مساء أول من أمس بدأت مجموعات باتخاذ أماكنها أمام متجر «أبل» بحي كوفنت غاردن في لندن، العدد لم يكن كبيرا ولكنه بدأ في التزايد ولم يمض وقت طويل حتى قام العاملون بالمحل بوضع الحواجز المعدنية لتنظيم المنتظرين. ومع بداية يوم أمس بدا أن الحواجز التي وضعت قد أثرت فعلا في تقسيم المنتظرين إلى صفوف وبدا على الكثير من منهم الإعياء بسبب قضاء الليل أمام المحل في طقس لم يكن بأي حال من الأحوال دافئا. ولكن الهوس باقتناء آخر إصدارات شركة «أبل» لا يمكن مناقشته أو التعقل فيه.
وقد بدأ بيع الجيل الثالث من «آي باد» في عدد من دول العالم أمس وشهدت العواصم الكبرى في العالم طوابير المنتظرين الذين توافدوا إلى داخل المحلات ليصبحوا من أوائل الفائزين بالجهاز. يذكر أنه تم طرح الجهاز أمام المستخدمين أمس في الأسواق بالولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وهونغ كونغ وسنغافورة واليابان وسويسرا وأستراليا بسعر يبدأ من 499 دولارا.
وسوف ينتظر عشاق آي باد في 25 دولة أخرى منها المكسيك وإسبانيا وآيرلندا والدنمارك حتى يوم 23 مارس (آذار) الحالي ليتمكنوا من شرائه.
وفي اليابان أشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن المئات اصطفوا أمام المتجر الرئيسي لشركة «أبل» في العاصمة طوكيو للحصول على أولى نسخ هذا الجيل الجديد الذي طرح في الأسواق بعد 11 شهرا فقط من طرح الجيل الثاني من أشهر كومبيوتر لوحي في العالم.
وفي سيدني بأستراليا اصطف المئات من المشترين أمام متجر «أبل» في شارع جورج ستريت قبل الفجر ليكونوا أول من يحصل على جهاز الكومبيوتر اللوحي.
وفي إعلان بثته شركة «أبل» عبر موقع «يوتيوب» لملفات الفيديو قال أحد الأشخاص: «ستيف جوبز (مؤسس ورئيس «أبل» الراحل) كان سيعجبه هذا (الجهاز): هذا الشخص الذي يقف في أول الطابور الطويل أمام المتجر نزل من منزله قبل موعد فتح المتجر بساعات لكي يكون أول شخص يحصل على أحدث منتجات (أبل)».
وكان الكثير من الأشخاص قد أشار إلى أن ستيف جوبز ضمن الأسباب التي دفعتهم إلى الحرص على شراء الدفعة الأولى من الكومبيوتر اللوحي الجديد آي باد.
وقال شخص آخر: «هدف (أبل) هو وضع غلاف لكل شيء: بالنسبة لي أنا أهم شيء هو الواجهة في الجهاز الجديد». وأضاف: «هناك بعض الأشخاص الذين يشترون الجهاز بسبب العلامة التجارية ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين يشترون المنتج للاستخدام وتحقيق أقصى استفادة منه فهم يدركون قيمة الشيء الذي سيشترونه».
البعض خجل من الاعتراف بحبه لجهاز آي باد رغم أنهم يقفون منذ منتصف الليل أمام المتجر لكي يشتروه. وداخل الطابور كان هناك شخص من شنغهاي خجل من الاعتراف بأنه سافر من الصين إلى أستراليا لكي يقف في الطابور.
وساعد هذا الإقبال الكبير على شراء أحدث منتجات «أبل» في رفع سهم الشركة إلى مستوى قياسي في التعاملات في بورصة وول ستريت بنيويورك يوم الخميس مع وصوله إلى 600 دولار للمرة الأولى بعد شهر تقريبا من وصوله إلى مستوى 500 دولار مدعوما بتوقعات المحللين تحقيق الشركة مبيعات كبيرة من آي باد الجديد إلى جانب باقي منتجاتها. وقد ارتفع سعر سهم «أبل» بنحو 50% خلال عام.
كان العملاء قد حجزوا كل الكمية المتاحة من الجيل الجديد للكومبيوتر آي باد قبل بدء طرحه بالفعل مما دفع الشركة إلى إعلان احتمال تأخير تسليم الأجهزة للكثير من الحاجزين بسبب بيع كل المخزون.
وتتوقع «أبل» بيع مليون آي باد جديد عندما يتم طرح الجهاز في المتاجر في الدول العشر المحددة سلفا.
وقال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إن الجيل الجديد من آي باد: «يقدم تحسينات مدهشة لأغلب الخصائص الأساسية لتصميم الجهاز في الوقت الذي تم فيه الاحتفاظ بجميع السمات التي أحبها الملايين من الأشخاص في آي باد».
يبدأ سعر الجهاز الجديد من 499 دولارا ويتسم بوجود المعالج إيه 5 إكس القوي وشاشة عرض عالية الوضوح طراز ريتينا، التي تصل درجة وضوحها إلى 2084 بيكسل في 1536 بيكسل وهو ما يعني أن وضوح هذه الشاشة يزيد بمقدار مليون بيكسل عن شاشة أجهزة التلفزيون عالية الوضوح، إلى جانب وجود كاميرا بقوة 5 ميغابيكسل مزودة بتكنولوجيا تحديد الوجه.
ويمكن للجهاز الجديد الاتصال بشبكات الجيل الرابع من الهاتف الجوال «جي4» وهو مزود بجهاز هاتف جوال.
كما أن الجهاز يتيح استخدام جميع ألعاب الكومبيوتر وبرامج الوسائط بما ينقل الأداء عليه إلى آفاق جديدة.
وكانت «أبل» قد أعلنت الأربعاء أن متاجرها ستفتح أبوابها قبل الموعد المعتاد بساعتين لمواجهة الإقبال الكبير المتوقع من العملاء الراغبين في شراء أحد أجهزة الدفعة الأولى من «آي باد» الجديد.
وذكرت الشركة في بيان أن العملاء الذين حجزوا الجهاز الجديد عبر موقع «أبل» قد لا يتمكنون من الحصول عليه في الموعد المقرر يوم الجمعة المقبل بسبب كثرة عدد الأجهزة التي تم حجزها.
وأضافت «أبل» أن إقبال العملاء على آي باد الجديد فاق التوقعات، لذلك فإن كل الكميات التي تم إنتاجها لعملاء البيع المقدم قد تم بيعها بالفعل.
يمكن للعملاء شراء الجهاز من خلال متاجر التجزئة التابعة لشركة «أبل» ولكن الأمر سيحتاج إلى بعض الجهد نظرا لتوقع الزحام الشديد أمام المتاجر مع بدء بيع الجهاز.