في وقت ظهرت فيه دعوات واسعة في العاصمة الإيرانية طهران لمقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة يوم الجمعة المقبل، توقع القيادي الإخواني، عصام العريان، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، وصول الربيع العربي إلى إيران، بعد أن وصل إلى عدة دول عربية بالمنطقة.
ووفقا للمصادر الإيرانية فقد دعا نشطاء تابعون للتيار الإصلاحي في طهران، والذي يتزعمه مير حسين موسوي ومهدي كروبي، إلى عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها الجمعة المقبل، مرجعين سبب عدم المشاركة إلى عدم الشفافية التي ستدار بها عملية الاقتراع والفرز، كما حدث سلفا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009 والتي فاز فيها أحمدي نجاد بالرئاسة «من دون وجه حق»، بحسب قولهم.
ودعت الحركة الخضراء التي يتزعمها موسوي الذي نافس نجاد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في بيان لها على موقعها «صوت نداي سبز» جموع الشعب الإيراني لمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي وصفتها الحركة في البيان بالدراماتيكية، وطالبت أنصار الحركة والمتضررين من النظام الإيراني بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلى الشوارع يوم الانتخابات وعدم المشاركة في التصويت، وذلك اعتراضا على استمرار وضع زعماء التيار الإصلاحي قيد الإقامة الجبرية، وتوقعهم عدم نزاهة الانتخابات كما حدث عام 2009.
كما طالب البيان خروج أتباع الحركة الخضراء إلى الشوارع قبل الانتخابات بيوم وطالبتهم بالانتشار في الأسواق العامة والميادين، لدعوة الإيرانيين لعدم المشاركة في الانتخابات.
وأعلنت الحكومة الإيرانية أنها بصدد بدء التصويت في الانتخابات البرلمانية يوم الثاني من الشهر المقبل، وهي الانتخابات الأولى التي تحدث وسط انقسامات بين التيار المحافظ الذي يخوض الانتخابات بقائمتين، وصفهما مراقبون بأنهما «قائمتان دينية وسياسية»، بحيث تمثل القائمة الدينية أتباع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أما القائمة السياسية فتمثل أتباع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. وصرح حسن غفوري المحسوب على التيار المحافظ بحسب ما نشرته وكالة «موج سبز» التابعة للتيار الإصلاحي، بأن المشاركة في الانتخابات هي تأييد للقائد (المرشد) والحكومة الإيرانية.
وفي مصر توقع قيادي في جماعة الإخوان التي حصلت على مواقع متقدمة في السياسة المصرية بعد سقوط نظام مبارك، أن موجة الربيع العربي قد تصل إلى إيران، ونقلت وسائل إعلام محلية عن الدكتور عصام العريان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري قوله أثناء بحث اللجنة اتخاذ موقف مصري واضح تجاه القضية السورية: «إن الغالب أن هذه المنطقة تتجه إلى تغيير سيصل إلى عمق كل الدول العربية خلال سنوات.. والسؤال الآن هو كيف تقود مصر هذا التغيير الذي قد يصل إلى إيران نفسها».
وكان عدد من أعضاء اللجنة ومن بينهم النائب السلفي ممدوح إسماعيل قد طالبوا بالإعلان صراحة عن إدانة التدخل الإيراني في سوريا، بينما انتقد عدد من النواب السماح بمرور سفينتين حربيتين إيرانيتين من قناة السويس إلى سوريا الأسبوع الماضي. وعقب العريان قائلا: إنه وفقا لاتفاقية قسطنطينية لا يجوز منع مرور السفن إلا في حالة وجود حرب معلنة ولا يمكن التمرد على القانون الدولي.