وزير الإعلام في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»: جونقلي منطقة كوارث

الأمم المتحدة تعلن عن إطلاق حملة مساعدات إنسانية لـ50 ألف شخص ضحايا الصراع القبلي

TT

أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها ستطلق حملة إنسانية واسعة النطاق لمساعدة 50 ألف شخص تضرروا من الصراع القبلي في ولاية جونقلي في جنوب السودان، في استجابة للإعلان الذي أطلقته الدولة الجديدة بأن الولاية منطقة كوارث إنسانية وتحتاج إلى مساعدات عاجلة. وفي غضون ذلك، قال رئيس الحركة الشعبية في شمال السودان والي النيل الأزرق المقال مالك عقار، إن الجبهة الثورية ستعمل على أربعة خيارات لإسقاط النظام السوداني، لكنه رهن الحوار مع الخرطوم «إذا جنحت إلى السلم».

وقالت المتحدثة الإعلامية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية، إليزابيث بايرز، إن الحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة تهدف إلى مساعدة الآلاف من المشردين، بسبب الصراع الدموي بين قبيلتي لونوير والمورلي في مدينة بيبور في ولاية جونقلي والذي اندلع الأسبوع الماضي، في العودة إلى ديارهم. وأضافت أن الذين تأثروا بالصراع يقدرون بنحو 50 ألف شخص في حاجة ماسة للطعام والماء والمأوى، وقالت إن منظمات الإغاثة تعمل على تقييم الاحتياجات.

من جهته، قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، الدكتور مريال بنجامين، لـ«الشرق الأوسط»، إن مجلس الوزراء في اجتماعه برئاسة الرئيس سلفا كير قد أعلن أن ولاية جونقلي منطقة كوارث إنسانية. وأضاف «وجهنا نداء عاجلا إلى المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين من قبيلتي لونوير والمورلي على قدم المساواة»، وقال إن الحكومة شكلت لجنة عليا لمتابعة الأوضاع وعقد المصالحة بين الأطراف المتنازعة، وإن الحكومة ستقدم مساعداتها لكنها تحتاج أيضا إلى العون من المنظمات الدولية. وأضاف «ننتظر المساعدات الدولية، لذلك أطلقنا هذا النداء»، مشيرا إلى أن الأوضاع تحت سيطرة الحكومة، وأنها أرسلت المزيد من قوات الجيش الشعبي وقوات الشرطة لتحقيق الأمن والاستقرار في الولاية. وقال إن نشر القوات سيصحبه نزع سلاح من كل الأطراف القبلية التي تحمل السلاح في وقت واحد، وأضاف «مسألة حفظ الأمن من مسؤولية القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية وهي الوحيدة التي تقع عليها تلك المسؤولية»، وتابع «أمن مدينة بيبور من مسؤولية القوات الوطنية وحدها»، مؤكدا أن الحاجة في ولاية جونقلي في الوقت الراهن تتمثل في المساعدات الإنسانية وتشييد البنيات التحتية والمدارس والمستشفيات والطرق، وقال إن ذلك من شأنه أن يقود إلى استقرار المنطقة، مناشدا المواطنين العودة إلى ديارهم ونبذ العنف والاتجاه نحو المصالحة.

من جهته، قال محافظ مقاطعة بيبور في ولاية جونقلي جوشوا كونيي، إن ما تم هو قتل جماعي ومجزرة. وأضاف أن عمليات حصر عدد القتلى أفادت حتى الآن بوفاة ألفين و182 امرأة وطفلا و959 رجلا خلال الهجوم. ووفق كونيي - الذي ينتمي إلى قبيلة المورلي - فإن أكثر من ألف طفل هم حاليا في عداد المفقودين، بينما سرقت عشرات آلاف الأبقار.

غير أن وزير الإعلام بولاية جونقلي إيزاك أجيبا، اعترف بسقوط ضحايا، لكنه أوضح أنهم لا يملكون التفاصيل ولا يمكنهم تأكيد الحصيلة التي كشفها المفوض المسؤول عن مقاطعة بيبور.

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش الشعبي يسيطر على الأوضاع في بيبور تماما، مشيرا إلى أن الترتيبات الأمنية مسؤولية القوات المسلحة والحكومة القومية والولائية. وقال إن التقارير حول عدد الضحايا لم تكتمل، وإن العمل جار لإحصاء الجثث داخل القرى. وتابع «ليس هناك رقم محدد أعلنته الحكومة، لأن إحصاء الضحايا لم يتم حصره حتى الآن».