المرزوقي يبدي استعداد تونس لمنح الأسد اللجوء السياسي حقنا للدماء

محللون: الدعوة قد تكون بالون اختبار

TT

قال عدنان المنصر الناطق باسم رئاسة الجمهورية أمس إن «تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء السياسي؛ إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر»، وأضاف المنصر: «من حيث المبدأ، تونس مستعدة لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد وأفراد عائلته إذا كان هذا الاقتراح سيساهم في وقف إراقة الدماء وإنهاء قتل السوريين المستمر منذ أشهر». وقللت أوساط سياسية تونسية من أهمية الدعوة التي قدمها المرزوقي للرئيس السوري لعلمه المسبق باستحالة قبول مثل هذا المقترح بعد يومين من التصويت على الدستور الجديد في سوريا، واعتبرت المصادر نفسها أن الوضع الأمني والاحتجاجات التي تظهر في تونس بين فترة وأخرى، لا يجعلها في موقع من يمنح رئيسا في وضع بشار اللجوء إليها. وفي هذا الإطار، قال جمال العرفاوي المحلل السياسي التونسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن التونسيين تعودوا على مواقف مفاجئة من رئيسهم، ولا يبدو هذا الاقتراح قابلا للتنفيذ؛ على الأقل في الوقت الحالي. وأضاف أن اقتراح المرزوقي قد يكون بالون اختبار يود من ورائه معرفة رد فعل النظام السوري عن الفكرة وإشاعتها على نطاق واسع. واعتبر العرفاوي أن مثل هذه الطرق تطبقها كبرى المعاهد الاستراتيجية في العالم الغربي والغاية الأساسية منها معرفة رد فعل الطرف المقابل دون السعي الجدي لتنفيذ الفكرة.

وقال عادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد المعارضة، إن المرزوقي ما زال يتعامل بتفكير من ينتمي إلى المنظمات الحقوقية، وهو يسعى لاغتنام الفرص لجذب الأضواء لأفكاره، ولا يفرق في ذلك بين موقعه الرئاسي الجديد وشخصية المثقف والحقوقي والمفكر التي تعايش معها لعقود متتالية.

واعتبر الشاوش أن المواقف التي اتخذها المرزوقي حتى الآن والتصريحات التي أدلى بها تفتقد لكثير من المراجعة، ولا يرى الشاوش أن فكرة منح الرئيس السوري حق اللجوء إلى تونس فكرة جيدة؛ «كونها ستفتح على بلادنا مشكلات إضافية هي في غنى عنها». وكان المرزوقي قد صرح خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته تونس يوم الجمعة 24 فبراير الحالي، أن روسيا يمكن أن تكون ملجأ لبشار، ودعا إلى عدم التدخل الأجنبي في سوريا في ظل دعوات متكررة للجوء إلى الحل العسكري لحسم الموقف هناك. وكانت تونس أول دولة عربية تقرر طرد السفير السوري من أراضيها على خلفية قتل أكثر من مائتي سوري في مدينة حمص السورية ليلة المولد النبوي.