وسائل الإعلام السورية الرسمية تشن حملة على المراقبين العرب وتشكك في مصداقيتهم

اتهمت مراقبا سعوديا بتحريض «المسلحين».. وناشطون: الربيعان رفض التجول بصحبة الشبيحة وقناة «الدنيا»

سوري يتحدث إلى مراقب في إدلب (رويترز)
TT

وجه ناشطون سوريون اتهامات للنظام السوري بتلفيق قصص حول المراقبين العرب؛ بدأت مع شن «حملة شعواء على عضو لجنة المراقبين العرب المقدم خالد الربيعان (سعودي الجنسية) لأنه أصرّ على الذهاب إلى المتظاهرين في دوما من دون رفقة الأمن والشبيحة وتلفزيون (الدنيا) (الموالي للنظام)».

وقال الصحافي والناشط إياد شربتجي إن الهدف من الحملة على المقدم السعودي هو «الضغط باتجاه إقالته، باعتباره أحدث ثقبا في سيناريو المسرحية التي يصطنعها النظام أمام لجان المراقبين»، كما توقعت نشرة «كلنا شركاء» السورية الإلكترونية المعارضة «تصعيدا من النظام وشبيحته ضد المراقبين قريبا جدا»، وجاء ذلك على خلفية تقارير بثتها قنوات الإعلام السورية تشكك في مصداقية عمل المراقبين؛ فبعد قيام المراقبين بزيارة إلى ريف دمشق، لا سيما حرستا ودوما، بث «تلفزيون الدنيا» تقريرا عن زيارة الوفد إلى حرستا في ريف دمشق.

وبعد التقرير اتصلت مراسلة إحدى الصحف العربية في دمشق مع «تلفزيون الدنيا»، وقالت إن أحد أعضاء وفد المراقبين العرب، المقدم خالد الربيعان، وهو «سعودي الجنسية»، قد قام بالصلاة مع «المسلحين» في الجامع الكبير في حرستا، وأنه، وبعد الانتهاء من الصلاة، «حُمل على الأكتاف، وألقى كلمة التحريضية.. دعا فيها المسلحين إلى حمل السلاح بوجه الجيش والأمن والنظام»، وردا على سؤال حول تأكدها من تلك المعلومات، قالت المراسلة «إن مراسلا يعمل لديها كان هناك ورأى ذلك بعينه»، وأضافت أنها قامت بالاتصال بمكتب المستشارة الإعلامية، بثينة شعبان، في القصر الجمهوري وأبلغتهم بذلك، وأنها اتصلت أيضا بوزارة الخارجية إلا أن أحدا لم يرد، وبعد فترة قصيرة تلقت اتصالا من الخارجية وعلمت أنهم تبلغوا بالأمر. وتابعت المراسلة في اتصالها مع تلفزيون «الدنيا» القول إن المقدم «قام بتوبيخ المسيرات المؤيدة (للنظام)، داعيا إلى عدم توثيقها، وطلب أن يذهب إلى مستشفى حمدان للقاء المسلحين المصابين، وعندما أبلغه الأمن السوري أن هناك خطرا على حياته، قال: (الله يحميني)، ومن ثم خرج محمولا على الأكتاف بعد صلاة المغرب، وهو يهتف محرضا المسلحين على حمل السلاح ضد النظام».

نشرة «كلنا شركاء» الإلكترونية السورية، لصاحبها المعارض أيمن عبد النور، المقيم في كندا، علقت على تلك التقارير قائلا إن «هذا الخبر يعني أن نظام بشار الأسد قد بدأ يضيق ذرعا بالمراقبين، وخصوصا أن وجودهم أدى لتحريك الشارع بعد شعوره بأمان نسبي، مما دفع ستة ملايين مواطن للنزول يوم الجمعة للشارع للتظاهر ضد عائلة الأسد الفاسدة، ونتوقع تصعيدا من النظام وشبيحته ضد المراقبين قريبا جدا»، ونوهت النشرة بأن «المراسلة هي زوجة عقيد في إدارة المخابرات العامة، بدليل استخدامها كلمة مسلحين، والصحيح هو (المتظاهرون)» كما أشارت إلى أن «تلفزيون الدنيا» بث مساء الجمعة تقريرا مطولا عن عمل اللجنة، «شابه مؤثرات صوتية وضوئية، توحي بأن القناة وبالتالي المخابرات السورية تعتبر أن موقف اللجنة بدأ يصبح متحيزا بمفهومها، خصوصا مع محاولة مراسل (الدنيا) الحصول على تصريح من أحد أعضاء اللجنة في دمشق، وهو ما رفضه الأخير».

