وافق المجلس الوزاري الأوروبي، على تمديد مهمة أتلانتا ايوفور المكلفة بمكافحة القرصنة، وذلك حتى ديسمبر (كانون الأول) 2014، وهي المهمة التي انطلقت في ديسمبر 2008، وتعمل منذ ذلك الوقت في تأمين وصول شحنات برنامج الغذاء العالمي، ومساهمات الاتحاد الأفريقي إلى الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، وعملت القوة الأوروبية البحرية على ردع أي شكل من أشكال القرصنة والسطو المسلح قبالة السواحل الصومالية، مما كان له أثر على النشاط الأمني والاقتصادي في بلدان المنطقة، بل على المجتمع الدولي كافة، وحسب بيان صدر على هامش اجتماعات مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببروكسل أمس، فقد شارك الاتحاد بهذه القوة البحرية في إطار نهج شامل جاء في استراتيجية للاتحاد الأوروبي تتعلق بمنطقة القرن الأفريقي، وكجزء من التحرك الدولي الشامل لمساعدة الصومال ودول أخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي جرى التأكيد عليه خلال مؤتمر لندن الأخير للمانحين للصومال.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات متعددة الأوجه للصومال، كما أنه يقود عملية «أتلانتا» البحرية الرامية إلى محاربة القرصنة في خليج عدن؛ من أجل حماية سفن برنامج الغذاء العالمي المتجهة إلى السواحل الصومالية, ونهاية العام الماضي قرر المجلس الوزاري الأوروبي تعيين مبعوث أوروبي خاص لمنطقة القرن الأفريقي، مهمته تعزيز الجهود المبذولة من قبل أوروبا لبسط الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم، مع التركيز على الوضع في الصومال، وطالب المجلس الوزاري من مبعوثه الخاص الجديد، الدبلوماسي اليوناني، ألكسندر روندوس، العمل من أجل تعزيز التعاون بين دول إثيوبيا وجيبوتي وكينيا والصومال والسودان وجمهورية جنوب السودان، باعتبار أن «هذه الدول تتقاسم التحديات والمشكلات نفسها، التي لا بد من النظر لها من منطلق إقليمي». وأوضح بيان أوروبي أن عمل المبعوث الأوروبي سوف يتركز بشكل أولي على الصومال، إذ لا بد من التركيز على مواضيع هامة مثل محاربة القرصنة وبسط الأمن والاستقرار في هذا البلد، الذي يعتبر بؤرة التوتر الأهم في المنطقة، ومن جانبها، أكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن تعيين روندوس مبعوثا أوروبيا خاصا للقرن الأفريقي، سيساهم في «دعم تنفيذ الاستراتيجية الأوروبية الخاصة بهذه المنطقة»، ويذكر أن المبعوث الأوروبي باشر مهمته في الأول من شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، على أن تنتهي في نهاية يونيو (حزيران) من العام نفسه، «وتبقى هذه المهمة قابلة للتجديد حسبما تقتضيه الضرورة».