بارزاني: الشأن السوري يهمنا.. ودعمنا مشروط بوحدة الصف ونبذ العنف

في مؤتمر للمعارضة الكردية السورية بأربيل

بارزاني يتوسط قيادات كردية من سورية أثناء المؤتمر الذي عقد، أمس
TT

دعا الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، ممثلي وشخصيات المعارضة الكردية في الداخل والخارج، إلى نبذ خلافاتهم والابتعاد عن الحزبية الضيقة، وجعل مصلحة الشعب فوق الاعتبارات الأخرى لإنجاح النضال، مشترطا توحيد الصف الكردي السوري ضمانا لحصول الدعم من قيادة إقليم كردستان.

وقال بارزاني في كلمة له بمؤتمر الجاليات الكردية السورية في الخارج الذي بدأ أعماله يوم أمس، السبت، في مدينة أربيل بحضور ممثلي الأحزاب الـ11 المنضوية في إطار المجلس الوطني الكردي السوري: «تشهد المنطقة أحداثا متسارعة وتاريخية، والشأن السوري يهمنا لسببين؛ الأول هو حدودنا المشتركة وعلاقات الجوار، والثاني هو وجود مليوني كردي في هذا البلد، وهم محرومون طوال تاريخهم من أبسط حقوقهم القومية، واليوم يستحق هذا الشعب أن يتمتع بحقوقه الكاملة في إطار هذه المتغيرات، ولكن عبر سلوك الطريق الديمقراطي البعيد عن العنف». وأضاف: «من المهم أولا أن نعرف أين يتجه مسار هذه الأحداث، ثم نقرر كيف نتعامل معها، ولكننا في الوقت الذي نشدد فيه على أن يكون قراركم مستقلا، نؤكد ضرورة نبذ خلافاتكم لكي تتمكنوا من الحصول على دعمنا، فدعمنا لكم مشروط بوحدة صفوفكم، وينبغي أن تبتعدوا عن الحزبية الضيقة، فكلما كنتم موحدين، اقتربتم من تحقيق أمانيكم وحقوقكم، وأنا على قناعة بأن مستقبلا مشرقا ينتظركم، وأكرر القول لكم بأننا لن ندعمكم من دون توحيد صفوفكم».

وكشف رئيس الإقليم عن مؤتمر قومي كردي سيعقد خلال العام الحالي في كردستان العراق بمشاركة ممثلي جميع الأجزاء الـ4 لكردستان بهدف توحيد الخطاب الكردي، وقال: «سيعقد خلال هذا العام مؤتمر وطني موسع سنوجه من خلاله رسالة إلى العالم نؤكد فيها أننا شعب سلام ونناضل من أجل الديمقراطية وتأمين حقوقنا المشروعة، ونريد أن نقول للأتراك والعرب والفرس بأننا نعيش اليوم في عصر جديد من تاريخ الشعوب، وبأننا نناضل من أجل تحقيق حقوقنا القومية في إطار المنطق والنضال السلمي».

وانطلقت أعمال المؤتمر الذي ترعاه رئاسة إقليم كردستان بمشاركة 200 شخصية سياسية وأكاديمية يمثلون الجاليات الكردية السورية في 25 دولة بالعالم تجمعوا في أربيل لإبداء دعمهم للمجلس الوطني الكردي السوري وللثورة الشعبية المندلعة في الداخل، كما أكد ذلك الناطق باسم اللجنة المشرفة على المؤتمر، علي شمدين، القيادي في الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي السوري، الذي صرح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «الهدف من هذا المؤتمر هو حشد الدعم الكردي للثورة السورية في الداخل، وتوحيد القوى الكردية في الداخل والخارج، وتفعيل دور المجلس الوطني الكردي السوري خصوصا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا، ومن أهم الأهداف الأساسية للمؤتمر؛ توحيد الخطاب الكردي لكي تتمكن القوى الكردية من التعامل مع الظرف الراهن، وكذلك الاستعداد لمرحلة ما بعد سقوط النظام الحالي، والسيطرة على الأوضاع في حال حدوث أي فراغ للسلطة في المناطق الكردية داخل سوريا». وحول المحاور الأساسية التي سيبحثها المؤتمر، قال الناطق الرسمي: «هناك العديد من المحاور التي سيتم بحثها خلال يومي انعقاد المؤتمر، منها: التعريف بالقضية الكردية من كافة جوانبها التاريخية والجغرافية والسياسية، والمحور الأهم سيركز على مسألة حق تقرير المصير الذي أصبح شعارا أساسيا للقوى الكردية في سوريا، ثم محور العلاقة مع بقية أحزاب المعارضة السورية، وكذلك العلاقة الكردية مع المكونات السورية مثل العرب والمسيحيين، ومحور خاص بدور المرأة في الواقع الحالي وفي المستقبل».

ولاحظت «الشرق الأوسط» مشاركة ضعيفة للمرأة في المؤتمر، توازي ضعف مشاركتها عموما في أحداث الثورة الشعبية السورية، ولذلك قالت هيام عقيل، وهي إحدى الناشطات السياسيات الكرديات اللاتي حضرن المؤتمر: «نعم هناك نقص كبير في مشاركة المرأة بهذا المؤتمر وبعموم الفعاليات والمناسبات السياسية الأخرى، فمن بين 200 شخصية مشاركة لا وجود سوى لعدد لا يتجاوز عدد أصابع اليدين لتمثيل المرأة. أنا عندما تلقيت الدعوة كان بإمكاني أن آتي بـ15 ناشطة أخريات معي، ولكن للأسف الدعوة وجهت لي ولعدد قليل من الناشطات والمثقفات وأعضاء منظمات المجتمع المدني».