الصحافي السوري المعارض إياد شربتجي علق على تلك الاتهامات، عبر صفحته في موقع «فيس بوك»، وقال إن «الإعلام السوري يشنّ حملة شعواء على عضو لجنة المراقبين العرب، المقدم خالد الربيعان (سعودي الجنسية)، لأنه أصر البارحة على الذهاب إلى المتظاهرين في دوما من دون رفقة الأمن والشبيحة و(تلفزيون الدنيا)»، وأضاف: «هم الآن يلفقون عنه القصص والحكايا (دعم الإرهابيين، تقديم المال لهم، تحريضهم).. وذلك بغية الضغط باتجاه إقالته كونه أحدث ثقبا في سيناريو المسرحية التي يصطنعها النظام أمام لجان المراقبين، وتمكّنه من الاطلاع على بعض الحقائق». ورأى شربتجي أن «النظام السوري ظل يفاوض لأيام قبل توقيع البروتوكول، لاستبعاد اعتماد الجامعة للمراقبين الخليجيين، بحجة أن دولهم تدعم وتمول (الإرهاب) في سوريا، وكان يصر على أن يكون المراقبون من دول بعينها، كالجزائر والسودان واليمن والعراق ولبنان»، وأشار إياد شربتجي إلى «أن المراقبين ذوي الجنسيات الخليجية لا يزيد عددهم على 5 من بين الـ350، الذين سترسلهم الجامعة، والذين ينتمي كثير منهم للدول التي طالبت سوريا بها». وتواجه بعثة المراقبين العرب إلى سوريا صعوبات كبيرة في أداء مهمتها التي أحيطت بكثير من اللغط حول طبيعتها واتهامات من الطرفين، فالموالون للنظام يتهمون المراقبين بعلاقة مشبوهة مع المعارضة، ويروجون أن لهم قنوات اتصال مع أعضاء المجلس الوطني، وبالمقابل هناك ناشطون روجوا أن رئيس البعثة الفريق مصطفى الدابي على علاقة مشبوهة مع النظام السوري، وفضلا عن الصدمة الكبيرة التي خلفها حادث تفجير المقر الأمني في دمشق في اليوم الأول لبدء مهمة البعثة في سوريا، كان هناك انتقادات لاختيار مصطفى الدابي رئيسا للبعثة، الذي أشيع أنه مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية. وتوقف كثير من الناشطين عند فيديو بث على شبكة الإنترنت يظهر فيها الدابي وهو يدخن سيجارة، ولا يعير انتباهه لشكاوى أهالي حي بابا عمرو. وفي حين تتزايد انتقادات الموالين للنظام تنخفض بالمقابل انتقادات المناهضين، فمع ظهور مقطع فيديو لعضو لجنة خلال زيارته لدرعا، يوم أول من أمس (الجمعة)، يقول: «إنه رأى بأم العين قناصة على أسطح المباني»، تراجعت حدة انتقادات المعارضين، لترتفع بالمقابل انتقادات الموالين لتصل إلى حد توجيه اتهامات خطيرة لأحد أعضاء البعثة العربية بالتورط في دعم المسلحين والتحريض على رجال الأمن والجيش، ضمن حملة إعلامية تؤكد أنه على أعضاء البعثة أن لا يستمعوا لشهادات المتضررين من المسلحين، وأن لا يلحظوا مسيرات التأييد.