الجيش الأميركي يستعيد رفات آخر جنودها المفقودين في العراق

نائب في البرلمان: تسلمته من «عصائب أهل الحق»

أحمد الطائي (أ.ب)
TT

أكد عضو بارز في البرلمان العراقي أن الجندي الأميركي من أصل عراقي السارجنت أحمد الطائي، الذي سلم هو رفاته للسفارة الأميركية أخيرا، أنه تسلم الرفات من جماعة «عصائب أهل الحق»، مما يؤكد، ولأول مرة، أن هذه الجماعة الشيعية المتطرفة المدعومة من إيران هي التي خطفته عام 2006 وقتلته.

وقال النائب سامي العسكري لوكالة «أسوشييتد برس» إن ممثلا عن الجماعة قد أعطاه نعشا خشبيا بسيطا يحتوي على رفات الجندي يوم 22 فبراير (شباط) الحالي. وأضاف العسكري أنه لم يفتح النعش وأنه قام بتسليمه إلى السفارة الأميركية ببغداد في اليوم نفسه. وكان الجيش الأميركي أعلن أول من أمس أنه استعاد رفات آخر جندي كان في عداد المفقودين في العراق، وهو مترجم في الجيش تم القبض عليه بواسطة مسلحين بعد أن تسلل بعيدا عن القاعدة الأميركية التي كان يخدم بها لزيارة زوجته العراقية في بغداد خلال ذروة حركة التمرد في البلاد آنذاك. وأكد بيان صادر عن الجيش الأميركي يوم الأحد أنه تم التعرف على بقايا السارجنت أحمد الطائي الذي كان يبلغ من العمر 41 عاما عندما تم اختطافه في 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2006. ويوجد رفات الطائي الآن في مشرحة للجيش في دوفر بولاية ديلاور. وصرح مسؤولو الجيش أنه ليس لديهم أية تفاصيل إضافية حول ظروف موت الجندي.

ويقول أفراد عائلة الطائي إنه مثل كل العراقيين في المنفى، كان الطائي شغوفا بمساعدة وطنه الأم في إعادة الأعمار بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003. وقد استقرت أسرة الطائي في «آن أربور» في ولاية ميتشغان بعدما تركت العراق عندما كان الطائي لا يزال مراهقا. وقابل الطائي زوجته خلال رحلة للعراق بعد وقت قصير من الإطاحة بصدام حسين، عندما كان لا يزال مدنيا. وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2004، التحق ببرنامج قوات الاحتياط الأميركية للناطقين باللغة العربية، ثم تم إرساله إلى العراق في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 وعمل مع فريق إعادة إعمار المحافظات في بغداد حتى تم اختطافه في العام التالي.

وفي الوقت الذي تم فيه اختطافه، انتشرت حالات اختطاف أخرى مقابل الحصول على فدية أو لدوافع سياسية في الغالب لعراقيين ولأجانب أيضا. ويقول أقارب الطائي إنه غالبا ما كان يلتقي زوجته سرا في منزل عائلتها، على الرغم من التحذيرات من أنه كان يتعرض لخطر الاختطاف. وخلال إحدى تلك الزيارات تم اختطاف الطائي، حين قام رجال مسلحون مقنعون كانوا يختبئون في مبنى مهجور بالقبض عليه حينما كان في طريقه لزيارة زوجته في منزل عمها وعلى بعد خطوات من المنزل، وفقا لما أعلن عنه شهود عيان. وعقب اختطاف الطائي، قام الجيش الأميركي بعمليات بحث واسعة وأغلق أجزاء من العاصمة العراقية بغداد.