رابطة «الأمل».. تكتل سعودي يطبب أوجاع مرضى السرطان

يهدف لجمع المتعافين والمرضى تحت شعار «من شاهد مصيبة غيره هانت عليه مصيبته»

TT

رغم مرور نحو 3 سنوات على شفائها من مرض السرطان، فإنه لا تزال الناشطة السعودية ثريا عبد المجيد؛ حريصة على التطوع في تقديم تجربتها مع المرض للمصابين بالأورام الخبيثة، وذلك ضمن تكتل يحتضن مجموعة من الناجين والناجيات من مرض السرطان، يحمل اسم «الأمل»، أسسته جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية، ليطبب أوجاع مرضى السرطان ويخفف من آلامهم.

وتسترجع ثريا، وهي من مؤسسات هذا التكتل وعضو في الجمعية، ذكريات التأسيس بالقول: «كنت أعاني من سرطان في الغدد الليمفاوية، وقد اكتشفته مبكرا مما ساعدني على الشفاء، لكن لأن أهلي في المنطقة الغربية وأنا بالمنطقة الشرقية فقد كنت وحيدة ولم يكن معي إلا أبنائي، ومن هنا وجدت في الجمعية داعما لي، وبعدها جاءت فكرة رابطة (الأمل) التي دعمتني كثيرا في تلك المرحلة من العلاج».

وتوضح ثريا خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أنها تحرص مع بقية منسوبي رابطة «الأمل» على الزيارة الدورية لمرضى السرطان وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم، بحكم الخبرة التي اكتسبوها مع المرض، مشيرة إلى أهمية ذلك الدور بقولها: «الحالة النفسية لمريض السرطان مهمة للغاية، فقد تعجل بشفائه أو تؤخره، ولقد شهدت عدة حالات انتكست بسبب سوء الحالة النفسية».

من جهته، يوضح لـ«الشرق الأوسط»، عبد الرحمن الشهراني، وهو المدير الإداري لجمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية، أن رابطة «الأمل» هي لجنة أسستها الجمعية قبل نحو 5 سنوات، مفيدا بأنها «تهتم بمرضى السرطان، سواء كانوا من حديثي اكتشاف المرض أو المتعافين، حيث تقدم الدعم للمرضى وتعمل على رفع معنوياتهم وإثرائهم بتجارب نظرائهم الآخرين مع المرض».

ويشير الشهراني إلى أن فكرة اللجنة تأتي على غرار المقولة «من شاهد مصيبة غيره، هانت عليه مصيبته»، مؤكدا أن «هذه اللجنة هي أنشط لجان جمعية السرطان»، وبسؤاله عن دور الدعم النفسي الذي تقدمه، يقول: «الحالة النفسية لدى المريض هي جزء مهم جدا في العلاج، فإذا كانت نفسية المريض جيدة فإنه هنا يتقبل العلاج، ومن هذا الباب نحن حريصون على دعم المرضى نفسيا ومعنويا».

ويفيد الشهراني بأن الأعضاء القائمين على رابطة الأمل يتراوح عددهم بين 15 و20 عضوا، وعن الفئة المستفيدة من هذه الرابطة، يوضح أن «عدد مرضى السرطان المسجلين لدى الجمعية وصل لقرابة 600 مريض، هم ممن تخدمهم لجنة الأمل»، واسترسل موضحا فعاليات هذه الرابطة، مفيدا بأنها تشمل «دعم المرضى، والقيام بزياراتهم سواء في المستشفيات أو حتى في منازلهم، وعمل الأنشطة التوعوية للمجتمع من خلال عدة مناسبات».

يشار إلى أن آخر الإحصائيات الصادرة عن السجل الوطني للأورام في السعودية كانت قد أظهرت ارتفاع عدد حالات السرطان في البلاد، إذ تقدم سرطان القولون والمستقيم إلى المرتبة الأولى من أنواع السرطان التي تصيب الرجال، بينما سجل سرطان الثدي لدى السيدات في السعودية النسبة العليا، حيث يقدر عددهن بنحو 2741 حالة.

وبحسب تعريف موقع جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية على الإنترنت، فإن لجنة الأمل تقوم على مجموعة من الناجين والناجيات من مرضى السرطان، الذين يعملون على تقديم يد العون والمساعدة للمصابين بالسرطان، كما تعمل اللجنة على تقديم الدعم المعنوي للمرضى وأسرهم والأخذ بيدهم بالإرادة والقوة وحب الحياة والإيمان بالقضاء والقدر. وتتضمن أهداف اللجنة: تشجيع المصابين والمصابات للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم حيال التعايش مع السرطان ومخاطره، عقد اجتماعات بين المصابين حديثا والناجين، توفير المعلومات الدقيقة المتعلقة بأنواع السرطان وخيارات العلاج والآثار الجانبية، تعزيز قدرتهم على حل المشكلات، تحسين مهارات التواصل لديهم والوقوف على احتياجاتهم، تنظيم أنشطة ترفيهية ودينية وثقافية للمرضى وذويهم.

وهنا يعود المدير الإداري لجمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية ليؤكد أن جهود أعضاء «الأمل» أحدثت أثرا ملموسا على عدة حالات من المصابين بمرض السرطان، مشيرا إلى أن دور هذه الرابطة ينسجم مع أهداف الجمعية الذي يوضح أنه يقوم على 3 محاور، تشمل «دعم ومساندة المرضى، توعية المجتمع، إفادة الطبيب السعودي من خلال جلب أمهر الأطباء العالميين إلى البلاد للاستفادة من خبرتهم».