المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني: المراقبون تلقوا تهديدات بالقتل.. وبعضهم طلب الانسحاب

مراقب: شاهدنا القناصة بأم أعيننا * رئيس غرفة عمليات المراقبين العرب: سلامة البعثة مسؤولية النظام

المراقب المغربي أثناء احتجاجه على وجود القناصة وتأكيده أنه رآهم بأم عينيه
TT

بينما أكد السفير عدنان عيسى الخضير، رئيس غرفة عمليات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الخاصة بالوضع في سوريا، أن السلطات السورية هي المسؤولة عن حماية وفد مراقبي الجامعة العربية طبقا للبروتوكول الموقع بين الأمانة العامة للجامعة والحكومة السورية، قال المجلس الوطني السوري المعارض إن مراقبين تعرضوا لتهديدات بالقتل بطرق مختلفة، عبر اتصالات هاتفية أو من خلال نشر القناصة بالأماكن التي يوجدون بها.

وقال الخضير في تصريحات للصحافيين أمس بالجامعة العربية إن النظام السوري مسؤول عن توفير الأمن للمراقبين، معلنا عن انضمام مراقبين جدد للبعثة الأسبوع المقبل، منهم 22 من العراق، و25 من دول مجلس التعاون الخليجي كدفعة أولى. وشدد الخضير على أن فريق المراقبين في سوريا مجهز بجميع وسائل الرصد والتوثيق من كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو بالإضافة إلى هواتف «الثريا» الجوالة، كما أوضح أن تحركهم يتم في مختلف المناطق التي يزورونها وفق البروتوكول الذي تم التوقيع عليه مع الجامعة العربية.

وبينما يقول نشطاء حقوقيون سوريون إن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين في سوريا، قال الخضير «نحن نتلقى في غرفة العمليات اتصالات بشكل يومي بخصوص هذا الموضوع، بما فيها أسماء المعتقلين ومعلومات أخرى بشأنهم، وبدورنا نقوم بإيصال هذه المعلومات إلى غرفة عمليات فريق البعثة في دمشق أولا بأول، وبالتالي يقومون بالتحرك بشأنها ميدانيا». لكن الخضير لم يوضح إذا ما كانت البعثة ستقوم بزيارات إلى معتقلين في السجون السورية أو لا.

وأكد الخضير أن غرفة العمليات في القاهرة على اتصال دائم مع بعثة المراقبين العرب الموجودة في الأراضي السورية، كما شدد على أنها على اتصال مع غرفة العمليات التابعة للبعثة والموجودة في دمشق ورؤساء القطاعات إلى جانب اتصالها الدائم مع الفريق أول محمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، حول مهام البعثة في سوريا، حيث قال الخضير «إن رئيس البعثة يقوم بالتنسيق مع رؤساء القطاعات فيما يخص مناطق وجود فرق البعثة والتقارير التي يتم إعدادها وتتلقاها الأمانة العامة للجامعة العربية»، لافتا إلى أن الفريق يقوم بزيارة المناطق وفق الخطة الموضوعة.

وحول طبيعة الشكاوى التي تتلقاها غرفة عمليات بعثة المراقبين بالجامعة العربية قال الخضير «أغلبها شكاوى حول المعتقلين والسجون التي يوجدون بها، وأخرى حول العناوين التي تخصهم ونرسلها لفريق البعثة بشكل دائم باعتباره المسؤول عن التحقق منها على الأرض».

وفي رده على مدى إمكانية دخول وسائل الإعلام إلى سوريا، قال السفير الخضير «إن السلطات السورية أبلغتنا بأنه مسموح لوسائل الإعلام بالدخول، ولكن يتطلب ذلك من وسائل الإعلام التنسيق مع السلطات المختصة لطلب تصريح الدخول من هذه الجهات».

وفي غضون ذلك، قال أحمد رمضان المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني السوري، إن مراقبين تعرضوا لتهديدات بالقتل بطرق مختلفة، عبر اتصالات هاتفية أو من خلال نشر القناصة بالأماكن التي يوجدون بها، وأضاف «أمس استشهد طفل في درعا أمامهم، وعملية تخويفهم تتم عبر وجود القناصة».

