ردود فعل دولية تندد بموقعة بورسعيد.. والخارجية تتلقى التعازي

منسقة السياسة الخارجية الأوروبية تطلب إجراء تحقيق فوري حول الأحداث

TT

لاقت أحداث الشغب التي أعقبت مباراة كرة قدم بالدوري المحلي بمصر، والتي أسفرت عن وفاة أكثر من 74 مشجعا وإصابة نحو ألف جريح، ردود فعل دولية منددة بالحادث.

وبعث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ببرقية تعازي إلى المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم)، وأكد على تضامنه مع الشعب المصري لتجاوز آثار الحادث المؤسف. كما أعربت الحكومة البريطانية أمس عن صدمتها وحزنها بسبب الأحداث الدامية، وقال اليستر برت، الوزير بوزارة الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «أناشد السلطات المصرية أن تجري تحقيقات شفافة لكشف أسباب هذه المأساة وتحميل مرتكبيها المسؤولية».

وقال سيمون فريزر، الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية، أثناء لقائه الدكتور محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، بالقاهرة «إن ما حدث أمر مأساوي، ونتقدم بالتعاطف مع أسر الضحايا»، وأعرب عن ثقته في أنه سيتم التحقيق في الأحداث خاصة أنه دارت مناقشات في جلسة البرلمان المصري في هذا الخصوص.

وأصدرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في القاهرة بيانا أعربت فيه عن تعازي الحكومة الأميركية للشعب المصري في ضحايا المأساة، وأصدرت ليزا أندرسون، رئيسة الجامعة الأميركية بالقاهرة، بيانا أعربت فيه عن حزنها لفقدان الجامعة واحدا من طلابها في أحداث بورسعيد، وهو عمرو سعد الطالب بالسنة النهائية بكلية الاقتصاد، والذي كان من المقرر أن يتخرج خلال شهر فبراير (شباط) الحالي، كما ستشهد الجامعة يوم الأحد القادم يوم حداد على أرواح الضحايا، حيث سيتم أيضا تعليق الدراسة.

كما أعربت فرنسا عن تعازيها لمصر بعد الحادث في بيان أصدره آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي، يعلن فيه تعازيه وتعاطفه وتضامنه مع أسر وأقارب الضحايا، وللشعب والسلطات المصرية. كما تلقى الدكتور محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، اتصالا هاتفيا من نظيره التركي أحمد داود أوغلو، الذي أعرب عن تعازي بلاده في ضحايا بورسعيد. وأكد أوغلو على مساندة تركيا ووقوفها شعبا وحكومة إلى جانب مصر في هذه الظروف الدقيقة، كما عرض تقديم كل ما قد تحتاجه مصر من مساعدات طبية للتعامل مع الموقف.

وطالبت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية الأوروبية، بإجراء تحقيق فوري ومستقل حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في بورسعيد وتقديم المسؤولين عنها للعدالة. وقال بيان صادر عن المفوضية الأوروبية والمجلس الوزاري الأوروبي إن المسؤولة الأوروبية قدمت التعازي للسلطات المصرية في الخسائر المأساوية في الأرواح عقب مباراة لكرة القدم، وقدمت التعازي أيضا لأسر الضحايا وخالص الأمنيات بالشفاء للمصابين.

وقدم الاتحاد الأوروبي التعازي للمصريين في ضحايا الأحداث الأخيرة، وقالت أندرولا فاسيلو، المسؤولة عن الرياضة في الجهاز التنفيذي الأوروبي «إن المشاهد مروعة، وإنه لأمر محزن فقدان هذا العدد من الضحايا»، وأشارت إلى تفهمها أن كرة القدم قد تثير عواطف وضغوطا شديدة، لكن ما حصل يبقى غير مقبول بالمرة. وقررت السفارة المصرية في بروكسل إلغاء احتفالات كانت مقررة يوم الخميس في إطار مهرجان سياحي تشارك فيه مصر.

وجاء في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن هناك إشارات شبه مباشرة على وجود مؤامرة في أقسى أحداث شغب تقع في مباراة كرة قدم في مصر، خاصة مع ذكرى موقعة الجمل التي وقعت إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، والتي وقعت بين فئات مأجورة مؤيدة للرئيس المصري السابق حسني مبارك والمتظاهرين السلميين بميدان التحرير.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الحادث يعتبر تذكيرا داميا لتردي الأوضاع الأمنية في مصر بعد ثورة 25 يناير، وألقت الضوء على دور «الألتراس» في الحركات المناوئة للنظام السابق أثناء الثورة التي اندلعت مطلع العام الماضي، وأن الحادث هو أسوأ حادث شغب كروي يقع في مصر والأكثر من حيث وقوع الضحايا منذ عام 1996 في مدينة غواتيمالا أثناء المباراة المؤهلة لكأس العالم بين كوستاريكا وغواتيمالا، والتي أسفرت عن وقوع نحو 78 قتيلا ونحو 180 جريحا.