جبيل.. مدينة الماضي الجميل

نظيفة.. أثرية.. وشواطئها رائعة

TT

جبيل مدينة قديمة ونظيفة وجميلة جدا، تتمتع بكل ما تتمتع به مدن المتوسط التاريخية من مواصفات عامة مثل الشواطئ الرائعة والسهول المعطاءة والأجواء المعتدلة الطيبة. فهذه المدينة، التي تعرضت لتغييرات كثيرة عبر التاريخ الطويل والحافل بأهلها وسكان لبنان بشكل عام، وفقدت الكثير من معالمها الرومانية والإغريقية، حافظت على روحها مع بقاء مينائها الصغير والجميل على المتوسط شاهدا حيا على أيامها الغابرة، كما هو الحال مع بعض معالمها العمرانية ومقابرها. فالمدينة في مينائها القديم ومبانيها القرميدية ونخيلها، لا تزال تشبه الكثير من مدن المتوسط التي كنا نحنّ إليها في بطاقات الأعياد السوداء والبيضاء أيام الصغر.

يصعب التغزل بمدينة، غير أن جبيل تضم بعض المعالم الأساسية التي يبحث السائح عنها عادة مثل الهدوء والمياه البحرية النظيفة والمشاهد الخلابة والهواء المنعش والطعام اللذيذ. وستضم المدينة حديقة جديدة باسم بيبلوس بارك ستكون مفتوحة أمام الجميع هذا العام، وذلك في إطار محاولات محلية وحكومية للاعتناء بالمدينة وتطويرها وتحديثها، وهي محاولات كثيرة.

نتكلم هنا بالطبع عن المدينة القديمة والسوق ومنطقة الميناء أو ما تبقى من جبيل القديمة والأثرية، وبعض أجزاء المدينة الأخرى التي ترتبط بالمناطق المحيطة لها سواء أكانت جبلية أم ساحلية مثل بلدات عمشيت وقرطبون وحبوب. فقد أصبحت هذه المناطق جزءا من المدينة بشكل أو بآخر مع الوقت ولذا يقال إن عدد سكان جبيل يبلغ 100 ألف نسمة.

وهذه المدينة مختلطة جدا من النواحي الدينية، فأكثر سكانها من أبناء الطائفة المارونية وأبناء الطائفتين السنة والشيعة وبعض أبناء الطائفة الأرثوذكسية والطائفة الكاثوليكية والطائفة السريانية. ومعظمهم من العاملين في القطاع السياحي والمحامين والمهندسين والمزارعين والأطباء والصناعيين.

ولهذا فإن المدينة من المدن اللبنانية الجامعة، التي تعبر عن الكثير من الأطياف ما يمنحها نكهتها الخاصة على الشاطئ اللبناني الشمالي الطويل.