منظمة دولية تدعو المراقبين العرب إلى زيارة السجون «السرية»

تحدثت عن وفاة 617 شخصا تحت التعذيب

TT

نشرت المنظمة العالمية للحملات «آفاز» تقريرا جديدا عن «حجم الرعب» في مراكز الاحتجاز السرية التابعة للنظام السوري. وأشارت المنظمة إلى أن أجهزة الأمن التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد «تستمر باعتقال المواطنين السوريين المعارضين للنظام، حيث يتعرض معظم المعتقلين للتعذيب، داخل مراكز الاعتقال المكتظة، من السجون إلى مراكز الاعتقال غير الشرعية في جميع أنحاء البلاد».

وأعلنت المنظمة أنها قامت بتحديد مواقع هذه المراكز والتي تتضمن بعض المدارس، وأسماء القيمين والمشرفين عليها، وعلى عمليات التعذيب التي تجري في داخلها، من ضباط ومسؤولين، على أعلى المستويات في الجيش والأمن. وقالت إن الناشطين الحقوقيين الذين يعملون مع آفاز، في مختلف أنحاء سوريا، «قاموا بفهرسة روايات الرعب الناجم عن التعذيب داخل المعتقلات، وظروف المعاناة القاسية التي يعيشها المتظاهرون السلميون الخاضعون تحت وطأة عملية القمع الوحشي، حيث يتركون ليتعفنوا داخل سجون نظام الأسد السيئة السمعة».

وأشارت إلى أنه «تم التأكد من مقتل ما يزيد على 617 شخصا تحت التعذيب على يد قوات الأمن في سوريا منذ بدء حملة القمع في 15 مارس (آذار) من العام الماضي، والتي حصدت أرواح ما لا يقل عن 6874 شخصا، وأسفرت عن اعتقال ما يزيد على 69000 شخص خلال التسعة أشهر الماضية».

وقالت مديرة الحملات في «آفاز»، ستيفاني برانكفورت: «لقد حاول أتباع الأسد كسر الحراك المطالب بالديمقراطية من خلال غرف التعذيب هذه، ولكن الشعب السوري لا يزال يواصل نضاله من أجل نيل كامل حقوقه، وهو يطالب الجامعة العربية بعدم خيانة نضاله السلمي العظيم، ومن أجل مصداقية بعثة جامعة الدول العربية». ودعت برانكفورت المراقبين إلى «زيارة غرف التعذيب هذه، وتأمين ضمانات فورية من أجل أن ينهي النظام ارتكاب هذه الفظائع». وأضافت: «لقد حان الوقت لنقول كفى، ولتقوم الأمم المتحدة بمعاقبة بشار الأسد ومن معه، ممن يقودون أو يمارسون عمليات التعذيب، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات العالمية بتهمة ارتكاب جرائم بحق الإنسانية».

وأوضحت المنظمة أنه في شهر أغسطس (آب) الماضي اعتقل منهل، أحد الناشطين مع آفاز، في مدينة حماه، على يد الأجهزة الأمنية بعد أن وجدوا في حوزته جهاز هاتف ثريا، وعددا من مقاطع فيديو للمظاهرات. وقد تم اقتياده إلى فرع المخابرات العسكرية (فرع 285) في دمشق، وجرى احتجازه لمدة 64 يوما. ونقل البيان عن منهل قوله: «لقد اقتلعوا أظافر يدي وقدمي، وأبقوني واقفا لمدة 8 أيام، بينما كانت يداي مربوطتين إلى قضبان معدنية فوق رأسي. دون أن يقدموا لي الطعام أو الماء، ودون وجود حمام لقضاء حاجتي، أو مساحة أستطيع النوم فيها، ليجبروني على الاعتراف بأني إرهابي. لقد كانوا يضربونني بشكل مستمر، لقد رأيت الموت بعيني، فقد قاموا بتعذيبي حتى الموت تقريبا. حيث صعقوني بالكهرباء في أماكن حساسة من جسدي، وكانوا يسكبون الماء على جسدي ويضربونني بشدة ودون توقف حتى أصبح جلدي أزرق اللون، وقد كسر عدد من أضلاعي».