حماس تؤكد أن قيادييها غادروا دمشق.. وأبو مرزوق: الإيرانيون ليسوا سعداء بموقفنا

المجلس الوطني: مشعل أبلغنا دعمه للمطالب المحقة للشعب السوري

TT

وضع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق حدا لكل التكهنات والمواقف الملتبسة حول موقف الحركة مما يحصل في سوريا، مؤكدا أن قيادة الحركة قد غادرت سوريا لأنها ترفض «الحل الأمني» فيها و«تحترم إرادة الشعب».

وأشار أبو مرزوق إلى أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ومساعديه انتقلوا إلى الدوحة، وقال: «الإيرانيون ليسوا سعداء بموقفنا حيال سوريا، وعندما لا يكونون سعداء لا يتعاملون معك بالطريقة نفسها»، في إشارة إلى انخفاض الدعم المالي الإيراني للحركة.

وأوضح أبو مرزوق أنه غادر سوريا مع باقي قيادات الحركة احتجاجا على ما وصفه بـ«الحملة الوحشية التي يشنها نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه». ونقلت شبكة «سي بي سي» الإخبارية الأميركية على موقعها الإلكتروني عن أبو مرزوق تصريحه لإحدى وكالات الأنباء الأميركية أن «حماس لم يعد لها وجود من الناحية العملية في سوريا، وذلك رغم استمرار مكاتبها هناك».

وتلقى المجلس الوطني السوري موقف حماس من «الثورة السورية» بالكثير من الترحيب، واعتبر عضو المكتب التنفيذي للمجلس سمير نشّار أن «حماس اتخذت الموقف الصحيح حتى ولو جاء متأخرا»، لافتا إلى أن «انسحاب قيادييها بشكل تدريجي من سوريا كان يوحي بأنها ستتخذ موقفا علنيا داعما للثورة السورية في نهاية المطاف». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أي منظمة تدعي التحرير والمقاومة يجب أن تقف إلى جانب الشعب السوري، وهو ما قامت به حماس كون نظام الأسد ليس إلا وجها آخر من وجوه الاحتلال».

وجزم نشّار بأن «موقف المملكة العربية السعودية الأخير؛ الذي وجّهت خلاله رسالة جازمة بأن النظام السوري يجب أن يرحل، شكّل دافعا لحركة حماس ولغيرها من القوى والحكومات المترددة لاتخاذ الموقف الصحيح إلى جانب الشعب السوري»، كاشفا عن أن «عددا من أعضاء المجلس الوطني (هو بينهم) التقوا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة وبالصدفة لوجودهم في الفندق نفسه». وأضاف: «هو أبلغنا دعمه لمطالب الشعب السوري المحقة وللثورة في سوريا، لكننا لم نطلب منه أكثر من ذلك، كوننا نعلم تماما ظروف الحركة وخصوصياتها».

وعن إمكانية أن يخطو حزب الله خطوة مماثلة لحماس، قال نشّار: «لا نرى إمكانية لذلك لأننا نعلم تماما الرابط الآيديولوجي والسياسي بين الحزب وإيران، وبالتالي موقف حزب الله لن يتغير إلا إذا تغير موقف طهران، علما بأن الخطابين الأخيرين للسيد حسن نصر الله كانا أقل حدة مما سبقهما، إذ دعا لحوار سياسي معترفا بشكل ضمني بوجوب تحقيق مطالب الشعب»، وأردف قائلا «حزب الله يبدي الممانعة على حرية الشعوب وهو ما نرفضه».

ويندرج موقف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق ضمن سلسلة مواقف لقياديي حماس أكدوا فيها دعمهم لـ«الثورة السورية»، كان آخرها أول من أمس حين حيّا إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومن الجامع الأزهر، «شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح».

بالمقابل، استمر موقف حزب الله اللبناني على حاله داعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إذ اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عمار الموسوي، أن «كل أشكال المعارضات التي تتربى في أحضان الأجنبي ليست بمعارضات وطنية ولا يمكن أن تكون مؤتمنة على مستقبل الوطن والأمة لا في لبنان ولا في سوريا ولا في أي بلد عربي».

وشدّد الموسوي على أن «سوريا التي تتعرض اليوم لمؤامرة خارجية ستنتصر بوعي شعبها ونظامها، وسيتجه الوضع فيها نحو الاستقرار أكثر فأكثر، لأن المؤامرة التي جمعت أشكالا وألوانا بما يسمى مؤتمر (أصدقاء سوريا) ستتحطم على صخرة الصمود السوري، خاصة أن هؤلاء المجتمعين رأينا فيهم كثيرا من أعداء الشعب السوري والفلسطيني ممن اختبرناهم في أعوام سابقة، حيث كانوا وما زالوا في عداء مع قضايا العرب والمسلمين في المنطقة».