تركيا تنفي غض النظر عن «شحنات ذات طابع عسكري» إلى سوريا.. وأوغلو: خيار التدخل على الطاولة

مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»: لقاء وزير الخارجية مع المعارضة السورية خلال أيام قليلة

TT

وجدت تركيا نفسها فجأة في موقف «الدفاع» في ضوء معلومات عن غضها النظر عن نشاطات ذات طابع عسكري تقوم بها شركات تركية في سوريا، وإسهامها في تهريب مواد أولية صينية وإيرانية لمركز إنتاج الأسلحة في سوريا، بالإضافة إلى التململ الواضح لدى بعض أطراف المعارضة السورية من الأداء التركي في الملف السوري.

وزاد في غموض الموقف تأجيل مقنع للقاء كان من المفترض عقده اليوم في أنقرة بين وزير الخارجية، أحمد داود أوغلو، ووفد من المعارضة السورية. فبعدما أعلن داود أوغلو بعد انتهاء مؤتمر تونس عن لقاء سيعقد اليوم، الثلاثاء، فوجئ المعارضون بأن أي اتصال بهم لم يجرِ لتأكيد الموعد الذي تم التوافق عليه شفهيا مع داود أوغلو. غير أن الناطق بلسان الخارجية التركية نفى وجود «أزمة»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء «من المفترض أن يعقد خلال أيام قليلة».

ونفت تركيا بشدة، أمس، معلومات صحافية بريطانية عن تزويد شركات تركية معهدا للبحوث العسكرية السورية بالمواد الخام التي يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة وذخائر. وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المعلومات «تفتقر إلى الدقة والموضوعية».

وأشار المصدر إلى أن بعض الشركات التركية لا تزال تعمل في سوريا بشكل طبيعي، «لكن في قطاعات تجارية واقتصادية لا تمت إلى الشأن العسكري بأي صلة»، مشيرا إلى أن «أي قضايا تعين النظام على ارتكاب المجازر لن تكون الشركات التركية طرفا فيه»، مشددا على أن الشركات تعرف تماما هذا وتتقيد به. وأوضح المصدر أن المؤسسات الرسمية التركية أوقفت كل نشاطاتها في سوريا وأوقفت تعاونها مع المؤسسات السورية، موضحا أن «النشاط الاقتصادي متروك للأفراد والشركات.. لكنه نشاط تجاري لا غير»، مشيرا إلى أن بعض العقود ما زال ساريا على الورق مع سوريا في ما يتعلق بالتعاون البحثي مع مركز الدراسات والأبحاث العلمية في سوريا الذي يقوم، وفق تقارير استخباراتية غربية، بتصنيع دروع المركبات والذخيرة للجيش والشرطة في سوريا. وفي الإطار نفسه، رفض مصدر دبلوماسي تركي هذه المعلومات ووصفها بـ«السخيفة»، موضحا أن موقف تركيا ضد النظام الحالي معروف، وأن تركيا تتشدد في مراقبة المنافذ الحدودية لضمان عدم وصول أي مواد «مشبوهة» إلى النظام السوري، ذاكرا في هذا المجال «4 شحنات مشبوهة من إيران تم منعها من التوجه إلى سوريا».

وقد رفضت تركيا «التشكيك» في مواقفها، معتبرة أن كلام وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، عن «أن تركيا لم تكن موجودة في العراق لكنها ستكون موجودة في سوريا» ليس كلاما من دون معنى، وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا «تتصرف كدولة لا كأفراد»، مشددا على أن موقفها في الأزمة السورية «واضح.. لكنه يعمل وفق التوقيت التركي لا التوقيتات الأخرى». وكان أوغلو أعلن أن كل الخيارات، بما فيها التدخل العسكري، مطروحة على الطاولة بشأن سوريا، وأن عددا من الدول ناقش هذا الأمر لوقف حمام الدم في سوريا. وأوضح داود أوغلو أن أنقرة جاهزة لمواجهة كل الاحتمالات، وللمشاركة في أي نشاطات قد تقررها الأسرة الدولية لكبح جماح النظام السوري.