تجدد المظاهرات المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد

رغم رداءة الطقس في الأردن

TT

رغم رداءة الطقس جراء المنخفض الجوي المصحوب بالأمطار الغزيرة وتوقعات بتساقط الثلوج، تجددت أمس في عمان وعدد من المدن الأردنية الأخرى المسيرات المطالبة بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد والمفسدين وتحقيق إصلاحات شاملة. فقد انطلقت بعد صلاة «الجمعة» مسيرات في عمان وإربد والكرك والطفيلة ومعان تحت شعار «لا للقبضة الأمنية.. لا لرفع الأسعار..لا للتهاون مع الفساد».

وشهدت مسيرة وسط عمان التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني إلى منطقة «رأس العين» تراجعا في زخم مشاركة الحركة الإسلامية في المسيرة التي نظمتها الجبهة الوطنية للإصلاح برئاسة رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات، واكتفاء الإسلاميين بإبراز قيادات من الصف الأول على خلاف المسيرات الضخمة السابقة التي كانت تحفل بمشاركة واسعة من عناصر وقيادات الحركة.

ودفعت الحركة الإسلامية في الأردن ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي، على ما يبدو بالزخم نحو الجنوب، حيث شاركت بقوة وساندت فعالية محافظة الطفيلة، حيث شارك هناك رئيس الدائرة السياسية في الحزب زكي بني أرشيد.

وطالب المشاركون في مسيرة عمان بالإفراج عن موقوفي حراك الطفيلة بسجن «جويدة» وحل مجلس النواب الأردني ورفع القبضة الأمنية عن الحراكات الشبابية وعدم عودة الأحكام العرفية. وشهدت المسيرة خلافا بسبب رفع عدد من المشاركين أعلاما حزبية وتجاهل العلم الأردني، وهو ما أغضب المشاركين من حي الطفيلة، لكن تمت السيطرة على الوضع بتنزيل أعلام الأحزاب ورفع العلم الأردني فقط، كما تعرض المشاركون في المسيرة التي شهدت وجودا أمنيا كثيفا لاعتداء بالحجارة من قبل «البلطجية» تسبب في إصابة عدة أشخاص. ورفض المتظاهرون في المسيرة التعامل الأمني مع الملف الإصلاحي، وطالبوا بالإفراج الفوري عن كل معتقلي الرأي وعلى رأسهم قادة الحراك من «أحرار الطفيلة».

وانطلقت مسيرة إربد من أمام المسجد الهاشمي باتجاه ميدان وصفي التل في الوسط التجاري، وذلك بدعوة من حزب جبهة العمل الإسلامي ومشاركة فعاليات شعبية وحزبية وشبابية تحت شعار جمعة «إسقاط مجلس النواب المزور»، وتضامنا مع أحرار الطفيلة، وهتف المتظاهرون ضد رفع الأسعار مطالبين بتشكيل حكومة إنقاذ وطني ولجنة وطنية لكتابة دستور جديد للبلاد، وطالبوا بمحاسبة كل من سرق ونهب المال العام وحل مجلس النواب والذي أفضى أداؤه المرتبك إلى عجز عن تحويل ملف قضية شركة الفوسفات للقضاء.

ونظم الحراك الشبابي والشعبي في وسط مدينة الكرك الجنوبية اعتصاما أمام المسجد العمري، طالبوا فيه باسترداد المال العام ومحاكمة الفاسدين وإجراء إصلاحات فورية وملموسة والإفراج عن معتقلي الحراك الشبابي والتوقف عن رفع أسعار السلع التموينية والضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية. وأكد المعتصمون استمرارية المسيرات والاعتصامات الأسبوعية السلمية إلى حين الاستجابة لجميع مطالب الشعب.

وانطلقت مسيرة في الطفيلة جنوب عمان، من أمام المسجد الكبير وبمشاركة قوية من أبناء المحافظة وحضور فعاليات مختلفة، منها رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد الذي أكد في كلمة تضامنه مع الموقوفين في السجن من أبناء حراك الطفيلة، قائلا «قادمون لنكتب المستقبل وإياكم». وأحرق المتظاهرون العلم الأميركي منتقدين معاهدة سلام وادي عربة مع إسرائيل معتبرين إياها معاهدة استسلام.