اجماع الصحف الغربية حول الدستور السوري: استفتاء وسط القتال

رصدت تصويت الأسد بينما العمليات العسكرية تتفاقم

TT

عكست الصحف الغربية مواقف حكوماتها المستاءة من الاستفتاء السوري الذي جرى أول من أمس حول الدستور الجديد للبلاد بينما العمليات العسكرية ضد المدنيين مستمرة حول البلاد. وبينما اعتبرت واشنطن ولندن وباريس أن الاستفتاء مثير للسخرية، كانت عناوين صحف غربية مشابهة لهذا التصور.

ورصدت صحيفة «ذا تايمز»، اللندنية، التدهور الأمني في سوريا في وقت كان الرئيس السوري بشار الأسد يدلي بصوته في الاستفتاء. وحملت الصحيفة عنوان: «على ماذا نصوت: الموت بالقنابل أم الطلقات؟»، وهو سؤال من أحد الناشطين السوريين، الذي طرحه ردا على سؤال حول المشاركة في الاستفتاء.

واختارت الصحيفة ذاتها أن توجه رسالة إلى حرم الرئيس السوري، أسماء الأسد، التي ظهرت علنا للمشاركة في الاستفتاء بعد غياب أسابيع عدة عن الأضواء. وفي افتتاحيتها، كتبت «ذا تايمز» تحت عنوان «استراتيجية الخروج للسيدة الأسد»، موضحة أن «على زوجة الرئيس السوري أن تتخذ مسؤولية ضمان الخروج الآمن للصحافيين الغربيين»، في إشارة إلى الصحافيين المصابين في حمص إديث بوفييه وبول كونروي. وذكرت الصحيفة في الافتتاحية نفسها أن «سخرية الاستفتاء أمر شنيع» على وقع القتل المستمر في البلاد.

أما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فحملت عنوان «سوريا تجري استفتاء (يثير السخرية) بينما العنف يتواصل»، لتكرر «ذا غارديان» الموقف نفسه، قائلة: «سوريا تصوت على الدستور الجديد بينما قصف حمص يتواصل».

وكررت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الفكرة نفسها، قائلة: «المزيد من العنف بينما السوريون يصوتون في الاستفتاء». وحملت صحيفة «نيويورك تايمز» عنوانا أبرز، وهو «سوريا تصوت على الدستور بينما القتال يشتعل». وكان من اللافت استخدام الصحف الغربية، بأغلبيتها، صورة الرئيس السوري وحرمه أثناء التصويت، بينما رصدت أيضا صورا من القصف المتواصل على مدن مثل حمص ودرعا.

وحملت صحيفة «لوموند» الفرنسية عنوان: «طلب من السوريين التصويت على دستور جديد على الرغم من استمرار العنف».

وهذه العناوين والتحاليل كلها صبت في اتجاه مماثل في التقليل من شأن التصويت على الدستور السوري وتبعاته في وقت تفقد أرواح السوريين من جهة، ويواصل الإعلام الغربي حملته لضمان سلامة الصحافيين الغربيين العالقين في حمص وإعادة جثني الصحافية الأميركي ماري كولفين وزميلها ريمي أوشليك.