اليمن: تواصل «ثورة مؤسسات الدولة».. وصالح يحذر من فوضى

«شباب الثورة» يدعون كل المؤسسات العسكرية الموالية للرئيس إلى الانتفاض ضد قادتها ومحاسبتهم

TT

للأسبوع الثاني على التوالي، تصاعدت الاحتجاجات داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في مختلف المدن اليمنية، فيما اعتبر الرئيس صالح هذه الاحتجاجات فوضى تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، وسط تواصل أعمال اللجنة العسكرية المشرفة على إزالة المظاهر المسلحة، في منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء. وقال صالح الذي وقع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في الرياض وتنص على تنحيه عن الحكم الذي قضى فيه 33 سنة: «لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بانهيار المؤسسات ومرافق الدولة التي بنيت منذ أكثر من 49 سنة».

وترأس صالح مع نائبه عبد ربه منصور هادي، أمس اجتماعا لقيادات رسمية وبرلمانية ومحلية من حزب الشعبي العام، وأكد صالح «ضرورة التشاور والتفاهم بما يؤدي إلى وضع حد للفوضى السائدة والظواهر السلبية التي تنمو وتتطور يوما بعد يوم في بعض الوزارات والمؤسسات»، مشيرا إلى أن «الهدف من التوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية تحقيق الانفراج للأزمة التي استمرت نحو 11 شهرا وإنهائها تماما، والتقدم نحو المستقبل بروح وطنية جديدة، ومنع التداعيات التي ستؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة التي يصعب بعد ذلك إعادة هيكلتها وترتيب أوضاعها».

في سياق متصل أعلن شباب الثورة دعمهم وتأييدهم لما سموه «ثورة المؤسسات»، فيما شهدت صنعاء اعتصامات وحركة احتجاجات واسعة في الكثير من المؤسسات الخدمية والعسكرية، كما في جامعة صنعاء ومؤسسة الكهرباء، والمركز الوطني للمعلومات، ووزارة النفط والمعادن، ووزارة الشباب والرياضة، والشرطة الراجلة، ومستشفى الشرطة، وإدارة الأمن، ومؤسسات إعلامية، ومدارس، وطالب المحتجون بإقالة مسؤوليهم ومحاسبتهم لتورطهم بقضايا فساد. فيما دعا شباب الثورة «كل المؤسسات العسكرية الموالية للرئيس صالح إلى الانتفاض ضد قادتها ومحاسبتهم على كل ما مارسوه من أعمال بحق الشعب اليمني طيلة فترة توليهم مناصب كبيرة في الدولة». كما انضمت المدارس إلى حركة الاحتجاجات حيث أجبرت العشرات من طالبات ومدرسي مدرسة سنان حطروم بالعاصمة صنعاء مديرة المدرسة جميلة الأحلسي، على الفرار من مكتبها، بعد اعتصامهن أمام بوابة المدرسة، وقطعن أحد الشوارع، للمطالبة بتغيير مديرتهن، واحتجاجا على ما تقوم به المديرة من فساد وممارسات تعسفية بحقهن، وبحق معلميهن». بحسب قول الطالبات.

وفي مدينة تعز جنوب العاصمة بصنعاء، تظاهر آلاف العسكريين من الوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة، وطالبوا بإقالة القيادات الأمنية والعسكرية، وردد العسكريون في مسيرة حاشدة طافت شوارع المدينة، هتافات ثورية وشعارات مطالبة بإعادة الاعتبار للقوات المسلحة، والأمن ومحاسبة الفاسدين الذين استغلوا مناصبهم بطرق غير مشروعة، فيما حذرت نقابة عمال وموظفي مؤسسة الجمهورية للصحافة وهي مؤسسة رسمية من اقتحام المؤسسة من قبل مسلحين وجنود يتبعون قيادات أمنية ومحلية في المحافظة، بعد تغيير سياسة صحيفة «الجمهورية» بعد عودة رئيس تحريرها سمير اليوسفي الذي انضم للثورة قبل 10 أشهر.

في موضوع آخر واصلت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار أمس عملها لإزالة كافة المظاهر المسلحة في عدد من المنشآت والمواقع والشوارع في حي الحصبة بصنعاء، والذي شهد أعنف مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري والنجدة، ومسلحي شيخ قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر. وأكد الناطق الرسمي باسم لجنة الشؤون العسكرية اللواء الركن علي سعيد عبيد أهمية «تواصل التعاون من جميع الأطراف لعودة الحياة الطبيعية والاستقرار إلى الحصبة ومساعدة اللجنة في إنجاز عملها بصورة كاملة».