وتناقلت مواقع المعارضة السورية شريط فيديو لأحد مراقبي الجامعة العربية، وهو الخبير الإعلامي المغربي سعود الأطلسي، حيث يظهر محتجا خلال وجوده في درعا أول من أمس على وجود قناصة، وقال «هناك قناصة، نحن رأيناهم بأم أعيننا ونطلب من السلطات أن ترفعهم حينا وسنتصل فورا بالجامعة العربية، وإن لم يستجب (النظام) خلال 24 ساعة ستكون هناك إجراءات أخرى.. و.. نحن أتينا بدون نتيجة.. لا أنتم (متوجها بحديثه للسوريين) أوصلتم انشغالاتكم ولا نحن استفدنا.. أنا رأيتهم (القناصة) بأم عيني..».

وتحدث أيضا رمضان عن استياء المراقبين من تعامل نظام الرئيس السوري بشار الأسد معهم، وقال «أخذ المراقبون أمس (أول من أمس) إلى درعا ووصلوا العاشرة صباحا، حيث وضعوا في أحد الفنادق ثم قام النظام بسحب السيارات منهم وقطع الاتصالات الهاتفية معهم، وأبقاهم حتى الخامسة مساء ثم أعاد إليهم السيارات وأعادهم إلى دمشق»، وأضاف «هناك استياء كبير جدا في الجامعة العربية، وبعض المراقبين طلبوا الانسحاب بسبب محاولة النظام إفشالهم، ولكن طلب منهم البقاء حتى لا يحدث ارتباك». وفي تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أمس قال أحمد رمضان «بلغنا إلى الآن أن 10 شهداء سقطوا اليوم (أمس) في حماه، وأرقام المراقبين في حماه لا تعمل بسبب التشويش عليها.. ولم نتمكن من الاتصال بهم».

كما أكد المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني أنه في الأيام الماضية ومنذ دخول المراقبين إلى سوريا فإن «أي هاتف سوري يتصل بالمراقبين يتم وقف وتجميد عمل شريحته على الفور». وأضاف «قد أوقفت عشرات الشرائح لناشطين سوريين كانوا يحاولون الاتصال بهم».

كما قال عضو المجلس التنفيذي إن وفدا من المجلس الوطني التقى أمس بوزير خارجية السودان وإنهم تحدثوا عن مهمة المراقبين وأكدوا على أهمية توفير دعم لوجيستي ومالي سريع لتمكين المراقبين من التحرك.

وأكد رمضان أنه استجابة لمطالب المجلس الوطني قررت دول عربية دعم المراقبين، وقال «علمنا أن هناك دولا عربية من الخليج استجابت لطلبنا بدعم المراقبين من خلال منح 10 ملايين دولار لمهمات الـ500 مراقب خلال فترة عملهم التي من المفروض أن تتواصل لمدة شهر قابل للتمديد».

وقال رمضان إن هذا المبلغ سيخصص لتأمين السيارات، حيث يحتاج المراقبون على الأقل حاليا إلى 15 سيارة وتأمين وسائل الاتصال حيث لا يجب الاعتماد على شبكة اتصالات النظام السوري، وكذلك أجهزة رصد مواقع، فالنظام يضع لافتات مغلوطة تحجب الأسماء الحقيقية للشوارع، لذلك وحسب رأيه، فكل فريق من المراقبين يحتاج إلى جهاز «جي بي إس» ليتمكن من تحديد الأماكن الصحيحة ونقاط وجودهم.

وقال المسؤول الإعلامي إن عدد المراقبين بسوريا حاليا 78، وهناك 50 سينزلون قريبا، وكلهم يتجمعون في القاهرة ومنها يتوجهون نحو دمشق.

من جهة اخرى قال أحد الجنود المنشقين عن النظام السوري، وهو من جبل الزاوية، أمام المراقبين العرب، إنه كان يتلقى أوامر من الضابط المسؤول عنه الذي كان يأمرهم بإطلاق النار على المتظاهرين من أجل أن يخلو المنطقة، وإنهم كانوا يطلقون النار وحتى القذائف على بيوت المدنيين.