تونس: «حرب خلافة» في حزب المرزوقي

حزب برئيسين كل منهما يدعي الشرعية

المنصف المرزوقي
TT

يعيش حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أوصل المنصف المرزوقي إلى منصب رئاسة الجمهورية مخاضا سياسيا عنيفا هدفه الوصول إلى قيادة الحزب. وتناوب على رئاسة حزب المؤتمر في ظرف وجيز كل من عبد الرؤوف العيادي والطاهر هميلة ويدعي كل منهما أنه صاحب الشرعية في قيادة الحزب خلفا للرئيس المتخلي عن رئاسة حزب المؤتمر.

وفي البداية كان قد رشح لهذا النصب عماد الدايمي الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر على أن يكلف عبد الرؤوف العيادي القيادي في الحزب بمنصب رئيس ديوان الرئيس الجديد المنصف المرزوقي، إلا أن عدول العيادي عن قبول منصب رئيس الديوان لأسباب قيل إنها ذاتية، جعل حرب الخلافة تستعر من جديد. وقد تمكن عبد الرؤوف العيادي من خلافة المرزوقي على رأس حزب المؤتمر وقال إن توليه هذا المنصب كان بشكل توافقي بين قيادات الحزب والكتلة النيابية الممثلة لحزب المؤتمر في المجلس التأسيسي. وكان الاعتراض أساسا على التشكيلة الوزارية المرشحة لتولي حقائب وزارية التي رشحها المنصف المرزوقي عندما كان في منصب الأمانة العامة واعترضت قيادات المؤتمر بعد تولي المرزوقي منصب الرئاسة على بعض الأسماء من قيادات المؤتمر لتوليها مناصب وزارية وهو ما عمق الشقاق داخل الحزب وجعل شق من المكتب السياسي لحزب المؤتمر يسعى إلى إنقاذ الوضعية التي قد يفرزها الخلاف الحاد بين القيادات حول الحقائب الوزارية بالذات.

ومواصلة لحرب الخلافة أعلن الطاهر هميلة أكبر أعضاء المجلس التأسيسي سنا والذي ترأس أول جلسة للمجلس، أنه تولى الأمانة العامة لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وقال: إنه الرئيس الشرعي للحزب وإن عبد الرؤوف العيادي يمثل أقلية داخل الحزب. وكشف كذلك عن محاولة العيادي التنصل من التعهد الذي قطعه حزب المؤتمر مع حركة النهضة وقال: إنه يسعى إلى العودة بحزب المؤتمر إلى التيار اليساري. واعتبر أن العيادي يحاول بطريقته تلك أن ينضم إلى المعارضة بعد أن مكنه التحالف مع حركة النهضة من ضمان مشاركة فاعلة في الحياة السياسية.

ومن ناحيته يرى عبد الرؤوف العيادي أنه انتخب كأمين عام للحزب يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وطرح داخل الحزب مشاركة الكتلة النيابية (29 عضوا) وقال إن الخلاف داخل حزب المؤتمر شأن داخلي ليس من مشمولات حركة النهضة التدخل لفضه. ويقود العيادي حزب المؤتمر في الوقت الحالي في انتظار حسم الأمر بينه وبين هميلة يوم 8 يناير (كانون الثاني) الجاري من خلال المجلس الوطني الذي سيعقد للغرض.

حول خلافة المرزوقي، قال سمير بن عمر القيادي في حزب المؤتمر: إن المجلس سيدرس آليات العمل بعد المرزوقي وطرق تسيير هياكل الحزب وسيحسم في موضوع النزاع على أمانته العامة بين العيادي وهميلة.