الرئاسة الأفغانية: طالبان تريد نقل سجناء غوانتانامو إلى قطر

مقتل 7 مدنيين و5 جنود تابعين للناتو في أفغانستان

TT

أعلن متحدث باسم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس الجمعة، أن حركة طالبان طلبت نقل معتقلي غوانتانامو إلى قطر خلال مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة، موضحا أن الرئيس الأفغاني يعارض «بقوة» هذا الاحتمال.

وقال إيمال فايزي «نحن نؤيد الإفراج عن معتقلي غوانتانامو، لكننا لا نريد أن يذهبوا إلى قطر مباشرة. حكومتنا تعارض ذلك بقوة». وتابع أن كرزاي اطلع على هذا المشروع «عشية مؤتمر بون» (ألمانيا) حول أفغانستان، وأضاف «عندما تحدث الأميركيون إلى الرئيس كانت المرة الأولى التي يطلع فيها على أمر من هذا القبيل». وأوضح أن «الأميركيين وطالبان التقوا مرات عدة، وهذا أمر ناقشه الطرفان، نحن نجهل أسبابه».

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، إنه لا يستطيع التعليق على هذه القضية بسبب طابعها الحساس. وأضاف أن «الحديث عن الموضوع يمكن أن يؤثر سلبا على المفاوضات». وقال فايزي إن «موقفنا واضح جدا: نريد فترة انتقالية بإدارة الأفغان»، مضيفا أن الحكومة الأفغانية «تريد المشاركة في المفاوضات». وتابع «لا يمكن إرسال (المعتقلين) مباشرة إلى قطر. هذا تقويض لسيادتنا وللقانون الأفغاني ولدستورنا. أفغانستان دولة مستقلة كما تعلمون». وقبل عشر سنوات وصل أوائل المعتقلين من أفغانستان إلى غوانتانامو التي غزتها الولايات المتحدة على أثر اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وتضم قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا منذ نحو عشر سنوات معتقلين من أفغانستان. ووصل عدد المعتقلين في القاعدة في وقت ما إلى 778، فيما كان نحو 171 معتقلا ما زالوا محتجزين فيها في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما زارت وكالة الصحافة الفرنسية المكان. ومن بين هؤلاء نحو عشرين أفغانيا منهم خمسة من كوادر نظام طالبان السابق (1996 - 2001)، بحسب فايزي الذي أوضح أن الاهتمام منصب على هؤلاء.

وأعلنت حركة طالبان الثلاثاء الماضي التوصل إلى اتفاق مبدئي لفتح مكتب تمثيلي خارج البلاد مع عدد من المحاورين، من بينهم قطر، للتمكن من التفاوض، وذلك للمرة الأولى في النزاع المستمر منذ عشر سنوات. لكنها تطلب «في المقابل» الإفراج عن معتقلي غوانتانامو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في واشنطن الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بالإفراج عن معتقلين في غوانتانامو لتسريع مفاوضات سلام مع طالبان الأفغان. وأعلنت المتحدثة ردا على سؤال بشأن معلومات مفادها أن واشنطن وافقت على هذا الموضوع «بشأن غوانتانامو، ينبغي القول بكل بساطة إن أي قرار لم يتخذ في ما يتعلق بعمليات إفراج» عن معتقلين. وقال فايزي إن الحكومة الأفغانية التي تتفاوض «منذ خمس أو ست سنوات» مع الولايات المتحدة في هذا الشأن «من دون التوصل إلى اتفاق، وافقت على فتح مكتب لطالبان في قطر، لكنها لم توافق على نقل معتقلي غوانتانامو» إلى هذا البلد.

وقال أحمد سعيدي، المحلل الخبير في شؤون طالبان، إن اختيار الانتقال إلى قطر جاء لأن «بعض القادة السابقين لطالبان موجودون حاليا في أفغانستان لكن القيادة الحالية لحركة تعتبرهم فارين غير جديرين بالثقة». وأضاف «لذلك يفضل بعض القادة السابقين الموجودين حاليا في غوانتانامو الرحيل إلى دولة عربية مثل قطر حيث يمكنهم التفاوض مع الأميركيين. إنه طلب معتقلي غوانتانامو وقيادتهم وافقت عليه».

وأوضح وحيد موجدا، وهو محلل أيضا، أن «قطر خيار منطقي. لدى الحكومة القطرية ضمانات بأن رجال طالبان لن يشنوا أي هجوم انطلاقا من أراضيها، ويقال حتى إن عائلاتهم نقلت إلى قطر من الآن».

إلى ذلك، قال مسؤولون إن سبعة مدنيين أفغانا، ستة منهم أطفال، وخمسة جنود من التحالف العسكري الذي يقوده حلف شمال الأطلسي الناتو، قتلوا أمس الجمعة في حوادث منفصلة جنوب أفغانستان. وذكرت الشرطة الأفغانية أن ستة أطفال ورجلا مسنا لقوا حتفهم في انفجار قنبلة زرعت في صندوق قمامة في جنوب البلاد. وقال فريد آيل، المتحدث باسم شرطة إقليم أوروزجان، إن أربعة أطفال أصيبوا في الانفجار الذي وقع في مدينة ترينكوت عاصمة الإقليم المضطرب. وأضاف آيل «انفجرت القنبلة التي كانت مخبأة في صندوق قمامة بعد ظهر اليوم (أمس) الجمعة. كان مجموعة من الأطفال الأفغان يلهون في المنطقة، قتل ستة منهم إضافة إلى رجل مسن»، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وقال مسؤولون إن أربعة جنود أجانب من القوة العسكرية التي يقودها حلف الناتو قتلوا في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في إقليم قندهار المجاور. وقال حجي باشا، رئيس شرطة منطقة شاه والي كوت، إن الجنود كانوا في طريقهم لمقابلة قرويين وشيوخ في المنطقة عندما اصطدمت سيارتهم بالقنبلة. وأكدت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقتل الجنود من دون أن تفصح عن مكان وقوع الهجمات أو جنسية الجنود القتلى. وقال الحلف إن جنديا آخر تابعا للناتو قتل في اشتباك مع المتمردين في جنوب البلاد من دون تقديم أي تفاصيل. وقتل 12 أفغانيا على الأقل بينهم أربعة فتيات في هجومين انتحاريين في قندهار، التي انطلقت منها طالبان. وتواصلت أعمال العنف في أفغانستان الأسبوع الحالي، في الوقت الذي أعلن فيه المسلحون أنهم اتفقوا على فتح مكتب في دولة قطر لبدء محادثات مع المجتمع الدولي. وقال متحدث باسم طالبان إنهم سوف يواصلون قتال القوات الأفغانية والدولية حتى خلال المحادثات.