ناشطون سوريون يتحدثون عن اختطاف ممثل خلال محاولته العبور إلى الأردن

جلال الطويل كان من أوائل الذين انحازوا إلى المتظاهرين

جلال الطويل
TT

قال ناشطون سوريون إن السلطات الأمنية السورية اعتقلت أول من أمس الفنان والممثل جلال الطويل وهو في طريقه لعبور الحدود السورية - الأردنية. وأضاف الناشطون أن الفنان الشاب قد تعرض لإطلاق نار من قبل العناصر التي اعتقلته، عند الساتر الترابي الذي كان يحاول عبوره، ويرجح أنه تعرض لإصابة طفيفة قبل أن يتم اقتياده إلى جهة مجهولة.

وفي الوقت الذي لم تؤكد فيه عهد ديب، زوجة الفنان السوري في حديث سريع مع إحدى وسائل الإعلام، خبر اعتقال زوجها مكتفية بالإشارة إلى أنه اختفى عند الحدود السورية - الأردنية، حيث قالت «إنه لا توجد أي معلومات عن إصابته أو اعتقاله.. لا توجد لدي أي معلومات حقيقية، ونحن نتحرى للوصول لخبر أكيد حول وضعه» - لفت ناشطون إلى أن النظام السوري لا يصرح عادة، حين تقوم عناصر الأمن باعتقال أي مواطن، مضيفين أن «الأمن يتصرف مثل العصابات، يختطف الناس دون أن يعلم أهلهم في أي مكان هم، هذا ما فعلوه مع الفنان جلال الطويل المعروف بانحيازه للثورة السورية».

وتقول مصادر مقربة من الممثل السوري إنه قد اختفى منذ فترة بسبب المضايقات التي يتعرض لها من قبل الشبيحة والموالين للنظام السوري، حيث تم تهديده أكثر من مرة. إلا أن أخباره انقطعت منذ ثلاثة أيام، حيث كان يحاول اجتياز الحدود السورية - الأردنية، وفقا للمصادر.

وطالب ناشطون معارضون النظام السوري بالكشف فورا عن مصير جلال الطويل، حيث قالوا عبر صفحة أنشأوها خصيصا لهذه الغاية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) «نحمّل السلطات السورية كامل المسؤولية للكشف عن مصير الفنان جلال الطويل والحفاظ على حياته وصحته». كما ناشدوا منظمات حقوق الإنسان ولجنة المراقبين العرب متابعة هذه القضية.

ويعد الطويل واحدا من أبرز نجوم الدراما السورية الذين أخذوا موقفا واضحا من الثورة السورية وانحازوا إلى الحراك الشعبي في وقت مبكر، حيث شارك في الكثير من المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وتعرض للضرب على أيدي شبيحة النظام ومناصريه أثناء مشاركته في إحدى مظاهرات حي الميدان في العاصمة دمشق.

وكان ناشطون قد نشروا على موقع الـ«يوتيوب» الكثير من أشرطة الفيديو التي تظهر الطويل محمولا على الأكتاف، يهتف بشعارات الثورة السورية. ويشير أحد أصدقاء الفنان الشاب إلى أن «التلفزيون السوري لم يدفع له أيا من مستحقاته المالية لقاء الأعمال التي أنجزها في العام الماضي». وجاء هذا السلوك وفقا للصديق «بسبب موقفه المؤيد للثورة السورية».

يذكر أن الأجهزة الأمنية كانت قد اعتقلت منذ فترة الممثل محمد آل رشي بسبب مشاركته في المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل النظام، وعادت فأطلقت سراحه. إلا أن أشرس اعتداء نفذته العناصر التابعة للأمن السوري ضد الفنانين السوريين كان أثناء مشاركتهم في مظاهرة معارضة داخل حي الميدان الدمشقي في 12 يوليو (تموز) من العام الماضي، حيث اعتقل عدد كبير منهم، وقدموا إلى المحاكمة.