يرى عدد من الخبراء أن عام 2011 أظهر ترجيحا بطيئا لكفة التوازنات الاقتصادية العالمية لصالح بلدان «بريكس»، وهو تكتل للدول الناشئة على رأسها الصين، لكن سيتعين برأيهم الانتظار طويلا قبل أن تتمكن من التحدث بصوت واحد. وأفضل مثال على ذلك الإعلان قبل بضعة أيام أن البرازيل خطفت من بريطانيا مرتبة الاقتصاد العالمي السادس وراء الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا وفرنسا.
وبحلول نهاية العقد، يتوقع أن تحتل روسيا والهند المركزين الرابع والخامس أمام البرازيل بحسب صندوق النقد الدولي والمعهد البريطاني للأبحاث الاقتصادية (سي اي بي آر).
وتمثل دول بريكس الخمس! وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا! حاليا 18 في المائة من إجمالي الناتج العالمي و40% من التعداد السكاني و15 في المائة من التجارة و40 في المائة من الاحتياطات النقدية للكوكب. وهذه الاقتصاديات التي يبلغ إجمالي ناتجها المشترك نحو 14 تريليون دولار، تمثل 30 في المائة من النمو العالمي منذ أن ابتكر «غولدمان ساكس» تسمية «بريكس» في 2001.
وقال السفير البرازيلي السابق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا روبنز بربوزا لوكالة الصحافة الفرنسية «أعتقد أن دول بريكس صمدت بصورة فردية بشكل جيد أمام الأزمة (خصوصا) مقارنة بالدول المتطورة».
واعتبر الدبلوماسي السابق أن البرازيل التي ستستضيف بطولة كاس العالم لكرة القدم في 2014 والألعاب الأولمبية في 2016 استفادت بشكل كبير من انتمائها لهذه المجموعة. ورأى أن البرازيل باتت تعتبر «متساوية مع الدول الثلاث الأخرى» أي الصين والهند وروسيا.
أما المشككون فيرون أن دول بريكس تتواجه بسبب الخصومات الداخلية والمصالح المتناقضة! لكن هذا النادي أثبت متانته ونموه بفضل تكامل أعضائه. فالصين والهند تحظيان بالوصول إلى الموارد الهائلة من المواد الأولية والطاقة والزراعة في روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا! فيما يقدم الصينيون السلع الاستهلاكية بأسعار منخفضة للطبقات الوسطى لدى شركائهم.
لكن مصالحها تبدو أحيانا متضاربة: «فالبرازيل تشجع تحرير القطاع الزراعي بينما تميل الصين والهند (لاعتماد سياسات) أكثر حمائية»، بحسب ليا فالز بيريرا المحللة في معهد الاقتصاد البرازيلي لمؤسسة «جيتوليو فارغاس».
وأضافت بيريرا أن «الصين تضر الصادرات البرازيلية إلى دول أخرى و(سياستها القائمة على إغراق الأسواق بمنتجات رخيصة الثمن) تؤثر على بعض القطاعات الصناعية البرازيلية مثل النسيج».
إلا أن الدول الخمس موحدة في بحثها عن نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، بما في ذلك عبر ثقل متزايد في المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي.
لكن يبقى عليها أن تتوصل إلى التحدث بصوت واحد! وذلك يمثل «عملية بطيئة وتدريجية» بحسب روبنز بربوزا. ورويدا رويدا «ستتمكن بريكس من التحدث بصوت واحد بشأن مواضيع محددة.. عندما تتلاقى مصالحها» كما قال.
واعتبرت أدريانا عبد النور المنسقة العامة لمركز سياسات دول بريكس الذي مقره في ريو! أن القمة المقبلة لدول بريكس المقررة في مارس (آذار) المقبل في نيودلهي ستكون «فرصة مهمة لرؤية ما إذا كان الكلام عن التعاون تحول إلى مبادرات ملموسة ولتحديد مواقف مشتركة جديدة».
وترتكز مصداقية المجموعة في نظرها إلى قدرتها على المساعدة في حل أزمة الديون في أوروبا.
وعلى الجبهة الدبلوماسية، تسعى البرازيل والهند وجنوب أفريقيا جاهدة للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. لكن ذلك ما زال على ما يبدو بعيد المنال على الرغم من دورها المتزايد على المسرح العالمي! بسبب خلافات بين الدول التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)! الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا.