ألعاب نارية وعروض أضواء وأجراس تستقبل العام الجديد

بعيدا عن الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والمظاهرات المطالبة بالحرية

شهدت مدينة سينا الإيطالية عرضا للأضواء في ساحة مبنى البلدية (إ.ب.أ)
TT

انطلقت الألعاب النارية وعروض الضوء والأجراس احتفالا بالعام الجديد الليلة قبل الماضية، حيث طرح الكثيرون مشكلات عام 2011 - من الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والمظاهرات المطالبة بالحرية والديمقراطية - وراء ظهورهم.

وفي حدث خارج نطاق الأرض، دخل المسبار الفضائي الأول «غريل إيه» من بين مسبارين أرسلتهما وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المدار حول القمر في نحو الساعة 9:41 دقيقة بتوقيت غرينتش مساء السبت، ليبدأ العام الجديد بمهمة جديدة لكشف أسرار القمر الداخلية. ومن المنتظر أن يدخل المسبار الثاني «غريل بي» إلى المدار أيضا الساعة 22:5 دقائق بتوقيت غرينتش الأحد.

وأعلن مختبر الدفع النفاث التابع لـ«ناسا» في ولاية كاليفورنيا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الساعة 22.01 بتوقيت جرينتش أن المركبة الفضائية «غريل إيه» دخلت المدار القمري.

أما على ظهر الكرة الأرضية، فقد احتشد المحتفلون بالعام الجديد 2012 أمام بوابة براندنبرغ في برلين، في حين هرع رجال الإطفاء والشرطة في جميع أنحاء المدينة لإخماد حرائق اندلعت بسبب الألعاب النارية. وقالت متحدثة باسم الشرطة قبل نحو ساعة من منتصف الليل: «لن يسمح لأحد آخر بدخول فيستميلي» في إشارة إلى «شارع 17 يونيو» الشهير المؤدي إلى البوابة.

وقال متحدث باسم الشرطة إنه بحلول الساعة الـ10 مساء، استجاب رجال الإطفاء إلى ألف نداء للمساعدة. وتابع أنه قبل ساعتين، أعلنت الشرطة حالة الطوارئ؛ «الأمر كذلك في كل عام».

يذكر أن الإعلان عن حالة الطوارئ يعني أنه يمكن استدعاء رجال الإطفاء المتطوعين والفنيين الآخرين لدعم قوات الشرطة والإطفاء.

وقد لقي شخصان؛ أحدهما في النمسا والآخر في ألمانيا، حتفهما ليلة رأس السنة بسبب حوادث متعلقة بالألعاب النارية.

فقد ذكرت الشرطة النمساوية في مدينة جموند شمالي النمسا أن شابا في الثامنة عشرة من عمره أشعل العديد من الألعاب النارية مع أصدقائه منتصف ليلة أول من أمس، إلا أن إحدى الألعاب النارية، تسمى «القنبلة المستديرة»، انفجرت قبل توقيتها المحدد وأصابت رأس الشاب. وتم نقل الشاب إلى المستشفى عقب الحادث، إلا أنه فارق الحياة هناك. وفي مدينة غوبينغ جنوبي ألمانيا لقي رجل في السابعة والعشرين من عمره حتفه منتصف ليلة رأس السنة إثر انفجار إحدى الألعاب النارية في يده.

كما أسفر الانفجار عن إصابة شخصين آخرين بجروح مختلفة.

وفي روما، قتل شخص خلال الاحتفالات بالعام الجديد في إيطاليا عندما انفجر مخزون الألعاب النارية الذي في حوزته، وقتل آخر برصاص طائش في الهواء، كما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية الأحد.

وأصيب 561 شخصا على الأقل بجروح، بينهم 76 طفلا، بحروق خصوصا في اليد أو الوجه، بسبب المفرقعات والأسهم النارية في هذا البلد الذي يبقى فيه التقليد قويا خصوصا في الجنوب.

ولتفادي الحوادث، منعت سلطات أكبر أربع مدن إيطالية، باري (جنوب)، وميلانو، والبندقية، وتورينو (شمال)، بيع الأسهم النارية والمفرقعات. وفي مدن أخرى، صادرت الشرطة قرابة ستة أطنان من الأسهم النارية والمفرقعات، خصوصا في نابولي.

