براون حصد 1.5 مليون دولار منذ تركه السلطة في بريطانيا

متحدث باسمه: الأموال تذهب فقط للعمل الخيري ورواتب المساعدين

رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون
TT

حصد رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون، عبر مؤسسته، أكثر من مليون جنيه إسترليني (1.54 مليون دولار)، منذ خسارة حزبه العمالي الانتخابات العامة في مايو (أيار) 2010. ولا يتضمن هذا الرقم طبعا راتبه الذي يتقاضاه عن عمله المستمر كعضو برلماني، لكن المتحدث باسمه أكد أن رئيس الوزراء السابق لا يحصل على قرش واحد لنفسه من هذه المبالغ.

وتلقى براون أموالا مقابل إلقاء محاضرات عبر العالم، تصل قيمة كل محاضرة منها إلى 62 ألف جنيه إسترليني (96 ألف دولار)، في دول عدة بدءا من نيجيريا وانتهاء بكوريا الجنوبية، حسبما جاء في تقرير لصحيفة «الفاينانشيال تايمز» نقلا عن سجلات المصالح في مجلس العموم (البرلمان). وتضمنت قائمة الجهات التي تحدث أمامها براون شركات مثل شركة «فيزا إنترناشيونال» في سنغافورة، و«سكاي بريدج كابيتال» في لاس فيغاس، و«كريدي سويس» في ميامي، و«كومتاك ميد» في جنيف، و«بيمكو» في نيوبورت بيتش بكاليفورنيا.

وحصل براون على مداخيل أخرى، مثل مبلغ 181 ألف جنيه إسترليني (280 ألف دولار) لقاء دور «كزعيم عالمي رائد في الإقامة» بجامعة نيويورك، ومبلغ 86 ألف جنيه إسترليني (133 ألف دولار) كرئيس لمجموعة التنسيق التابعة لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي». وساعدت هذه الأرقام مجتمعة في رفع قيمة ما حصل عليه رئيس الوزراء السابق منذ خسارته الانتخابات العامة، إلى 1.07 مليون جنيه إسترليني (1.65 مليون دولار). وتم جمع هذه الأموال من قبل «مكتب غوردون وسارة براون»، الذي تم إنشاؤه بهدف تغطية تكاليف الطاقم الذي يساعد الزعيم السابق لحزب العمال على «الانخراط المستمر في الحياة العامة»، وهذا المكتب مدرج ضمن شركات مجلس العموم.

وتضيف الصحيفة التي أوردت الأرقام أن المتحدث باسم براون رفض الإجابة عن أسئلة بشأن عدد الأشخاص الذين يشغلهم رئيس الوزراء السابق والمناصب التي يشغلونها، لكنه اكتفى بالقول إنه «لا يوجد قرش واحد يأتي من المحاضرات والكتب ويذهب إلى السيد براون شخصيا». وأضاف أن الأموال «إما تذهب مباشرة إلى العمل الخيري أو لتموين طاقم السيدة سارة والسيد براون لمواصلة الخدمة العامة».

ويشار إلى أن براون لا يزال يملك حق الاستفادة من مصاريف تغطي تكاليف عدد محدود من المساعدين في إطار عمله البرلماني. وعند استدعائه لإلقاء محاضرات في الخارج، فإن الجهات الداعية هي التي تتكلف بمصاريف السفر والإقامة لرئيس الوزراء السابق وواحد من مساعديه. ويقول الموقع الإلكتروني لمؤسسة براون «نسعى للتكفل بالرواتب ومصاريف الإقامة وتكاليف الطاقم في ميزانية قدرها نحو 550 ألف جنيه إسترليني (851 ألف دولار) في السنة».

ومنذ تخليه عن رئاسة الوزراء يواصل براون العمل في مشاريع تتعلق بالتنمية والتعليم والعولمة، وقد ساعد في إطلاق حملة «وظائف وعدالة»، التي تقف وراءها شبكة «أفاز» العالمية. وتفيد سجلات المصالح بالبرلمان البريطاني بأن هناك مبلغا قيمته 132 ألف جنيه إسترليني (204 آلاف دولار) تم دفعه مباشرة إلى الشركة كنتيجة لعمل براون، ضمنه مبلغ 78 ألف جنيه إسترليني (120 ألف دولار) تم تسلمه لقاء كتاب نشره في أواخر السنة الماضية عنوانه «ما وراء التحطم».

ويتضمن النشاط التطوعي الذي يقوم به رئيس الوزراء السابق، العمل كرئيس للجنة العالية المستوى بمؤسسة «الحملة العالمية للتعليم»، وكعضو في إدارة «مؤسسة وورلد وايد ويب»، ورئيس لـ«حملة بورما».

وفي مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ألقى براون كلمة في «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم» (وايز) في قطر لقيت صدى واسعا، ثم حذر في كلمة أخرى له في موسكو من هشاشة منطقة اليورو، حسبما أفادت تقارير إعلامية.

ولم يتحدث رئيس الوزراء السابق إلا نادرا في مجلس العموم منذ هزيمته في انتخابات مايو 2010. ففي 30 نوفمبر الماضي، ألقى كلمة مطولة خلال مناقشة حول مخاطر الإشعاع في خليج دالغيتي، في اسكوتلندا، أمام دائرته الانتخابية في كيركالدي وكاودينبيث. وفي يوليو (تموز) الماضي، وفي خضم الجدل حول قضية التنصت، شن براون هجوما غاضبا ضد روبرت مردوخ وإمبراطوريته الإعلامية.

ولا يزال رئيس الوزراء السابق يحمل هموم الناخبين في دائرته الانتخابية. وقالت هيلين إيدي، وهي عضو برلمان محلي في اسكوتلندا، إن براون ظل «نشطا» في السياسة المحلية ونادرا ما يتحدث للصحف المحلية. وأضافت «لا يزال يقوم بزيارات لمنازل المسنين ويلتقي الشباب. وأي واحدة من الشركات المحلية التي تعاني من صعوبات، تعرف الشخص الذي تلجأ إليه».