الجيش الإسرائيلي ينسى جنديا في قرية فلسطينية.. والمواطنون يعيدونه سالما

بدأ فورا التحقيق في الحادث

TT

في الوقت الذي داهم فيه الجنود الإسرائيليون قرية بدرس الفلسطينية قرب رام الله من أجل مطاردة صبية صغار قذفوهم بالحجارة، تصرف أهالي القرية مع الجيش بشكل معاكس. وأعادوا أحد الجنود، الذي نسيه رفاقه داخل القرية.

ووقعت هذه الحادثة في الليلة قبل الماضية، إذ دخلت قوة عسكرية احتلالية القرية في دورية غير عادية تضم خمس سيارات جيب، بحثا عن صبية فلسطينيين يقذفون عليها الحجارة. وأمر قائدها جنوده بالترجل من السيارات ومطاردة الصبية. وبعد سجال دام نحو الساعة، هدأت الأمور وغادرت الدورية البلدة من دون أن تعتقل أحدا، وعادت إلى قاعدتها من دون الانتباه إلى أن أحد أفرادها لم يعد معهم. وانتبهوا للأمر فقط بعد حين، عندما أعيد الجندي إلى المعسكر.

واتضح أن بعض أهالي القرية اكتشفوا أن الدورية نسيت أحد الجنود، الذي بدا خائفا جدا فتوجهوا إليه ليفهموا قصته. فراح يزعق في وجوههم: «ابتعدوا عني». لكن المواطنين أصروا على طمأنته بأنهم يريدون مساعدته فوافق. ورفاقه 3 كبار في السن إلى مدخل القرية، واتصلوا في الوقت ذاته بالجيش حتى يأتوا لأخذه. وحضرت في هذه الأثناء القوة نفسها لأخذه إلى المعسكر سليما معافى. وشكر قائد القوة المواطنين الفلسطينيين.

وباشرت الشرطة العسكرية الإسرائيلية التحقيق في الموضوع، واعتبرته حادثا خطيرا. فالجيش كان قد أعلن أن هناك تنظيمات فلسطينية تنوي أسر جنود. وهناك تعليمات صارمة للجنود بألا يغيب أحدهم عن عين فرقته، فإذا حصل خطأ وانسلخ الجندي عن فرقته لأي سبب كان، ينبغي عليه أن يختبئ في مكان ما وينتظر حتى تعود فرقته إليه، أو يستخدم وسائل إلكترونية مزود بها يطلق من خلالها شارات النجدة.

وقال ناطق عسكري، إن ما حصل لهذا الجندي هو أعجوبة، خصوصا أنه ضاع في بلدة بعد اشتباك مع شبانها، بينما قال أحد الأهالي إنهم أنقذوا الجندي «الذي بدا شابا صغيرا من باب الإنسانية الفلسطينية والعقل». وأضاف: «لو حدث له مكروه، لكانت إسرائيل محت قريتنا من على وجه الأرض».

في المقابل، وفي نفس التوقيت تقريبا، أصيبت امرأة فلسطينية بجروح متوسطة نتيجة لرشق سيارتها بالحجارة من طرف عدد من المستوطنين المتطرفين على قرب مستوطنة «يتسهار» المقامة على أراضي نابلس.

وكانت السيدة ميسر عبد المجيد (60 عاما)، تمر بسيارتها على الطريق الرئيسي، ما بين نابلس والمستوطنة، عندما انهال المستوطنون بالحجارة فحطموا زجاج السيارة وأصيبت عبد المجيد بالرأس، مما تسبب في نزيف حاد. والسيدة من قرية صرة غرب نابلس.