صالحي: خياران في التعامل مع ملفنا إما التعاون أو المواجهة.. ونحن نفضل الأول

مسؤول غربي: هناك 65 فقرة في تقرير وكالة الطاقة الذرية عن الملف الإيراني.. وطهران ردت بـ«65 رفضا»

وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يتحدث إلى عدد من الصحافيين في جنيف أمس (إ.ب.أ)
TT

عبرت إيران عن تفاؤلها إزاء استئناف المفاوضات «بمسارها الصحيح» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن هناك خيارين في التعامل مع الملف النووي لبلاده؛ الأول التعاون، والثاني المواجهة، مؤكدا أن بلاده تفضل الخيار الأول.

وخلال محادثات رفيعة المستوى أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) رفض مسؤولون إيرانيون مجددا الرد على تقارير مخابراتية تفيد بأن طهران أجرت أبحاثا سرية ذات صلة بتطوير أسلحة نووية، مؤكدة أن أغراض برنامجها النووي سلمية بحتة.

وقال صالحي للصحافيين أمس بعد أن ألقى كلمة أمام مؤتمر لنزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة في جنيف «نتوقع للحوار الذي بدأ أن يستمر، هناك بعض الخلافات حول صياغة إطار أولي يمهد السبيل لوضع خارطة طريق جديدة تحدد طريق المضي قدما»، ومضى يقول «نحن متفائلون من أن الاجتماعات المقبلة بين الوفد الرفيع لوكالة الطاقة الذرية والجانب الإيراني ستمضي في الاتجاه الصحيح كما نأمل»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وكانت وكالة الطاقة الذرية قد قالت في وقت سابق إنه في ظل عدم استعداد إيران للتطرق إلى مزاعم عن أبحاث ذات تطبيقات نووية عسكرية فليس من المقرر إجراء المزيد من المحادثات.

واتهم صالحي الغرب بازدواجية المعايير لمساندته إسرائيل العدو اللدود لإيران وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي ويعتقد على نطاق واسع أن لديها الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة. وقال صالحي «قلنا مرارا وتكرارا إن هناك خيارين للتعامل مع البرنامج النووي السلمي لإيران؛ الأول التعامل والتعاون والتواصل، والثاني المواجهة والصراع»، مضيفا أن «إيران واثقة من الطبيعة السلمية لبرنامجها وتمسكت دوما بالخيار الأول، وحين يتعلق الأمر بحقوقنا ذات الصلة والتزاماتنا فإن موقفنا الدائم هو أن إيران لا تسعى للمواجهة ولا تريد شيئا غير حقوقها المشروعة التي لا تمس».

وقال دبلوماسيون اطلعوا على أحدث لقاءات للوكالة في طهران إن الجانب الإيراني وصف المخاوف المتزايدة للمفتشين إزاء جوانب عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني بأنها بلا سند.

وقال مبعوث مقيم في فيينا إن الافتقار للتقدم جعل طهران تبدأ في الرد على الشكوك، مؤشر واضح على أنها «ليست جادة على الإطلاق في خوض أي مفاوضات لها مغزى» حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال مسؤول آخر مقيم في فيينا على اطلاع بالقضية إن فريق وكالة الطاقة الذرية سأل عن الموقف الأولي لإيران من قضايا أثارتها الوكالة التابعة للأمم المتحدة في تقرير مفصل صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) أشار إلى وجود أهداف سرية محتملة لصنع أسلحة نووية في إيران.

وقال المسؤول إنه كانت هناك 65 فقرة في تقرير الوكالة، وإن الجانب الإيراني كان رده «65 رفضا»، مما يوضح أن إيران رفضت كل المعلومات التي تشير إلى محاولات غير مشروعة لتصميم قنبلة نووية.

وقال دبلوماسيون إنه في كلا الاجتماعين طلبت الوكالة دخول موقع بارشين العسكري الذي ورد ذكره في تقرير الوكالة، لكن الجانب الإيراني لم يوافق على هذا. وقالوا أيضا إن الوفد الإيراني في الاجتماعين لم يبد أنه صاحب القرار الحقيقي في هذه المسألة. وقال مسؤول «كانت المسألة وكأننا نتفاهم مع وسيط».