وفي كاساندرينو قرب نابولي؛ في منطقة يحتفل أبناؤها تقليديا بالعام الجديد بإطلاق العيارات النارية، قتل رجل برصاصة طائشة.

أما العاصمة البريطانية لندن، فقد رحبت بالعام الجديد بعرض ألعاب نارية مذهل مع إطلالة الأحد أول يناير (كانون الثاني) 2012.

فبعد أن دقت ساعة «بيغ بن» معلنة منتصف الليل أضاءت الألعاب النارية نهر التيمس حول عجلة لندن في واحد من أفضل عروض الألعاب النارية التي شهدتها بريطانيا في السنوات الأخيرة.

أما في العاصمة الروسية موسكو، فشاهدت الجماهير المحتشدة انطلاق نحو ألف من الألعاب النارية فوق الكرملين وسط دفء غير معتاد تزيد درجة حرارته على الصفر. وخرج نحو أربعة ملايين شخص من سكان المدينة وزائريها إلى الشوارع للاحتفال. وحالت إجراءات الأمن المشددة حول ساحة «الميدان الأحمر» دون دخول العبوات الزجاجية والكحوليات.

من ناحية أخرى، ألقي القبض على 70 ناشطا معارضا في موسكو. ولكن في خطابه بمناسبة العام الجديد، وصف رئيس الوزراء فلاديمير بوتين المظاهرات بأنها «ليست غير معتادة.. وتعد ثمنا للديمقراطية». وكانت احتجاجات شعبية ضد إدارته قد أعقبت الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفي روما، دعا بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر إلى إعادة اكتشاف العقيدة خلال خطاب نهاية العام الذي أدلى به أول من أمس السبت، كما حث المجتمع الديني على ممارسة «حماسة تبشيرية جديدة» في 2012. وفي الولايات المتحدة، تدفقت حشود من المحتفلين على ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك والشوارع المحيطة وسط إجراءات أمنية مشددة مساء السبت لتوديع عام ميلادي شهد الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) على المدينة ولاستقبال العام الجديد.

وملأت الألعاب النارية السماء في منتصف الليل وتم إسقاط الورق الملون فوق المحتفلين في ساحة «ميدتاون مانهاتن» بعد إنزال كرة بلورية كبيرة مضيئة في آخر دقيقة من العام المنقضي وهو التقليد الذي بدأ في عام 1907.

ورفعت الكرة قبل ست ساعات من موعد إنزالها ومنعت الشرطة التي أغلقت الشوارع المؤدية للميدان المحتفلين من إحضار مواد كحولية أو حقائب محمولة على الظهر أو حقائب كبيرة أو أي أمتعة معهم إلى داخل الساحة. وشمل الاحتفال الصاخب الذي كانت التوقعات تشير إلى أن مليون شخص سيحضرونه عروضا بثها التلفزيون لنجوم البوب جاستين بيبر وليدي غاغا.

وشجعت درجات الحرارة المعتدلة بشكل غير معتاد في هذا الوقت من العام التي بلغت عشر درجات مئوية المحتفلين على ملء الشوارع في نيويورك.

وأوضحت لقطات فيديو تدفق مئات من المتظاهرين من حركة «احتلال وول ستريت» على ساحة زوكوتي في مانهاتن أيضا ليعودوا بذلك إلى مهد الحركة التي تحتج على عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية.

وقبل دقيقة واحدة من منتصف الليل ضغط مايكل بلومبيرغ رئيس بلدية نيويورك وليدي غاغا على الزر إيذانا ببدء عدل تنازلي لإنزال الكرة البلورية. وقال بول براون المتحدث باسم الشرطة إن وحدات من فريق المفرقعات تجري عمليات تفتيش للفنادق والمسارح ومواقع البناء وساحات انتظار السيارات لكن ليس لديها معلومات عن أي تهديدات أمنية في المدينة.

