مسؤول في «بوليساريو»: لن يتحقق مغرب عربي مزدهر دون حل مشكلة الصحراء

بوتفليقة يجدد دعم بلاده لمطلب تقرير المصير

TT

في حين قال مسؤول بارز في جبهة البوليساريو إن شعوب المنطقة «لن تحقق مغربا عربيا مزدهرا يسوده السلام دون استقلال الصحراء»، جدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، من جهته، دعم بلاده لمطلب تقرير المصير عن طريق الاستفتاء في الصحراء.

وذكر محمد السالم ولد السالك، وزير خارجية «بوليساريو» أمس، بمخيمات الجبهة في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، أنه «لا يؤمن بمغرب عربي يسوده السلام ما دام يرفض المغرب احترام الحدود مع جيرانه ويحتل جزءا من بلدنا». ويكون حل النزاع، بحسبه، بـ«استقلال الدولة الصحراوية»، ودعا إلى «احترام الخيار الديمقراطي للصحراء الغربية»، في إشارة إلى أن توافق المملكة المغربية على مطلب الاستفتاء للاختيار بين الاندماج مع المغرب أو الاستقلال عنه.

وقال ولد السالك للصحافة إن مجلس الأمن «يبقى الضامن الوحيد للاتفاق الموقع بين المغرب وجبهة البوليساريو، المتمثل في تنظيم استفتاء تقرير المصير»، مشيرا إلى أن مجلس الأمن «يتحمل المسؤولية الثقيلة لاستمرار معاناة الصحراويين، والوضع المتفجر والخطير بالمنطقة»، وعبر عن أسفه «لكون مجلس الأمن لم يؤد واجبه»، بخصوص مسار السلام في الصحراء.

وتزامنت تصريحات وزير خارجية «بوليساريو» مع رسالة بعث بها الرئيس بوتفليقة، إلى زعيم «بوليساريو» محمد عبد العزيز، بمناسبة مرور 36 سنة على إعلان «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية»، أهم ما جاء فيها، أن الجزائر تتمسك بالتطبيق الصارم لمبدأ الأمم المتحدة في مجال تصفية الاستعمار. وأضاف بوتفليقة في الرسالة: «يسرني بهذه المناسبة أن أتوجه إليكم وإلى الشعب الصحراوي الشقيق بتهاني الحارة، وأن أعرب لقيادة جبهة البوليساريو عن أخلص تمنياتي بالنجاح على درب تجسيد تطلع شعب الصحراء الغربية المشروع، إلى الحرية وإلى ممارسة حقه في تقرير المصير».

وذكر بوتفليقة بأنه «يرجو أن تتكلل بالنجاح سلسلة اللقاءات غير الرسمية (مسار مانهاست) التي بادر بها المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، من أجل استئناف المفاوضات بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو»، مشيرا إلى أن الجزائر «ستواصل، بصفتها بلدا مجاورا، تشجيع الطرفين على مواصلة الحوار، وتكثيفه في كنف احترام الشرعية الدولية للوصول إلى حل يكفل تقرير المصير للشعب الصحراوي».

ويثير الخطاب الجزائري الداعم لجبهة البوليساريو حساسية المغاربة. ويأتي الدعم هذه المرة في سياق مساع لتلطيف الأجواء بين الجزائر والرباط، وديناميكية غير مسبوقة لبعث مسار البناء المغاربي المتعثر، بسبب الخلاف بين أكبر بلدين بالمنطقة حول الصحراء.