الأوروبيون يلقون بـ90 مليون طن من المواد الغذائية سنويا في القمامة

كرة القدم الأوروبية في مكافحة الجوع.. حملة أطلقتها بروكسل لمساعدة فقراء دول الساحل الأفريقي

TT

أطلقت المفوضية الأوروبية ببروكسل، أمس الثلاثاء، حملة تحت عنوان كرة القدم الأوروبية في مكافحة الجوع، وهي حملة مشتركة للجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ورابطة دوريات كرة القدم الأوروبية للمحترفين.

وتركز الحملة على رفع مستوى الوعي حول أزمة الجوع في منطقة الساحل الأفريقي، وشاركت في إطلاقها المفوضة كريستالين جورجيفا المكلفة بملف المساعدات الإنسانية ومواجهة الأزمات، وبحضور عدد من نجوم كرة القدم منهم الإسباني راؤول غونزاليس، ورؤساء اتحادات الكرة في إسبانيا وبريطانيا وألمانيا. وبحسب المفوضية الأوروبية، تعمل الحملة على رفع مستوى الوعي من خلال جهود مشتركة لمكافحة الجوع وسوء التغذية، والجميع يرفع شعار «معا يمكن إنقاذ الحياة.. من خلال التضامن والعمل الجماعي»، وسوف تتم الاستعانة بمباريات كرة القدم، والزيارات الميدانية، والمعارض، والأنشطة الاجتماعية، ووسائل الإعلام، حتى تحقق الحملة أغراضها، وتلفت الانتباه إلى محنة الشعوب التي تعاني من الجوع في مناطق العالم المختلفة، مع عرض وشرح وسائل ناجحة وفعالة لمنع وتخفيف الجوع من خلال المشروعات المشتركة للمفوضية الأوروبية ومنظمة الفاو.

وتتضمن فعاليات الحملة تنفيذ يوم المباريات الأوروبية لمكافحة الجوع، والذي سيقام في 31 مارس (آذار) ومطلع أبريل (نيسان) القادمين في 15 دولة أوروبية. وسيشارك في الحدث 300 ناد تنتمي إلى 20 من الدوريات الأوروبية لكرة القدم للمحترفين. وهناك أزمة غذاء تلوح في أفق منطقة الساحل الأفريقي، وجاء ذلك في التحذير الذي أصدرته المفوضية الأوروبية ببروكسل منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي. وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمعونات الإنسانية كريستالينا جيورجيفا في بيان لها عقب زيارة لعدد من دول الساحل الأفريقي ومنها النيجر وتشاد وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا إن هذه البلدان أكثر عرضة لخطر نقص المواد الغذائية الرئيسية خلال الأشهر المقبلة. ورأت أنه في غضون أشهر سيعاني الناس من المجاعة ما لم يتم التصرف حيال الأمر، كما أنها تعد المرة الثالثة خلال هذا العقد التي يواجه فيها الساحل مثل هذه الأزمة. وبينت أن المفوضية تقوم في كل عام بإنقاذ 200 ألف طفل من سوء التغذية الحاد «إلا أنه يتعين علينا فعل المزيد»، حسب قول المفوضة.

يذكر أنه بسبب الانتكاسة التي واجهتها المحاصيل الزراعية في سبتمبر (أيلول) الماضي وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 40 في المائة مع توقع أن تتضاعف ثلاث مرات مع بداية الموسم، واجه سبعة ملايين شخص نقصا بالغذاء. كما يذكر أن المفوضية الأوروبية خصصت منذ عام 2005 أكثر من 225 مليون يورو للمساعدات الإنسانية لمنطقة الساحل الأفريقي. وخلال شهر فبراير (شباط) الحالي، قالت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي «يوروستات»، إن 115 مليون نسمة أي ما يعادل 23.4 في المائة من سكان الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعرضوا خلال عام 2010 لخطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي. وجاء الإعلان عن ذلك بعد مناقشات داخل لجنة الزراعة في البرلمان الأوروبي حول استمرار خطط توزيع المواد الغذائية على المواطنين الأوروبيين الأكثر حرمانا.

وتعني مواجهة خطر الفقر وفق «يوروستات» تراجع الدخل الفردي تحت سقف الفقر أو الحرمان المادي الشديد، أو العيش في أسرة ذات كثافة عالية مع ساعات عمل منخفضة جدا. وسجلت في عام 2010 أعلى نسبة من الأشخاص المعرضين لخطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي في بلغاريا (42 في المائة) ورومانيا (41 في المائة) ولاتفيا (38 في المائة) وليتوانيا (33 في المائة) والمجر (30 في المائة)، وأدناها في الجمهورية التشيكية (14 في المائة) والسويد وهولندا (15 في المائة) والنمسا وفنلندا ولوكسمبورغ (17 في المائة)، وفي أواخر شهر يناير الماضي جرى الإعلان في بروكسل عن أن ما يصل إلى 50 في المائة من المواد الغذائية الصحية والصالحة للأكل، داخل المنازل والمتاجر والمطاعم الموجودة في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، مصيره أكياس القمامة، وهو ما يطلق عليه البعض «الغذاء المهدر» أي الذي يتم إهداره يوميا ولا يستخدمه أحد، في حين أن 79 مليون نسمة في الاتحاد الأوروبي يعيشون تحت خط الفقر، فيما يعتمد 16 مليونا على المساعدات الغذائية من المؤسسات الخيرية.