جدل في البرلمان اليمني بشأن قانون الحصانة لصالح

القانون يمنحه ومن عملوا معه خلال الـ33 عاما الماضية حصانة من الملاحقة القضائية

واحدة من أنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تشارك في مسيرة تطالب حكومة الوفاق بتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

شهد البرلمان اليمني، أمس، مشادات كلامية بين الكتل النيابية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والتابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام وشريكتها في الحكم من «أحزاب اللقاء المشترك» و«كتلة التغيير» للمستقلين، في وقت أفاد فيه شهود عيان بتجدد الاشتباكات في حي صوفان بمنطقة الحصبة. وانسحبت الكتلة البرلمانية التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام، برئاسة الشيخ سلطان البركاني، من جلسة مجلس النواب (البرلمان)، أمس، بعد أن تقدم عشرات النواب من تكتل «اللقاء المشترك» بمقترح ليكون نائب الرئيس، الفريق عبد ربه منصور هادي، مرشحا توافقيا. كما شهد البرلمان جدلا واسعا بسبب مشروع قرار الحصانة الذي أقرته الحكومة مساء أول من أمس، الخاص بمنح الحصانة للرئيس علي عبد الله صالح في ضوء المبادرة الخليجية، وينص المشروع على أن يمنح صالح ومن عملوا معه خلال فترة حكمه خلال الـ33 عاما الماضية حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية؛ حيث تداخلت المسائل السياسية بين الأطراف في اليمن داخل البرلمان، فقد دارت مشادات كلامية بين الأطراف بسبب عدم حضور رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوة، لتلاوة مشروع القانون الخاص بالحصانة.

وبعد الجدل المحتدم «أقر المجلس بتوجيه رسالة للحكومة تتضمن طلب حضور وزيري العدل والشؤون القانونية لتقديم مشروع قانون منح حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية في جلسة (اليوم) الثلاثاء، وذلك وفقا للإجراءات المحددة في اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس ولجانه الدائمة».

وفي الشارع، تواصلت المظاهرات والمسيرات في معظم المدن والمحافظات اليمنية للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وأركان نظامه بسبب قتل المتظاهرين ولرفض المبادرة الخليجية التي منحت صالح الحصانة التي اعترضت عليها الكثير من المنظمات الدولية والمحلية.

على صعيد آخر، بدأ محمد سالم باسندوة، رئيس حكومة الوفاق الوطني، جولة إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي، هي الأولى له منذ تسلمه مهامه الشهر الماضي، وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن باسندوة سيلتقي خلال الزيارة «أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لمناقشة الخطوات المنجزة في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والدعم الخليجي المطلوب لمساندة اليمن لمواجهة الظروف والتحديات الراهنة». وقالت المصادر إن باسندوة سيجري «مباحثات مع القادة والمسؤولين في دول مجلس التعاون تتعلق بالعلاقات الثنائية بين اليمن وبلد كل منهم، وتطورات الأوضاع على الساحة الوطنية، بعد الخطوات المنجزة لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، والدعم المطلوب من قبل الأشقاء الخليجيين».

وصرح باسندوة، لدى مغادرته صنعاء، بأن زيارته لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «تشكل أهمية قصوى لتوطيد علاقات التعاون والشراكة القائمة، والسعي إلى الحصول على دعم عاجل للحكومة اليمنية»، وقال: «إن دول الخليج لن تتوانى عن تقديم الدعم المطلوب لليمن، سواء في الجانبين السياسي أو الاقتصادي أو غيرهما من المجالات».

في موضوع آخر، قالت مصادر محلية في محافظة صعدة إن ما لا يقل عن 10 أشخاص قُتلوا في تجدد الاشتباكات بين الحوثيين والسلفيين في منطقة كتاف، وأشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاشتباكات المسلحة لم تقتصر على المواجهات بين الطرفين، لكن جهات قبلية دخلت على خط المواجهة وهي موالية للحوثيين. وقتل العشرات من الحوثيين والسلفيين في المواجهات التي تجري منذ أشهر في منطقة دماج بصعدة بين الطرفين، في محاولة من الحوثيين للسيطرة على المنطقة التي يقع فيها مركز من أهم مراكز الدراسات والتعليم السلفي.