الرئاسة الجديدة للاتحاد الأوروبي تجهز لميثاق مالي جديد يضمن انضباط الدول في موازناتها

التخفيضات الشتوية وصلت إلى 70% والبلجيكيون يتوقعون تراجع القدرة الشرائية خلال العام الحالي

بدأت التخفيضات الشتوية، وهو الأمر الذي لم يقتصر على بلجيكا وحدها وإنما شمل دولا أخرى أعضاء في التكتل الأوروبي الموحد (تصوير: حاتم عويضة)
TT

قالت الرئاسة الدنماركية الجديدة للاتحاد الأوروبي إنها أعدت مبادرة جديدة تتضمن طرح اتفاق أوروبي جديد عبارة عن ميثاق مالي يضمن انضباط الدول فيما يتعلق بموازناتها، وفي الوقت نفسه شهدت دول أوروبية بداية موسم التخفيضات الشتوية ووصلت في بعض الدول ومنها بلجيكا إلى 70%.

وقال البلجيكيون في استطلاع للرأي إنهم يتوقعون انخفاض القدرة الشرائية خلال العام الحالي. وحسب مصادر المؤسسات الاتحادية ببروكسل، فإن الرئاسة الجديدة للاتحاد وبعد انتهاء فترة العطلة في المؤسسات الأوروبية بمناسبة أعياد الميلاد، ستطرح الملف للنقاش خلال عرضها لبرنامج عملها على البرلمان الأوروبي وخلال الاجتماع التقليدي مع أعضاء المفوضية الأوروبية بصفتها الجهاز التنفيذي للاتحاد كما ستطرح للنقاش في الاجتماعات الوزارية المقبلة.

وبعد أن قالت إنها ستركز على الجهود الرامية للقضاء على أزمة اليورو، رغم قدرتها المحدودة على العمل وعدم انتمائها لتكتل العملة الموحدة، قال الوزير الدنماركي للشؤون الأوروبية، نيكولاي فامن، إن كوبنهاغن عازمة خلال فترة رئاستها الدورية للاتحاد، والتي بدأت مطلع العام، على دعم رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي فيما يتعلق بدفع المناقشات المتعلقة بأزمة منطقة اليورو. وسيبدأ العام الجديد بإطلاق اتفاقية أوروبية تهدف للتوصل إلى «ميثاق مالي» جديد، يضمن انضباط الدول فيما يتعلق بميزانياتها.

وينتظر أن تساند القمة الاستثنائية الأوروبية، المزمع انعقادها في 30 من يناير (كانون الثاني) الحالي، هذا المقترح، بحيث يمكن التوقيع عليه في مارس (آذار) القادم، قبل أن يتم التصديق عليه بدول الاتحاد. وقد حال رفض بريطانيا للمشاركة في هذا المقترح، خلال القمة التي عقدت يومي الثامن والتاسع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دون تحول هذه المبادرة إلى تعديل يدرج في المعاهدات الأوروبية، ومع ذلك أبدت باقي الدول غير المنضمة لمنطقة اليورو، بما فيها الدنمارك، استعدادها للمشاركة. وقد أكد فامن أن الدنمارك ستعمل على توحيد دول منطقة اليورو ودول الاتحاد الأوروبي غير المنضمة لتكتل العملة الموحدة، بهدف التوصل لحل للأزمة. ومن جانبها شددت رئيسة الوزراء الدنماركية، الاشتراكية الديمقراطية هيلي ثورنينغ شميت، مرارا على ضرورة دفع نمو الاقتصاد الأوروبي، علاوة على إجراءات مواجهة الأزمة. ولا يخفى على سلطات كوبنهاغن أن تكريمها بالرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي جاء في «فترة أكثر من عسيرة»، ولهذا ستعول بكل الأشكال على التعاون بين الدول الأعضاء، وتجنب الخلافات المؤسساتية التي لا تصب في مصلحة أي منها. وعلاوة على الأزمة الاقتصادية وأزمة منطقة اليورو، يبرز من بين الأولويات العامة للدنمارك خلال رئاستها للاتحاد تعزيز السوق الموحدة باعتبارها محركا للتنمية، ودفع «أوروبا خضراء»، ودعم الأمن خارج وداخل تكتل الدول الـ27.

وفي بروكسل بدأت التخفيضات الشتوية، وهو الأمر الذي لم يقتصر على بلجيكا وحدها وإنما شمل دولا أخرى أعضاء في التكتل الأوروبي الموحد، وقال بيتر فاندنبرخ من الفيدرالية التجارية في العاصمة البلجيكية إن سوء الأحوال الجوية وخاصة هبوب رياح قوية على البلاد لن يكون له تأثير كبير على حركة الإقبال على المحلات وخاصة في ظل وجود مناطق وأسواق تجارية مغطاة «مولات» وأشار إلى أن المحلات التجارية عانت خلال الربع الأخير من العام الماضي من قلة الإقبال والشراء ولهذا يتوقع إقبالا لا بأس به من جانب المشترين خلال فترة التخفيضات الشتوية التي انطلقت الثلاثاء والتي تراوحت ما بين 30 و50 و70% على بعض المنتجات وخاصة الملابس الشتوية، وكان معظم المترددين على المحلات في اليوم الأول من المرحلة السنية ما بين 20 إلى 50 عاما، وخاصة من أفراد العائلات الصغيرة.

وخلال استطلاع للرأي بين البلجيكيين أجرته الفيدرالية التجارية قال 52% من البلجيكيين إنهم يتوقعون انخفاض القدرة الشرائية خلال العام الحالي وفي نفس الوقت أظهر البعض شيئا من التفاؤل وقال غالبيتهم إنهم يفضلون الانتظار حتى فترة التخفيضات سواء الشتوية أو الصيفية لشراء احتياجاتهم بفعل الأزمة التي تشهدها أوروبا منذ فترة وتوقع 18% منهم أن يزداد عدد المترددين على التخفيضات الشتوية خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي في حين قالت 97% من السيدات التي شملهم الاستطلاع إنهن يشترين أكثر من الحاجات الضرورية خلال فترة التخفيضات.