يوم من الدراما.. المصور البريطاني وصل إلى لبنان وتضارب حول الصحافية الفرنسية

ساركوزي يتراجع عن تصريحات بشأن الصحافية.. وصحيفتها تؤكد أنها لا تزال في حمص * أنباء عن سقوط 13 قتيلا من بين المتطوعين بالعمليتين.. و«الجيش الحر» يحاول نقل باقي الصحافيين

الصحافية الفرنسية إديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي (أ.ف.ب)
TT

تمكنت مجموعة من الناشطين السوريين من إخراج المصور البريطاني في صحيفة «صنداي تايمز» بول كونروي من حي بابا عمرو المحاصر في مدينة حمص السورية إلى شمال لبنان، في عملية تسببت بفقدان نحو 13 متطوعا لحياتهم من أجل تنفيذها، بينما تضاربت الأنباء حول حقيقة وصول مراسلة جريدة «لو فيغارو» الفرنسية إديت بوفييه إلى الحدود اللبنانية.

وكان كونروي وبوفييه أصيبا في أقدامهما خلال قصف للجيش السوري على مدينة حمص، استهدف يوم الأربعاء الفائت منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي في حي بابا عمرو، وأدى إلى مقتل الصحافية في «صنداي تايمز» ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، اللذين لم يعرف بعد مصير جثتيهما.

وفي حين أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «كونروي قد وصل بسلام إلى لبنان، حيث يتلقى حاليا مساعدة قنصلية من خلال السفارة البريطانية في بيروت»، تباين الموقف الفرنسي بين تأكيد أو نفي وصول بوفييه إلى لبنان. وبعد أن أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصول الصحافية الفرنسية إلى لبنان، بعد تضارب في المعلومات حول بقائها في حمص محتجزة، عاد مجددا ونفى تلك الأنباء قائلا: «لم يتم التأكد بعد انها باتت اليوم بأمان في لبنان، معللا ذلك بأن الاتصالات صعبة للغاية مع حمص»، ومشيرا إلى وضع «غير واضح ومعقد».

كما قال مصدر في صحيفة لو فيغارو إنه «من الخطأ القول أنها وصلت بسلام الى لبنان»، مضيفا أن معلوماته مستقاة من مصادر دبلوماسية في بيروت وباريس.

وقال الناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الصحافيين وصلا بخير إلى شمال لبنان، لكن شخصين من المجموعة التي رافقتهما قتلا خلال الطريق بسبب تعرض المجموعة لإطلاق نار من قوات الأمن السورية، عدا عن إصابة عدد آخر من المرافقين».

فيما أفادت تقارير غربية، وبخاصة ما تناولته صحيفة «التايمز» البريطانية، أن عملية نقل كونروي الحساسة التي استغرقت نحو 26 ساعة، والتي تم خلالها حمله على نقالة عبر نحو 20 كيلومترا تفصل بين حمص والحدود اللبنانية، أسفرت عن مقتل 13 شخصا من بين المتطوعين السوريين الذين قاموا بنقله عبر الحدود.

وأكد إدلبي أن «كونروي اتصل بعائلته فور وصوله إلى لبنان وطمأنهم على صحته»، معلنا أنه «سيتم في الساعات المقبلة إجلاء الصحافيين» الذين لا يزالوا محتجزين في مدينة حمص، القريبة من الحدود الشمالية للبنان.

وترددت أنباء عن نقل كونروي إلى شمال لبنان بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، عبر معبر حدودي غير شرعي في بلدة حنيدر في منطقة وادي خالد الحدودية. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن عائلة المصور البريطاني تبلغها بخروجه من سوريا، حيث أعلن والده ليس كونروي، أن ابنه الجريح نقل من حمص إلى لبنان، وقال: «علمنا بالخبر للتو عبر الهاتف»، فيما قالت زوجته كايت: «سمعت بأنه خرج، وكل ما بإمكاني قوله إننا فرحون وتغمرنا السعادة بسبب هذا الخبر، ولن أقول أكثر من ذلك في هذه المرحلة».

وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أنه «تم إخراج كونروي من بابا عمرو عن طريق (الجيش الحر) وليس (الهلال الأحمر)». وأكد نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر (الجيش الحر) يحاولون نقل الصحافيين الأجانب الباقين المحتجزين إلى خارج الأراضي السورية لكن حمص محاصرة بجيش جرار». وأشار الكردي إلى «أننا قدمنا المساعدة منذ البداية لتأمين دخول صحافيين إلى حمص وبقية المدن السورية، وبعد إصابة عدد منهم نتيجة قصف النظام الأسدي الهمجي، قدمنا لهم المساعدة وعملنا على معالجتهم في المشافي الميدانية».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في وقت سابق «فشل محاولة لإجلاء صحافيين غربيين مصابين من مدينة حمص السورية»، ونقلت تقارير عن مصادر اللجنة أن «سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو المحاصر وغادرته من دون بوفييه وكونروي».