نتنياهو يشن هجوما غير مسبوق على خطاب عباس في الدوحة

مؤتمر الدوحة يوصي بالتوجه إلى مجلس الأمن للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية بالقدس

TT

ثمن المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، في جلسته الختامية أمس، اقتراح قطر بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، بغرض استصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ الاحتلال عام 1967 في القدس، بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية. ورحب المؤتمر بدعوة قطر لإعداد استراتيجية شاملة وموسعة للقطاعات المختلفة والمشاريع التي تحتاج إليها مدينة القدس. ومن المقرر أن يرفع المؤتمر توصياته إلى مؤتمر القمة العربية الثالثة والعشرين، الذي سيعقد في العاصمة العراقية بغداد أواخر مارس (آذار) المقبل.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وانتقد بحدة خطابه الذي ألقاه أمام المؤتمر، في جلسته الافتتاحية، أول من أمس.

واعتبره «تحريضا خطيرا ألقاه شخص يدعي أنه معني بالسلام». على حد قوله. وقال نتنياهو: «لقد آن الأوان لتتوقف القيادة الفلسطينية عن إنكار الماضي وتخريب الواقع. أورشليم القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ آلاف السنين. وستبقى أورشليم القدس تحت السيادة الإسرائيلية، مفتوحة أمام أبناء جميع الأديان، وفيها حرية العبادة الكاملة للجميع، وستواصل إسرائيل بكل حرص رعاية الأماكن المقدسة لجميع الأديان».

واستخدم نتنياهو، في بيان رسمي صادر عن مكتبه، أمس، كلمات غير دبلوماسية وأقرب إلى الشتائم؛ إذ قال إن «محمود عباس يعلم علم اليقين أنه لا أساس لادعاءاته ولافتراءاته الكاذبة، بما في ذلك ادعاءاته العارية عن الصحة وعديمة المسؤولية حول المسجد الأقصى. وتتوقع دولة إسرائيل ممن بدا أنه قد اعتنق خيار السلام، أن يهيئ شعبه للسلام وللتعايش وأن يوقف ترويج الأكاذيب والتحريض. هكذا لا يُصنع السلام».

وكان الرئيس الفلسطيني قال أمام المؤتمرين في الدوحة: «متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم، من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، في تنفيذ خطط ما تعتبرها المعركة الأخيرة في حربها الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية».

من جهة أخرى، أعرب روبرت سيري، المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الشرق الأوسط، عن تشاؤمه من الآفاق المسدودة للتسوية السلمية للصراع في الشرق الأوسط، خاصة في ضوء استطلاعات الرأي في إسرائيل التي تشير إلى أن اليمين بزعامة نتنياهو، سيفوز ثانية في إسرائيل في حال إجراء الانتخابات الآن. وعبر سيري، خلال لقاء له مع النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، على هامش مؤتمر الدوحة، عن تشاؤمه من إمكانية تجسيد حل الدولتين إذا بقي الوضع على ما هو عليه. ورد الطيبي قائلا إن حكومة إسرائيل تقوم بسياسة فرض الأمر الواقع دون أن يردعها أو يوقفها أحد، ولذلك، فإن الاستيطان سيستمر وتهويد القدس سوف يستمر، إلا إذا تحمل العالم مسؤولياته تجاه هذه القضية الكبيرة.

إلى ذلك، جاء في تقرير أعده «المركز للدراسات السياسية» في وزارة الخارجية الإسرائيلية، المسؤول عن «بلورة صورة الاستخبارات الدبلوماسية لإسرائيل»، ويتألف من 50 صفحة، ويتم تداوله في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقالت صحيفة «هآرتس» إنها حصلت على أجزاء منه، ذات صلة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع الأردن ومصر والبرنامج النووي الإيراني، أن «استمرار الجمود في عملية السلام وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، من الممكن أن يدفع قيادة السلطة الفلسطينية والفلسطينيين في الضفة الغربية إلى تفجير انتفاضة ثالثة تتسم بتصعيد العنف ضد إسرائيل».

وبحسب التقديرات الاستخباراتية الواردة في التقرير، فإن سيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة قائم في العام الحالي 2012، سواء كان قرارا من القيادة الفلسطينية، أو في إطار تفجر شعبي متأثر بالثورات في العام العربي. وجاء: «على الأرض، يبدو أنه لا رغبة لدى القيادة أو الرأي العام الفلسطيني في التصعيد ضد إسرائيل، ولكن استمرار الجمود السياسي بالتزامن مع عمليات إسرائيلية صارمة، على المستوى العسكري أو الاقتصادي، واستمرار العاصفة في الشرق الأوسط، من الممكن أن يؤدي إلى حدوث تغيير».

ويورد التقرير رأيا لافتا إزاء السلطة الفلسطينية وقادتها، فيقول إن «القيادة الفلسطينية لا ترى في الحكومة الإسرائيلية شريكا يمكن التقدم معه في عملية السلام.