا للاستقرار.

وقال بريدرله في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية أمس في برلين: «المهمة صعبة، إلا أنه سيكون فشلا لو أننا لم نمسك بها، وأعتقد أن النجاح الذي ستكلل به جهودنا ستظهر آثاره ببطء». وذكر بريدرله أن المستشارة أنجيلا ميركل أجرت مفاوضات ناجحة خلال القمة الأوروبية في ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وأضاف بريدرله: «نحن نرى الآن تحديدا مختلفا وصارما لمعاهدة استقرار اليورو، حيث نلمس أن العملة الأوروبية سيكون لها أسنان يظهر أثرها بدلا من الضعف الذي كانت تتسم به من قبل». وأوضح بريدرله الذي شغل من قبل منصب وزير الاقتصاد الألماني أن توصل مجموعة اليورو لمظلة إنقاذ دائمة يعتبر خطوة هامة على الطريق. وبينما تواصل ألمانيا القوية الاستفادة من اليورو تحترق دول أوروبا الضعيفة بنيران اليورو، حيث تواصل دفع فاتورة السياسات النقدية المتشددة للبنك المركزي الأوروبي وضغوط سياسات التقشف. وفي مدريد وافقت الحكومة الإسبانية الجديدة على تدابير تقشف لسد العجز الذي يبلغ مليارات اليوروات يوم الجمعة حيث أعلنت مدريد عن تزايد العجز في الميزانية بشكل أكبر مما كان متوقعا.وقالت المتحدثة باسم الحكومة ثريا ساينز دي سانتاماريا إن العجز في الميزانية يبلغ 8% من الناتج المحلي الإجمالي في العام، وهي نسبة 2% أكثر مما كان متوقعا، الأمر الذي يجعل تدابير التقشف أكثر ضرورة.

وفي بروكسل، أعرب أولي رين مفوض الاقتصاد بالاتحاد الأوروبي عن أسفه إزاء تجاوز العجز في الميزانية كما كان متوقعا. وقال: «يؤسفني التراجع المالي الكبير النسبي في الميزانية المستهدفة لعام 2011.. هذا يؤكد أهمية استمرار إسبانيا في الالتزام التام بمسار الدعم المالي والتصميم على تصحيح العجز المفرط بحلول عام 2013 وفقا لما تقرر».

وكانت الحكومة المنتخبة مؤخرا بقيادة رئيس الوزراء ماريانو راخوي قد وافقت على سلسلة من التخفيضات تهدف إلى خفض العجز بمقدار 8.9 مليار يورو. وتشمل هذه الخطوة تخفيضات في الوزارات الحكومية وتجميد رواتب موظفي القطاع العام، الذين تعرضوا بالفعل لخفض في الأجور عام 2010 في ظل الحكومة السابقة.