وفي خطابه الأسبوعي الأخير لعام 2011، تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن «مناقشات صعبة ومعارك عنيفة مقبلة» في عام 2012.

وفي ضريح ميجى في طوكيو، استقبل رهبان شينتو العام الجديد بأداء صلوات التطهير بمناسبة انتهاء العام، ويقوم نحو 3 ملايين شخص من اليابانيين بزيارة الضريح احتفالا بالعام الجديد للصلاة من أجل صحتهم وثروتهم.

وفي العاصمة الفلبينية مانيلا أعلن مسؤولون الأحد أن ما يقرب من 500 شخص أصيبوا بسبب الألعاب النارية وحوادث إطلاق النار في الفلبين على الرغم من تحذيرات الحكومة من الاحتفالات الصاخبة لاستقبال العام الجديد.

وقال وزير الصحة إنريكى أونا إن 454 شخصا أصيبوا بسبب الألعاب النارية في حين أصيب 18 آخرين بطلقات نارية أطلقت في الهواء. وأشار إلى أنه لم تسجل حالات وفيات كما أن حالات الإصابة أقل بنسبة 13 في المائة مقارنة بعام 2010. وقال: «إنني أشعر بخيبة أمل بسبب أن تراجع أعداد الإصابات لم يكن بالقدر المتوقع». وكان سبعة أشخاص قد لقوا حتفهم العام الماضي بسبب حوادث الألعاب النارية كما أصيب 546 آخرين. وقد تم تأجيل أو إلغاء سبع رحلات جوية من بينها رحلتان دوليتان بسبب انعدام الرؤية الناجم عن الضباب والدخان الكثيف منذ المساء. وقال أونا بشأن الضباب والدخان: «إنه أمر مقلق؛ إذ إنه ليس فقط مضرا للصحة، ولكنه يمكن أن يعرض النقل العام للخطر».

ويقوم الفلبينيون عادة بإطلاق الألعاب النارية وإحداث صخب شديد عشية العام الجديد اعتقادا بأن ذلك يبعد الحظ السيئ الذي كان سائدا في العام الماضي ويجذب الحظ الجيد للعام الجديد.

وكسرت العاصمة الصينية بكين التقاليد وانضمت إلى الاحتفالات بالعام الجديد للمرة الأولى باستعراض رقمي بالأضواء اتسم بالفخامة حول معبد هيفن، الذي اعتاد الأباطرة الصلاة فيه من أجل موسم حصاد جيد. لكن بخلاف المدن الغربية، لم تحظ احتفالات بكين بالمتابعة سوى من قبل بضعة آلاف وذلك يرجع إلى أن الحديقة المحيطة بالمعبد لم تكن كبيرة بما يكفي.

وامتدت الاحتفالات إلى الفضاء، حيث قرر رواد محطة الفضاء الدولية - الذين تشرق عليهم الشمس وتغرب 16 مرة خلال اليوم الواحد - الاكتفاء بالاحتفال ثلاث مرات فقط بالعام الجديد: عندما يبدأ في موسكو ولندن وفي مقر وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في هيوستن بولاية تكساس، بتناول الكافيار والفواكه والخضراوات الطازجة والشوكولاته والمكسرات. وفي إسطنبول وأنقرة، رقص المحتفلون ورددوا الأغاني في الشوارع المليئة بالمحلات الراقية والمطاعم، كما شهدت ثالث أكبر مدن تركيا، إزمير، عرضا مذهلا للألعاب النارية فوق خليجها.

ولكن في ديار بكر، عاصمة المنطقة الكردية جنوب شرقي تركيا، أعلنت المطاعم والملاهي الليلية برامج احتفال هادئة احتراما لأرواح 35 مهربا كرديا قتلوا قبل ثلاثة أيام في ضربة جوية.

وفي مدينة وان شرق تركيا، التي تعرضت لزلزالين في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، نظمت السلطات حفلات وعروض ألعاب نارية لآلاف الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون في خيام. وقال أطفال هذه الأسر المشردة لقناة «إن تي في» التلفزيونية الخاصة إنهم تدربوا للمشاركة في عرض قدم لذويهم كما تلقوا هدايا من مناطق أخرى في تركيا.