زعيم المستوطنين في الليكود يتهم نتنياهو بتحقيق انتصاره بالتزوير

مؤيدو رئيس الوزراء: بات بإمكانه تمرير أي قرار سياسي

TT

بعد ساعات من إعلان النتائج النهائية للانتخابات الداخلية في حزب لليكود الحاكم في إسرائيل، التي كما كان متوقعا أسفرت عن فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأكثرية 77 في المائة من الأصوات، خرج منافسه موشيه فاغلين، وهو زعيم المستوطنين من أعضاء الحزب، باتهامات تقول إن أنصار نتنياهو زيفوا النتائج ليظهر فوزه ساحقا ويخفي حقيقة قوة المعارضة له.

وقال فاغلين إن النتائج الحقيقية، وفقا لحسابات معسكره، تبين أنه حصل على 30 في المائة من الأصوات، بزيادة نحو الثلث عن نتائج الانتخابات السابقة، لكن نتنياهو يخفي ذلك حتى لا يعرف الجمهور مدى قوة المعارضة الداخلية في الليكود.

واستخف نتنياهو بهذه التصريحات، وقال إن لجنة الانتخابات مؤلفة من رجال قضاء ولجان لصناديق مؤلفة من ممثلي المعسكرين، ولا مكان للتشكيك في النتائج. وراح المقربون من نتنياهو يتحدثون عن الخطوات القادمة، مؤكدين أن الفوز الكبير يحفزهم للتفكير في تقديم موعد الانتخابات العامة في إسرائيل حتى يحقق نصرا على أحزاب المعارضة، كونها ليست جاهزة بعد لانتخابات عامة.

وجاء في نتائج الانتخابات، التي نشرت أمس بشكل رسمي، أن نحو 48 في المائة من أعضاء الليكود شاركوا في التصويت مقابل 44 في المائة في انتخابات 2007. وحصل المنافس الوحيد لنتنياهو، فاغلين، 23 في المائة من الأصوات. وفي قراءة لهذه النتائج يتضح أن نتنياهو فاز بنحو 84 في المائة من أصوات الناخبين من سكان إسرائيل، لكنه لم يتعد نسبة 55 في المائة من أصوات المستوطنين في الضفة الغربية (وهم يشكلون نسبة 30 في المائة من أعضاء الحزب).

وقال فاغلين بعد ظهور النتائج «لم أفز برئاسة الليكود، لكن هذه الخسارة تعتبر ربحا صافيا بنسبة 100 في المائة، لأنني وضعت قدمي ثابتتين على درب قيادة معسكر اليمين، وفي الانتخابات القادمة سأفوز بمنصبي رئيس الحزب ورئيس الحكومة». وأضاف فاغلين أنه حتى لو لم يعترف نتنياهو، فإنه ارتفع من 23 في المائة إلى نحو 30 في المائة، وهذا يعني أن «أوساطا واسعة من أعضاء الليكود يؤيدونني في انتقاداتي للقيادة الحالية، ويرون أن نتنياهو يحيد عن درب الليكود الأصلي، ويعطونني القوة لمواصلة مقارعته وفرض سياستنا عليه، خصوصا في قضيتي المفاوضات والاستيطان».

يذكر أن فاغلين يعارض المفاوضات، وينادي بحل السلطة الفلسطينية وإلغاء اتفاقيات أوسلو وإعادة احتلال المدن الفلسطينية وتنفيذ مشروع «لإقناع الفلسطينيين بالرحيل إلى الدول العربية مقابل مبلغ 350 ألف دولار للعائلة».

لكن من جهة أخرى، اعتبر نتنياهو نتيجة الانتخابات تعزيزا لقوته في الحزب والدولة، وأنه بات في قوة تجعله، إن أراد، يمرر أي قرار سياسي في مؤسسات حزبه أو في الكنيست، حتى لو كان ذلك قرارا يتعلق بالانسحاب من الضفة الغربية وإنهاء الاحتلال.

ونقل عن مقرب منه قوله إنه لم يعد قويا في الاستطلاعات فحسب، وإنما داخل الحزب أيضا، بعد حصوله على أكثر من 77 في المائة من الأصوات، الأمر الذي سيظهر جليا في خطواته السياسية والاقتصادية، وفي الدفع باتجاه تقديم موعد الانتخابات. وأضاف المصدر نفسه أن نتنياهو لم يعد يخشى ابتزاز شركائه في الائتلاف مع اقتراب المناقشات حول الميزانية، المتوقع أن تبدأ في يونيو (حزيران) القادم.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أحد كبار المسؤولين في الليكود قوله إن نتنياهو لن يتمكن من تمرير الميزانية بالشكل الذي يريد من دون الرضوخ لشركائه في الائتلاف، ولذلك فقد اتخذ قراره بأنه على استعداد لتقديم موعد الانتخابات إلى الخريف القادم في حال طلب أحد شركائه زيادة في الميزانية. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عدة أسباب تدعو نتنياهو إلى تقديم موعد الانتخابات، أولها إجراء الانتخابات قبل التصويت على الميزانية لمنع ابتزاز شركائه.. وثانيا استغلال وضعية أحزاب المعارضة التي تبدو غير مستعدة للانتخابات حتى الآن وتعني صراعات لا يوجد لها مثيل في أحزاب اليمين.. وثالثا أن نتنياهو غير معني بأن تجرى الانتخابات الإسرائيلية بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، وذلك كي لا يتعرض لضغوط من الرئيس باراك أوباما. فالمعروف أن أوباما يمقت نتنياهو ويشعر بأن سياسته غير حكيمة وتسيء لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لكنه لا يفصح عن موقفه قبيل الانتخابات الأميركية، خوفا من فقدان مصوتين ومتبرعين لحملته الانتخابية.

من جهتها، كتبت صحيفة «معاريف» أنه في ظل الإنجاز الذي حققه نتنياهو في انتخابات رئاسة الليكود، فإنه ينوي دراسة إمكانية تقديم موعد الانتخابات لاستغلال قوته في الاستطلاعات، إضافة إلى عدم وجود بدائل حقيقيين له. ونقلت عن وزراء في الليكود القول إن نتنياهو ينوي دراسة هذه الإمكانية بعد أن تحسم رئاسة حزب كديما المعارض، وقبل أن تجرى الانتخابات في الولايات المتحدة.

من جهتها، هاجمت رئيسة «كديما» تسيبي ليفني، الليكود بالقول إن «حزب بيبي - فاغلين سيواصل سياسته المتطرفة التي تتسبب في تدهور مكانة إسرائيل وزيادة عزلتها». كما نقلت عن مصادر في حزب «العمل» قولها إن إعادة انتخاب نتنياهو، وعدم توفير الليكود أي أمل اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي للجمهور الإسرائيلي، إضافة إلى انهيار «كديما» وفشله المتكرر في تشكيل حكومة، كلها عوامل تجعل حزب العمل الثاني في حجمه، وتجعل الجمهور يدرك أنه «جدي ومسؤول وصهيوني وبديل لليكود».